سياسة عربية

الجيش السوداني يعلن حسم "التمرد" في نيالا.. وهدنة 24 ساعة (شاهد)

ضرر كبير يطال القطاع الصحي بسبب القتال الدائر في السودان- جيتي
أعلن الجيش السوداني، الأربعاء، حسم التمرد في كافة أنحاء مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، أحد أكبر المدن في إقليم دارفور.

ونشرت صفحة القوات المسلحة السودانية مقطع فيديو يظهر جنود الفرقة 16 مشاة نيالا (فرسان الغربية) وهم يحتفلون بانتهاء العمليات في المدينة. وبحسب الفيديو، استسلم جميع قادة قوات الدعم السريع، بعد تدمير  مقراتهم  وهروب قواتهم.



من جانبها، أعلنت قوات "الدعم السريع" بالسودان، موافقتها على هدنة جديدة لمدة 24 ساعة تبدأ مساء الأربعاء، معربة عن أملها في أن "يلتزم الجيش بها".

وقالت القوات في بيان: "تمت الموافقة على هدنة لمدة 24 ساعة تبدأ من الساعة السادسة (16:00 ت.غ) من مساء اليوم الأربعاء (..) حتى السادسة من مساء غد الخميس".

وأضافت: "نؤكد التزامنا التام بوقف كامل لإطلاق النار، ونأمل أن يلتزم الطرف الآخر بالهدنة حسب التوقيت المعلن".

ويأتي هذا الإعلان في ظل سريان هدنة أخرى لـ24 ساعة أعلنا عنها الجيش والدعم السريع ودخلت حيز التنفيذ عند الساعة 18.00 بالتوقيت المحلي (16.00 ت.غ) من مساء الثلاثاء، ولم يتم الالتزام بها.

ولليوم الخامس على التوالي، يشهد السودان اشتباكات بين الجانبين في الخرطوم ومدن أخرى، أودت بحياة العشرات فيما أصيب آخرون معظمهم من المدنيين، كما طالت العديد من المرافق الرئيسية والصحية بما فيها المطارات والمستشفيات. وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوما على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلا منهما.


تجدد الاشتباكات رغم الهدنة
وفي وقت سابق الأربعاء، تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، الأربعاء، في الخرطوم، رغم الهدنة بين الطرفين، وسط حركة نزوح لمواطنين من مناطق الاشتباك، ودعوات داخلية لوقف القتال.

وقال متحدث الجيش نبيل عبد الله، في بيان: "لليوم الخامس على التوالي، القوات المسلحة تتصدى لهجوم جديد على محيط القيادة العامة، وتكبيد العدو خسائر كبيرة في الأرواح، وتدمير عدد من العربات القتالية".

وجدد الجيش دعوته أفراد قوات "الدعم السريع" إلى تسليم أنفسهم لوحداته العسكرية.

من جانبها، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بـ"خرق" الهدنة الإنسانية المعلنة، التي بدأت الثلاثاء.

وقالت "الدعم السريع" في بيان: "كسرت قيادة القوات المسلحة الانقلابية الهدنة المعلنة لمدة 24 ساعة، بعد دخول موعد الهدنة الإنسانية".

وتابعت بأن الجيش قام "بتحريك قوات عسكرية ومليشيات مسلحة من عدة مدن نحو الخرطوم، والتي حاولت مهاجمة أماكن تمركز قواتنا في أولى ساعات الهدنة".

وأفادت بأن الجيش عمد إلى "مواصلة الهجوم بالأسلحة الثقيلة على مواقعنا، وإطلاق القنابل عشوائيا، ما تسبب بمقتل وإصابة عشرات، وتدمير المستشفيات والمرافق العامة والأسواق".

القطاع الصحي في خطر

وتواجه الخدمات الصحية والطبية في السودان مخاطر الانهيار؛ بسبب القتال الدائر، وسط أصوات داخلية مطالبة بوقف القتال.

ووجهت وزارة الصحة السودانية استغاثة لوقف الحرب، محذرة من انهيار كامل في القطاع الصحي العام والخاص، بعد خروج عدد كبير من المستشفيات من الخدمة.

وقالت الوزارة في بيان على صفحتها على فيسبوك، إن 16 مستشفى خرجت من الخدمة، وإن العدد مرشح للزيادة في ظل استمرار القتال.



وأشارت إلى أن الأضرار تمثلت في الدمار المباشر للمستشفيات، وصعوبة وصول الكوادر الصحية والأطباء، وعدم تمكن سيارات الإسعاف من أداء مهامها، وانقطاع التيار الكهربائي، إلى جانب تزايد وصول المصابين إلى المستشفيات.

