حقوق وحريات

الأطفال الأسرى داخل سجون الاحتلال.. معاناة واستهداف مبرمج

يوجد قرابة الـ160 طفلا فلسطينيا داخل سجون الاحتلال- جيتي

تحدث مسؤول فلسطيني وأسير محرر لـ"عربي21"، عن تفاصيل الحياة الصعبة التي يعيشها الأطفال الفلسطينيون الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن "إسرائيل" تسعى لتدمير مستقبل الأطفال لثنيهم عن مواصلة مقاومة الاحتلال.

ويصادف اليوم 20 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، "اليوم العالمي للطفل"، الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1989 اتفاقية حقوق الطفل الدولية، بموجب القرار (44/25).

وعن واقع الأسرى الأطفال داخل سجون الاحتلال، أكد رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية، عبد الناصر فروانة، أن "الواقع صعب، والأرقام صادمة وكبيرة"، منوها إلى أن "أطفال فلسطين ليسوا بمأمن من الاستهداف الإسرائيلي، كما أنهم ليسوا بعدين عن الاعتقال".

ونبه في تصريح خاص لـ"عربي21"، إلى أن هناك "سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف الطفولة الفلسطينية"، موضحا أن سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر ن 50 ألف طفل منذ 1976 وحتى اليوم، بينهم 20 ألف طفل منذ اندلاع انتفاضة الأقصى أيلول/ سبتمبر 2000، وخلال هذا العام اعتقلت قرابة الـ780 طفلا، وكل هؤلاء تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب والإهانة والقسوة".

 

اقرأ أيضا: لماذا يستهدف الاحتلال الطفل الفلسطيني؟ كتاب يجيب

وبين فروانة، أن "الأطفال الأسرى يعاملون كما الكبار، ويرتكب بحقهم الكثير من الانتهاكات والجرائم؛ بدءا من أشكال الاعتقال واقتحام المنازل، ومن ثم ما يمارس بحقه التنكيل والمعاملة القاسية واحتجاز وتعذيب وحرمان ومنع من التعليم ووضع العراقيل أمام زيارة المحامين والأهل، إضافة إلى الإهمال الطبي، وغير ذلك من الانتهاكات القائمة في كافة السجون ومع كل الفئات العمرية".

ولفت إلى أنه "في السنوات الأخيرة أيضا تزايدت ظاهرة خطيرة تتعلق بالحبس المنزلي خاصة لأطفال القدس"، معتبرا أن "الأمر الأخطر المتعلق بالقضاء الإسرائيلي والمتمثل في المحاكم على مختلف مسمياتها، أنها لا تراعي الظروف التي انتزعت فيها الاعترافات من الأطفال، وتعتمد عليها كمستندات إدانة، ومن ثم تصدر أحكامها بحق هؤلاء الأطفال بغض النظر عن أعمارهم وعن الظروف التي قدم فيها الطفل اعترافاته أو إفادته، وكثيرا ما نتحدث عن صدور أحكام عالية بحق الأطفال".

الأسرى الأطفال

وأفاد المختص، بأن هناك قرابة الـ160 طفلا فلسطينيا داخل سجون الاحتلال موزعين على سجون "عوفر" و"مجدو" و"الدامون"، وهؤلاء يعانون سوء الظروف والمعاملة وتردي الخدمات الصحية، ونقص الملابس والاحتياجات الأساسية في فصل الشتاء، كما أنهم يعانون من مصادرة الكثير ممن الحقوق الأساسية والإنسانية التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية".

وأضاف: "نتحدث عن واقع صعب ومرير للأطفال داخل سجون الاحتلال، وهذا يتطلب الكثير من الجهد والعمل لتدارك هذه الخطورة وحماية الأطفال من الاستهداف الإسرائيلي بشكل عام والاعتقالات بشكل خاص، والأهم ضرورة العمل من أجل الإفراج عن كل الأطفال المعتقلين، وتشكيل حاضنة لاستيعابهم وتأهيلهم لإزالة آثار السجن، خاصة إن طالت الفترة، لاسيما أن كل ما يمارس بحقهم يترك آثارا سلبية على صحتهم النفسية، ويؤثر بشكل مباشر على مستقبلهم".

وأكد الأسير المحرر لـ"عربي21"، أن "المعطيات تشير إلى أن ما يجري بحق الأطفال داخل سجون الاحتلال من قمع وانتهاكات واستهداف، يتم في أطر سياسية يشارك فيها كل أركان النظام السياسي في دولة الاحتلال، علما بأنه في السنوات الأخيرة أقرت مجموعة من القوانين التي تستهدف الأطفال وتسهل إجراءات اعتقال ومحاكمة وتغليظ العقوبة بحقهم".

وذكر أن "كل ما تقوم به سلطات الاحتلال بحق الأطفال الأسرى، يتعلق بمستقبلهم، لأن دولة الاحتلال تخشى من مرحلة ما بعد بلوغهم، خاصة أن انتفاضة الأقصى اتسمت بمشاركة الأطفال الذين عبروا عن غضبهم تجاه الاحتلال، وبالتالي توظف كل إمكاناتها لقمع هؤلاء الأطفال وتشويه واقعهم والتأثير على توجهاتهم وتدمير مستقبلهم، في محاولة لخلق جيل مهزوز غير قادر على المقاومة".

ونوه فروانة إلى أن "الاحتلال وبرغم كل ما يقوم به بحق الأطفال الأسرى، أثبت أن كل هذه الممارسات لا ولن تؤثر على الأطفال بشكل عام، رغم ما تلحقه من ضرر بالفرد والمجتمع، بل إنها أبقت على روح المقاومة والانتماء المتأصل للوطن والقضية، وزادت من حقد وكراهية الأطفال للاحتلال".