اقتصاد تركي

السعودية تودع 5 مليارات دولار في البنك المركزي التركي

جاءت الوديعة وسط تراجع احتياطيات تركيا من النقد الأجنبي- الأناضول
أعلنت السعودية أنها أودعت خمسة مليارات دولار في البنك المركزي التركي، بعد توقيع الصندوق السعودي للتنمية الاتفاق مع أنقرة.

وبحسب بيان للصندوق، فقد وقع اتفاقية الوديعة رئيس الصندوق السعودي أحمد بن عقيل الخطيب ومحافظ البنك المركزي التركي شهاب قاوجي أوغلو، بعد أن أعلن وزير المالية السعودي محمد بن عبد الله الجدعان في كانون الأول/ ديسمبر اعتزام بلاده إيداع المبلغ.

ورغم تعافي صافي احتياطيات تركيا من النقد الأجنبي بعدما انخفض إلى ما يزيد قليلا على الستة مليارات دولار في الصيف الماضي، عندما سجل أدنى مستوياته في ما لا يقل عن 20 عاما، فقد عاود الهبوط وانخفض نحو 8.5 مليار دولار منذ الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد في شباط/ فبراير الماضي وأدى إلى مقتل أكثر من 45 ألف شخص فضلا عن تشريد الملايين.

وأظهرت بيانات للبنك المركزي التركي الخميس تراجع صافي الاحتياطي الأجنبي حوالي 1.4 مليار دولار إلى 20.2 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 24 شباط/ فبراير الماضي.
 
وتراجعت احتياطيات تركيا من النقد الأجنبي بشكل حاد في السنوات القليلة الماضية نتيجة للتدخلات في السوق وفي أعقاب أزمة عملة في ديسمبر كانون الأول من عام 2021. وفقدت الليرة نحو 30 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار العام الماضي و44 بالمئة في 2021.

وجاءت هذه الوديعة في الوقت الذي تعرف فيه العلاقات السعودية التركية تطورا نسبيا، بعد سنوات من المقاطعة، في أعقاب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018، في قنصلية بلاده في إسطنبول.

وشكل مقتل خاشقجي منعرجا حاسما، حيث تراجعت العلاقة بين البلدين إلى مستويات غير مسبوقة، بعد أن اتّهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حينها "أعلى المستويات" في الحكومة السعودية بإعطاء الأمر لتنفيذ عملية الاغتيال، على أيدي عناصر سعوديين.

كما أن الحصار الذي فرضته السعودية على قطر، حليفة تركيا، لمدة ثلاث سنوات، ساهم هو الآخر، في تسميم العلاقات بين أنقرة والرياض.

في المقابل، عرف العام الماضي بوادر تقارب حقيقية بدت مؤسسة لعهد جديد، خصوصا بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شهر نيسان/ أبريل 2022، للمملكة، في أول زيارة رسمية له للرياض منذ الأزمة.

وجاءت زيارة أردوغان، بعد وقت قصير من نقل محكمة تركية تحاكم 26 سعوديا يشتبه في تورطهم بمقتل خاشقجي أوراق القضية إلى السعودية، ما يعني إسدال الستار على القضية في تركيا.

وخلال شهر حزيران/ يونيو الماضي، زار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أنقرة، والتقى أردوغان مرة ثانية، واتفقا على "تعزيز التعاون".

ورحج محللون أن تكون السعودية والإمارات تراهنان على فوز اردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة، ولذلك وقعت الامارات اتفاقا تجاريا قبل أيام والسعودية قدمت هذا القرض، وفق تقرير لشبكة "سي ان بي سي".

ونقلت الشبكة عن تيموثي آش، محلل الأسواق الناشئة في "BlueBay Asset Management"، في رسالة بريد إلكتروني قوله: "أعتقد أننا نعرف الآن من يريد محمد بن سلمان الفوز في الانتخابات التركية".

وقال آش: "من الجدير بالذكر أن الإقراض السعودي لتركيا يأتي بدون شروط وهو أمر مثير للاهتمام".

ومع أن المملكة قدمت شريان الحياة المالي للاقتصادات المتعثرة الأخرى في المنطقة، "إلا أنها رفضت مؤخرًا طلبات من باكستان ومصر، وطالبتهما بإجراء إصلاحات معينة أولاً. لا يبدو أن هذا هو الحال مع تركيا" يقول آش.