سياسة دولية

500 يوم على غزو أوكرانيا.. أرقام كارثية للخسائر ولا بوادر لوقف الحرب

واشنطن زودت أوكرانيا بالقنابل العنقودية رغم أن أكثر من 100 دولة تحظر استخدامها- جيتي
مع دخول النزاع في أوكرانيا يومه الـ500 السبت، فإن كييف تمسك بزمام المبادرة غير أن هجومها المضاد على القوات الروسية يتقدم ببطء، بينما هي تطالب الغرب بمزيد من الأسلحة مع تعرض مدنها لقصف روسي متواصل.

منذ مطلع حزيران/ يونيو الماضي، تحاول قوات كييف استعادة الأراضي التي احتلتها موسكو في شرق أوكرانيا وجنوبها، لكن المهمة تبدو صعبة والمعارك ضارية.

وبعد تكبدها خسائر فادحة، فإن القوات الروسية تواجه الهجوم الأوكراني بمقاومة شديدة ودفاعات قوية، فيما تفتقر أوكرانيا إلى المقاتلات وقذائف المدفعية.

خسائر كارثية

وكشفت الأمم المتحدة بعض الأرقام للخسائر الكارثية نتيجة الحرب في أوكرانيا، والتي اندلعت في شباط/ فبراير من العام الماضي.

وأكدت الأمم المتحدة مقتل 9 آلاف مدني بينهم 500 طفل في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي قبل 500 يوم، رغم أن العدد الفعلي "أكبر بكثير على الأرجح" وفق مسؤولي المنظمة.

بدورها، قدرت الاستخبارات الأمريكية أن تكون خسائر الروس في الحرب بلغت أكثر من 200 ألف قتيل وجريح منذ بداية الحرب.

وذكر التقدير الأمريكي على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، أن يكون الأوكرانيون خسروا ذات الرقم، ليصل المجموع إلى نحو 400 ألف قتيل.

وأشار كيربي إلى أن التقديرات الأمريكية تستند إلى معلومات رُفعت عنها السرية مؤخرا، لكنه لم يذكر كيف استخلصت الاستخبارات هذا الرقم.

وأشار مراقبون إلى أن متوسط عدد القتلى هذا العام أقل مما كان عليه في 2022، لكنه بدأ الارتفاع مجددًا في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو.



الروس محصنون

ورأت أنتونينا موراخوفسكا (73 سنة) من سكان نيكوبول (جنوبا) أن الصراع لن ينتهي قريباً، فالروس "بنوا تحصينات متينة ولديهم كثير من التجهيزات"، وأضافت: "أرى كيف يتقدم جنودنا، إنه ليس أمراً سهلاً بالنسبة إليهم، إن الحرارة مرتفعة وأفكر فيهم طوال الوقت، المساكين. أتخيل وضعهم هناك، في الخنادق، في المياه التي تغمر أحياناً ركبهم" كما كانت الحال في الربيع.

وقدرت هذه المعلمة المتقاعدة أن "الأمر سيكون صعباً، لكننا سننتصر في نهاية المطاف. لا أعتقد بأنه سيكون قريباً، لكننا سننتصر".

وعلى الرغم من المساعدات العسكرية التي قدمها الغرب بالمليارات، فإن الجيش الأوكراني لم يتمكن من استعادة سوى بضع مئات من الكيلومترات المربعة منذ بداية هجومه مع تحريره نحو 10 بلدات.

بعبارة أخرى، وبعيداً عن نجاحاته الخاطفة في الخريف، فقد استعاد الجيش الأوكراني أكثر من 9 آلاف كيلومتر مربع في شرق خاركيف خلال تسعة أيام في سبتمبر (أيلول) الماضي، و5 آلاف كيلومتر مربع إضافي في نوفمبر (تشرين الثاني) في منطقة خيرسون.

لا بوادر لوقف الحرب

رغم مرور 500 يوم على الحرب، والاستنزاف المتواصل من الطرفين، فإن أي بوادر لإنهاء الصراع قريبا لم تظهر بعد.

وقبل يومين، وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن، على تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية، في أحدث محطات سباق التسليح بين طرفي الصراع.

وتعهد وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف بأن بلاده لن تستخدم هذه القنابل داخل روسيا، مضيفا أن استخدامها سيقتصر على الأراضي الأوكرانية التي تحتلها موسكو.

وقال ريزنيكوف إن الذخائر ستسهم في إنقاذ أرواح الجنود الأوكرانيين، مضيفا أن أوكرانيا ستلتزم بشكل صارم بتسجيل استخدامها للذخائر وتبادلها للمعلومات مع شركائها.

وكتب ريزنيكوف على "تويتر": "موقفنا بسيط، نحتاج إلى تحرير أراضينا المحتلة مؤقتا وإنقاذ أرواح شعبنا".

وأضاف: "ستستخدم أوكرانيا هذه الذخائر فقط لتحرير أراضينا المعترف بها دوليا. لن تُستخدم هذه الذخائر في الأراضي الروسية المعترف بها رسميا".

وتحظر أكثر من 100 دولة استخدام الذخائر العنقودية. وعادة ما تطلق الذخائر العنقودية عددا كبيرا من القنابل الصغيرة لتقتل أشخاصا على مساحة كبيرة بشكل عشوائي، ما يهدد حياة المدنيين. وتشكل القنابل الصغيرة التي لا تنفجر خطرا يدوم لسنوات بعد انتهاء الصراع.

وانتقدت موسكو مجددا السبت، قرار الولايات المتحدة ووصفته بأنه مثال "صارخ" آخر على نهج واشنطن "المعادي لروسيا".

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في بيان: "‘سلاح خارق‘ آخر تعتمد عليه واشنطن وكييف من دون مراعاة عواقبه الوخيمة، لكنه لن يؤثر بأي حال من الأحوال على مسار العملية العسكرية الخاصة والأهداف والغايات التي ستتحقق بالكامل".