المرأة والأسرة

"ألعاب التحدي" بمدارس مصر تثير الهلع وتؤرق أولياء الأمور

تسببت تلك التحديات في إصابات بليغة بين الطلاب- تويتر
انتشرت ظاهرة "ألعاب التحدي" المنتشرة على العديد من تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي بين طلاب المدارس في مصر، رغم خطورة بعضها، ما أدى إلى وقوع العديد من الحوادث.

وتوزعت المسؤولية ما بين أولياء الأمور بسبب السماح لأبنائهم بالاطلاع على محتوى مواقع التواصل دون رعاية ورقابة كافية، وما بين المدارس التي تعاني من العجز في عدد المدرسين، وبالتالي وجود فراغ كبير في الفصول يستغله الطلاب في ممارسة تلك التحديات فضلا عن غياب الدور التربوي في بعض الأحيان في العديد من المدارس.

كان آخر ضحايا تلك الألعاب طالب في المرحلة الإعدادية (13 عاما) في إحدى المدارس بمدينة العبور القريبة من القاهرة، والذي أصيب بكسور بليغة في العمود الفقري والنخاع الشوكي إثر قيام زملائه بقذفه إلى أعلى ثم تركه ليسقط فجأة على الأرض على رأسه ورقبته. وانتشر المقطع المصور للطالب، وهو بطل الجمهورية برياضة الجودو في نادي العبور، على مواقع التواصل الاجتماعي.

"كتم الأنفاس" تحدي قديم يتجدد

وانتشرت في وقت سابق لعبة "كتم الأنفاس" بين الطلاب وحذرت وزارة التعليم من خطرها على حياتهم، وطالبت أولياء الأمور والمدرسين بمراقبة الأطفال والمحتوى الإلكتروني الذي يتابعونه عبر مواقع ومنصات الإنترنت.

وتم تداول مقطع مصور على نطاق واسع بعد مشاركة طالبة في المرحلة الابتدائية في اللعبة حيث سقطت مغشيا عليها، وسط رعب وفزع أولياء الأمور وتحذير المعنيين بأن اللعبة قد تفضي إلى الوفاة بسبب نقص الأكسجين.

وتعتمد فكرة التحدي على التنفس بسرعة كبيرة ثم كتم النفس أطول فترة ممكنة في حين يقوم مشترك آخر بالضغط على منطقة الصدر وتحديدًا القلب بقوة لعدة ثوان ما يؤدي إلى انقطاع الأوكسجين عن القلب والدماغ وإلى اختناقات وإغماءات ووفاة أحيانا.



لعبة "تحضير الجن"

وعادت لعبة من تحدّ آخر هذه المرة إلى الواجهة هذه الأيام، وهي لعبة "تشارلي"، التي تصيب الطلاب خاصة الصغار بحالة الهلع والفزع، وتقوم فكرة اللعبة على "تحضير" الجن من خلال استعمال قلمي رصاص بشكل زائد وترديد تعويذات معينة.

في إحدى مدارس إمبابة بمحافظة الجيزة أصيبت إحدى الطالبات بحالة هياج عصبي نقلت على إثرها إلى المستشفى للعلاج، وحضرت قوات الشرطة وفرضت كردونا أمنيا بمحيط المدرسة ومنعت الدخول أو المغادرة منها لحين انتهاء التحقيقات.


واشتكت والدة أحد الطلاب في مدرسة ابتدائية بمدينة الجيزة من انتشار لعبة "تشارلي" في المدرسة، وقالت لـ"عربي21": "لا أعلم هذه اللعبة، ولكنها مخيفة، ابني يقول إنهم يقومون بتحريك الأقلام والأبواب ومن ثم يذهبون إلى الحمامات للصراخ وقراءة القرآن".

وأضافت: "ابني لم يعد يذهب إلى الحمام لقضاء حاجته بسبب خوفه الشديد من وجود جن أو شيطان هناك، ولا يريد أن يذهب إلى المدرسة، لقد أصيب بحالة هلع شديدة من الأنشطة التي يقوم بها بعض الطلاب والطالبات غير عابئين بخوف البعض الآخر".

مشروبات التحدي وملابس الإثارة

من ألعاب التحدي إلى مشروبات التحدي، فبعد انتشار مشروب للطاقة بين طلاب المدارس بسعر رخيص، حذرت مديريات التعليم في محافظة القاهرة، في منشور لها، بعد إقبال بعض الطلاب على شراب للطاقة +18 رغم التحذير المكتوب عليه، تحذر فيه من مخاطر شربه.

وبحسب المنشور، فإن أضراره تكمن في زيادة سرعة ضربات القلب، وقد يؤدي إلى الفشل الكلوي والنشاط المفرط والوفاة المفاجئة، فضلا عن الكثير من الأضرار الجانبية الخطيرة.

وانتقلت العدوى إلى ملابس الطلاب، وحذرت بعض المدارس من ارتداء "تيشرت" يتغير لون صورة السيارة المطبوعة عليه بتحريك اليد عليه إلى أعلى وإلى أسفل بين لونين على الأقل، وجاء سبب التحذير بدعوى أنه يحرك الغرائز لدى الأطفال من خلال وضع الآخرين أيديهم على أجساد بعضهم.
 
"غياب الدولة والأسرة"

قالت الكاتبة والصحفية إلهام عبد اللاه: "انتشرت في الآونة الأخيرة ألعاب وتحديات يقبل عليها معظم الأطفال والمراهقون تحديدا، وتؤدي بهم إلى الموت أو التعرض إلى إصابات خطيرة. فهم يلجأون لها لقتل الوقت والشعور بالإثارة، غير مدركين للعواقب الوخيمة لها".

وأضافت لـ"عربي21": "على الرغم من كم الاعتراضات التي جاءت بشأن هذه اللعبة وتأثيرها السيئ على عقول المراهقين وإقناعهم بتنفيذ تحديات غريبة، إلا أنها ما زالت تلقى الكثير من الشعبية حول العالم، ولكن بعض الدول ومنها اليابان قامت بحظر هذه الألعاب والأمر يرتكز في المقام الأول على الدولة".

وحملت إلهام عبد اللاه الأسرة مسؤولية عدم مراقبة الأبناء، قائلة إن "الغياب الكبير لدور الأسرة وعدم قدرتها على التأثير والمتابعة والحزم وذلك لعدة أسباب؛ منها عدم قيام الأم بدورها الحقيقي فى بيتها وخروجها لسوق العمل أو خلافه من اهتمامات متعددة بعيدا عن دورها ( كأم )، وأيضا تفريط الأب في دوره الحقيقي وهو القيادة"، مضيفة أن "الكثير من الأسر تعاني -للأسف- التشوه التربوي".

وذهبت إلى القول بأن "كل ما تحدثت فيه هو بفعل فاعل وليس وليد الصدفة البحتة، هي مؤامرة تحكمها الماسونية والصهيونية لتدمير نواة المجتمع وتحويل مسار الأجيال القادمة إلى أشباح، الجميع ينتظر الحرب العالمية الثالثة ولكن مع الأسف لم ينتبه أحد إلى أنها بدأت منذ سنوات بتفكيك الأسر والمجتمعات حتى تضمحل وتنتهي".