حول العالم

أغنية "أيام أفضل" الكولومبية.. موسيقى عاطفية حملت رسالة سرية للجنود

عاشت كولومبيا عقودا من النزاع المسلح- جيتي
أصبحت أغنية "أيام أفضل" الكولومبية التي انتشرت على موجات الأثير عام 2010 من أنجح الأغاني التي حققت انتشارا كبيرا بفضل كلماتها وموسيقاها، لكن الأبرز فيها هو أنها حملت "رسالة سرية" من أيام الصراع بين الدولة والقوات المسلحة الثورية الكولومبية "فارك".

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فإن الرسالة السرية بقيت هي والهدف الحقيقي للأغنية طي الكتمان إلى حين رفع السرية عن ملفات مهمة.

وشهدت كولومبيا عقودا من النزاع المسلح، بين القوات الحكومية، و"فارك" التي استخدمت الاختطاف واحتجاز الرهائن استراتيجية رئيسية لضمان التسليح والتمويل اللازم.

ونقلت عن المركز الدولي للعدالة الانتقالية في كولومبيا أن عدد الذين اختطفوا خلال النزاع يفوق الـ21 ألف شخص، وكان الجنود وضباط الشرطة هم الأهداف الرئيسية.

وفي التقرير قال الكولونيل خوسيه إسبيجو، الذي كان ضابط اتصالات بالجيش إنهم خرجوا بفكرة إرسال رسالة للجنود الرهائن بطريقة ما للحفاظ على معنوياتهم، ولحثهم على الهروب إذا أتيحت الفرصة لهم، ومن أجل ذلك فإنه استعان بكارلوس أورتيز الذي كان يرأس وكالة إعلانات.

وقال المدير الإبداعي في الوكالة، ألفونسو دياز، إن الوسيلة الوحيدة كانت موجات الراديو.

وكان يبث في تلك الحقبة برنامج للصحفي هيربين هويوس، بعنوان "أصوات المختطفين" لتقليل شعور الأسرى بالعزلة، ولإيصال رسائل لهم من أحبائهم.

فكر دياز في بداية الأمر بتضمين شيفرة مورس التي يتقنها الجنود في داخل نكت تقال على الهواء، لكنها لم تكن جيدة بما يكفي، فجاءت فكرة الاستعاضة بأغنية.

وتمت كتابة أغنية رومانسية بلحن عاطفي وكلمات رقيقة وهادئة، من أجل تسهيل التقاط الشيفرة على الجنود.

وتم اختيار مغني الروك أنجيلو لأداء الأغنية، وتم تمويه الشيفرة داخل اللحن، في ثلاث مواقع مختلفة، وكانت الرسالة كالتالي: "تم إنقاذ 19 شخصا. أنت التالي. لا تفقد الأمل".



أصبحت الأغنية جاهزة بعد ثمانية أشهر من العمل، وبثت للمرة الأولى عام 2010 ضمن برنامج هويوس "أصوات المختطفين" وتناقلتها المحطات الإذاعية الأخرى، وكانت تبث عبر أكثر من 130 إذاعة محلية في جميع أرجاء كولومبيا.

ولم تبدأ تقارير المعلومات الاستخبارية بتأكيد نجاح خطة الأغنية إلا بعد إطلاق سراح رهائن خلال الأشهر والسنوات التالية، حيث قال الكولونيل إسبيجو، إن أحد الرهائن الذين تم إنقاذهم أخبره بأنه سمع الرسالة، ونقلها لزملائه، وكان لذلك أثر كبير على وضعهم النفسي.

وفي عام 2016، وقعت الحكومة الكولومبية وحركة "فارك"، اتفاق سلام تاريخيا تم التوصل إليه بعد نحو 4 سنوات من المفاوضات.