صحافة إسرائيلية

مزاعم إسرائيلية عن غضب أمريكي من عباس بعد لقائه بوتين

عباس التقى الرئيس الروسي مؤخرا على هامش مؤتمر دولي في كازاخستان- جيتي

بعد اللقاء الذي جمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش مؤتمر دولي في كازاخستان، زعمت أوساط سياسية إسرائيلية نقلا عن كبار المسؤولين الأمريكيين أن هناك احتجاجا شديدا لدى مستشاري الرئيس جو بايدن، بسبب تزامن لقاء عباس وبوتين مع استضافة البيت الأبيض لخليفة عباس المحتمل حسين الشيخ لأول مرة منذ سنوات.


باراك رافيد المراسل السياسي لموقع واللا، ذكر أن "الغضب السائد في الإدارة الأمريكية يعود إلى كلام عباس خلال لقائه مع بوتين ضد الولايات المتحدة، ما أصاب كبار المسؤولين في واشنطن بالإحباط الشديد من عباس، لاسيما أن بايدن منذ توليه منصبه، عمل على إعادة العلاقات بين الولايات المتحدة والفلسطينيين بعد أن كانت في حالة جمود عميق خلال معظم فترة ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، حتى إنه جدد مساعدات بمئات ملايين الدولارات للشعب الفلسطيني".


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "كلام عباس أمام الكاميرات في لقائه مع بوتين جاء هجوما صارخا على الولايات المتحدة، وتعبيرا عن الدعم والتأييد لمضيفه، وخلق الكثير من التوتر مع إدارة بايدن، خاصة حين أعلن أن الفلسطينيين لا يثقون بأمريكا، وبالتالي فإنها لن تكون قادرة على القيام بدور الوسيط بينهم وبين إسرائيل في المستقبل، وفي المقابل عبر عن رضاه وسعادته من الموقف الروسي من القضية الفلسطينية، لأن روسيا تقف بجانب العدالة والقانون الدولي، وهذا يكفينا".

 

اقرأ أيضا: عباس: سنراجع علاقتنا مع إسرائيل والتزامنا بالاتفاقيات معها

ونقل عن "مصدرين أمريكيين مطلعين على الأمور أن مسؤولين بارزين في إدارة بايدن انزعجوا من كلام عباس، وأعربوا عن غضبهم لمستشاريه، خاصة أن كلامه أتى بعد أيام قليلة فقط على استضافة مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في مكتبه أمين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والوزير حسين الشيخ، الذي التقى كذلك بنائب وزير الخارجية ويندي شيرمان، وهي أول زيارة رسمية لمسؤول فلسطيني كبير إلى واشنطن منذ إعلان ترامب بشأن القدس في كانون الأول/ ديسمبر 2017".


ولا يخفي الإسرائيليون سعادتهم من الغضب الأمريكي حيال عباس، لأن ذلك من شأنه تخفيف الضغط الأمريكي عليهم بشأن استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، رغم أن عباس لا يخفي إحباطه للغاية من الطريق المسدود في عملية التسوية مع دولة الاحتلال، وكذلك شعوره بخيبة أمل لأن زيارة بايدن في تموز/ يوليو لم تؤد إلى أي انفراج سياسي، ولذلك فإن التوترات بين عباس والولايات المتحدة ستجعل الأمر صعبًا للغاية على إدارة بايدن لممارسة ضغوط فعالة على عباس لوقف التصعيد بالضفة الغربية.


ولم يتردد الأمريكيون بالرد على عباس، بل أكدت محافل أمريكية أنها شعرت بخيبة أمل شديدة لسماع كلامه في لقائه مع بوتين، بزعم أن روسيا لا تلتزم بالعدالة والقانون الدولي، حتى إن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض ردت على عباس بطريقة غير مباشرة بقولها إن "بوتين بعيد كل البعد عن أن يكون الشريك الدولي المناسب لإيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في حين أظهر بايدن التزام الولايات المتحدة بإيجاد حلول خلاقة وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".