"أوبك+" اللاعب الأبرز في سوق النفط العالمي

أوبك بلس أعلنت عن تخفيض حجم الإنتاج في محاولة لدعم الأسعار

 

 

حالة ارتباك سادت البيت الأبيض بعد قرار "أوبك بلس" خفض إنتاج النفط بمليوني برميل يوميا بحجة دعم الأسعار المتضررة، وظهر ذلك جليا في تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أعرب عن خيبة أمله بالقرار، ولم يقف غضب واشنطن عند هذا الحد، بل دعا أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي إلى خطوات عقابية ضد السعودية.


ردات الفعل الأمريكية الغاضبة من الممكن أن تثير تساؤلا حول تداعيات القرار على الولايات المتحدة الأمريكية والسوق العالمي للنفط، لربما السؤال الأبرز يكمن في ماهية المنظمة التي اتخذت القرار وأربكت حسابات بايدن وقبل الحديث عن "أوبك بلس".


تلعب إمبراطورية البترول، وهي منظمة الدول المصدرة للبترول دورا محوريا في السوق العالمي للنفط، فهي تمثل أكثر من 40% من إنتاج النفط العالمي باعتبارها أحد أباطرة البترول الممسكين بزمام سوق النفط، ويعود تاريخ تأسيس أوبك لعام 1960 على يد كلِ من إيران والعراق والكويت والسعودية وفنزويلا، ومن عام التأسيس حتى عام 2018 انضم لأوبك قطر وإندونيسيا وليبيا والإمارات والجزائر ونيجيريا وإكوادور وأنغولا والغابون وغينيا الإستوائية والكونغو ليصبح إجمالي عدد الدول الأعضاء 15 دولة.


واتخذت المنظمة جنيف مقرا لها قبل أن تنتقل للعاصمة النمساوية فيينا، وتهدف أوبك أساسا لتنسيق وتوحيد سياسات تجارة النفط بين الدول الأعضاء لضمان أسعار عادلة ومستقرة لمنتجي النفط، وللتصدي لإمكانية انهيار أسعار النفط العالمي.


تأسس تحالف "أوبك بلس" عام 2016 ويضم 13 دولة تمثل منظمة أوبك و10 دول من خارج المنظمة لعل أبرزها روسيا باعتبارها ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم، ويجتمع التحالف شهريا في فيينا لإدارة مستويات الإنتاج إما ترفيعا أو تخفيضا ما يمكنه من التواجد بقوة في معركة السيطرة على سوق النفط "أوبك+".


غضب الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد قرار "أوبك بلس" يمكن ترجمته من خلال تفسير هدف التحالف من هذا القرار ودوره المحوري في حرب السيطرة على سوق النفط حيث توقع محللون أن أوبك ستحاول استعادة السيطرة على الأسعار بعد أن أضعفت عديد الأسباب قدرتها على التأثير في السوق، لعل أبرزها العقوبات الغربية المفروضة على روسيا العضو الأبرز في "أوبك بلس".


وبعد الإعلان عن قرار تخفيض إنتاج النفط يرى خبراء أن التحالف يرسل إشارة بأنه يريد استعادة السيطرة على مجال المحروقات، بل وأنه عاد فعليا إلى عهده السابق كلاعب أساسي وهام في هذا المجال، وما يؤكد ذلك هو خضوع أبرز دول العالم لقراراته الأخيرة الصادمة لبعضهم، ففي حين أن غالبية دول نادي مصدري النفط أعضاء في التحالف إلا أن أوبك بلس أكثر نفوذا وتأثيرا فهي تضم روسيا والسعودية باعتبارهما متربعتين على عرش مصدري النفط في العالم فالتحالف يتحكم في الأسعار عبر تغيير الإنتاج وكمية النفط المتوفرة في الأسواق.


و"أوبك بلس" جاءت لتحل محل أوبك باعتبار الأخيرة غير قادرة على إدارة أسواق النفط، أضف إلى ذلك فأوبك بلس تسيطر على التنقيب عن النفط وتوزيعه في حين أن أوبك لا تسيطر، إلا على إنتاجه وتصديره. في ضوء ذلك يؤكد خبراء على تراجع الحديث عن أوبك مقابل بروز "أوبك بلس" باعتبار الثنائي السعودي الروسي هو العمود الفقري لأوبك بلس، فهل ستستمر "أوبك بلس" بالتحكم في سوق النفط العالمي؟