سياسة دولية

تصاعد التوتر في بحر الصين الجنوبي بين بكين ومانيلا.. اتهامات متبادلة (شاهد)

بكين تطالب بالسيادة الكاملة تقريبا بحر الصين الجنوبي- الأناضول
تصاعد التوتر في بحر الصين الجنوبي عقب اتهام الفلبين خفر السواحل الصيني باعتراض طريق قارب إمدادات عسكري فلبيني في بحر جنوب الصين واستهدافه بمدافع المياه، منددة باستخدام "إجراءات مبالغ فيها وهجومية" تجاه سفنها.

وطالبت الصين، الثلاثاء، الفيليبين بسحب سفينة معطلة أوقفتها عمدا قبل عقدين في جزيرة مرجانية متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي الذي كان مصدر توتر في الأيام الماضية.

واتهمت الفيليبين خفر السواحل الصينيين بإطلاق خراطيم المياه في نهاية هذا الأسبوع على السفن الفيليبينية التي كانت تنقل عتادا لطواقمها العسكرية المنتشرة في جزيرة سيكند توماس الخاضعة لسيطرة مانيلا.

وأظهر مقطع مصور نشرته مانيلا، سفينة كبيرة تابعة لحرس السواحل الصيني ترش المياه على قارب فلبيني صغير كان يحاول توصيل إمدادات لقوة من البحارة الفلبينيين.


"احتلال دائم" 
وردّت بكين التي تطالب بالسيادة على غالبية مساحة بحر الصين الجنوبي، بأن خفر السواحل الصينيين تصرفوا بطريقة مهنية ومدروسة. واتهمت مانيلا بأنها ترغب بنقل "مواد بناء على نحو غير قانوني" إلى السفينة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان "قدمت الفيليبين في مناسبات عدة التزاما واضحا بإزالة هذه السفينة العسكرية عبر سحبها".

وأضاف "لكن مرت 24 سنة. ليس فقط لم تقم الفيليبين بإزالتها انما تحاول أيضا إصلاحها وتدعيمها على نطاق واسع من أجل تكريس احتلالها الدائم لريناي"، التسمية الصينية للشعاب المرجانية.

تؤكد بكين أنها تبحث منذ فترة طويلة مسألة السفينة عبر القنوات الدبلوماسية مع مانيلا لكن السلطات الفيليبينية تظهر سوء نية عبر مواصلة تعزيز السفينة وهو "ما يتعارض مع القانون الدولي".

وأضاف الناطق الصيني أن "الصين تحض الفيليبين مرة أخرى على سحب هذه السفينة الحربية فورا والعودة الى الوضع (السابق) حيث لم يكن أي شخص ولا أي منشأة متواجدين في الشعاب المرجانية".

من جهتها قالت وزارة الخارجية الفيليبينية، الثلاثاء، إن "المركز الدائم" في الشعاب المرجانية هو رد على "الاحتلال غير المشروع" من قبل الصين لشعاب ميسشيف المجاورة في 1995.

وأضافت أن "نشر موقع عسكري من قبل الفيليبين في المناطق الخاضعة لولايتها القانونية هو حق ثابت للفيليبين ولا ينتهك أي قانون".


حادث عام 2021 
وتقول مانيلا إن سفنها التي تقوم بدوريات في هذه المياه المتنازع عليها تخضع بانتظام لمراقبة أو اعتراض من قبل خفر السواحل أو سفن تابعة للبحرية الصينية.

وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الفيليبيني جوناثان مالايا الاثنين  "لن نتخلى أبدا عن جزيرة ايونغين، نحن متمسكون بها" مستخدما الإسم الفيليبيني لجزيرة سيكند توماس.

واضاف "موقف الصين بالطبع هو القول: هي لنا وبالتالي نحن ندافع عنها. ومن جهتنا نحن نقول: لا، هي لنا وبالتالي نحن ندافع عنها".

من جهته رفض الكولونيل ميديل أغيلار المتحدث باسم الجيش الفيليبيني مرة أخرى الثلاثاء الطلب الصيني بنقل السفينة "بي ار بي سييرا مادري" متساءلا "بأي حق يقول لنا خفر السواحل الصيني ما يجب علينا فعله".

كان حادث السبت الأول منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2021، عندما استهدفت الصين سفنا تنقل إمدادات لعسكريين فيليبينيين بخراطيم مياه.

وجزيرة سيكند توماس المرجانية تقع في جزر سبراتلي المتنازع عليها بين البلدين. وتبعد حوالى 200 كيلومتر من جزيرة بالاوان الفيليبينية وأكثر من ألف كيلومتر من جزيرة هاينان، أقرب الأراضي الصينية.

وتطالب بكين بالسيادة على الجزء الأكبر من بحر الصين الجنوبي وقد تجاهلت قرارا صادرا عن محكمة دولية العام 2016 ينص على أن لا أساس قانونيا لمطالباتها هذه.



ووجهت الفيليبين منذ العام 2020، أكثر من 400 مذكرة احتجاج دبلوماسي إلى الصين على خلفية "نشاطات غير قانونية" في بحر الصين الجنوبي، وفق ما أكدت وزارة الخارجية في مانيلا.

وعرفت العلاقات بين الفيليبين والصين سلسلة من النزاعات البحرية في منطقة بحر الصين الجنوبي.

وتفادى الرئيس الفيليبيني السابق رودريغو دوتيرتي إثارة غضب بكين في هذا المجال، واعتمد مقاربة حذرة في ظل رغبته بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين وجذبها للاستثمار في بلاده.

لكن منذ توليه الرئاسة في حزيران/يونيو العام الماضي، أكد ماركوس أنه لن يسمح للصين بالتعدي على حقوق الفيليبين. ويشهد عهده تقاربا مع الولايات المتحدة.

في 1999، أوقفت الفيليبين عمدا السفينة العسكرية "بي ار بي سييرا مادري" في الجزيرة المرجانية بهدف جعلها موقعا متقدما وتأكيد مطالبها بالسيادة عليها في مواجهة الصين. ومنذ ذلك الحين تشكل السفينة مصدر توتر بين بكين ومانيلا. يعتمد مشاة البحرية الفيليبينية على متنها، على تلقي الإمداد للاستمرار.