ونوهت إلى نقص في الأدوية، والمستهلكات الطبية، وأكياس الدم.

ووجه وزير الصحة، هيثم محمد إبراهيم، نداء من أجل وقف الحرب، وفتح مسارات آمنة للإسعاف وسيارات المرضى، كما طالب المنظمة الدولية بتقديم العون بالإمدادات الطبية العاجلة.

نزوح من مناطق القتال 

وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، حركة نزوح لمواطنين من الخرطوم إلى القرى والضواحي المجاورة؛ هربا من مناطق الاشتباك.

وتزامنت حركة النزوح مع إعلان الطرفين الموافقة على الهدنة لمدة 24 ساعة، بدأت الثلاثاء، لكنها ظلت هشة، وخرقت غير مرة.



دعوات داخلية لوقف الحرب

في سياق متصل، دعا قادة القوى السياسية، الثلاثاء، قيادة الجيش وقوات الدعم السريع لوقف الحرب فوراً، واللجوء لحل القضايا بالحوار لا عبر فوهات البنادق.

جاء ذلك في بيان مشترك لـ13من قادة القوى السياسية، أبرزهم رئيس حزب الأمة فضل الله برمة ناصر، والهادي إدريس عضو مجلس السيادة، ورئيس الجبهة الثورية، وعضو مجلس السيادة مالك عقار رئيس الحركة الشعبية، ومني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان.

وأفاد البيان بأن "قادة القوى السياسية السودانية عقدت لقاء نظمته الآلية الثلاثية، لتبادل وجهات النظر حول التطورات الخطيرة في البلاد عقب اندلاع الاشتباكات المسلحة منذ يوم السبت الماضي".



وأضاف: "بعد نقاش مستفيض، توصلنا إلى دعوة قيادة الجيش وقوات الدعم السريع إلى تحكيم صوت العقل، وتغليب الحكمة، ووقف الحرب فورا، واللجوء لحل القضايا بالحوار لا عبر فوهات البنادق".

وأشاد البيان بـ"المبادرات المقدمة من الآلية الثلاثية والولايات المتحدة للتوصل لهدنة لأغراض إنسانية لمدة 24 ساعة، تبدأ مساء الثلاثاء، وثمن المواقف الإيجابية الصادرة من قيادة القوات المسلحة والدعم السريع، وندعوهم لإكمال الاتفاق حولها، والوفاء بالتزاماتها؛ استجابة للحاجات الإنسانية الملحة".

وتابع: "نرجو أن تتطور هذه المبادرات لوقف شامل لإطلاق النار في القريب العاجل".

ودعا البيان "جميع المكونات السياسية والمدنية والاجتماعية وكافة أطياف شعبنا لنبذ كافة الخطابات التي تؤجج الحرب أو تثير النعرات العنصرية والجهوية، والعمل المشترك من أجل وقف الحرب فورا".

وناشد "الأسرة الإقليمية والدولية بدعم جهود المكونات السودانية لوقف الحرب، وعدم الانخراط في أي أعمال تدول الصراع أو تؤججه وتزيد من حدته".

اليابان تجلي مواطنيها

على جانب آخر، قال متحدث كبير باسم الحكومة اليابانية الأربعاء، إن وزارة الدفاع اليابانية بدأت الاستعدادات لإجلاء مواطنيها من السودان.

ووفقا لكبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو، فقد طلب وزير الخارجية من وزير الدفاع استخدام طائرة تابعة لقوات الدفاع الذاتي في عملية الإجلاء.

وقال ماتسونو إن الحكومة ستواصل بذل قصارى جهدها لضمان سلامة وإجلاء المواطنين اليابانيين "بالتعاون الوثيق مع مجموعة السبع ودول رئيسية أخرى".



وأوضح ماتسونو للصحفيين أن نحو 60 يابانيا متواجدون في السودان حتى الأربعاء، مضيفا أن الحكومة تواصلت معهم جميعا وأنهم بخير.

وكانت ألمانيا اضطرت لوقف رحلة لإجلاء نحو 150 مواطنا ألمانيا من السودان.

في وقت سابق، قال البيت الأبيض إنه لا توجد خطط في الوقت الحالي لعمليات إجلاء من السودان برعاية الحكومة الأمريكية، وذلك في الوقت الذي يتواصل فيه إطلاق النار في العاصمة السودانية.

وقالت المتحدثة كارين جان بيير للصحفيين، إنه يتعين على الأمريكيين الموجودين في السودان التحصن بمكان آمن.