حضارة في وجه العدوان

لا تزال اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى مستمرة بإقامة مشاريع وأنفاق، والحفر أسفل الحرم القدسي ما يهدد أساساته والأسوار الجانبية والساحات

 

 

53 عاما مرت على إحراق المسجد الأقصى، وإن أخمد هذا الحريق، فإن نيران الاحتلال واعتداءاته لم تخمد بعد في المدينة المقدسة وكافة الأراضي الفلسطينية.

 

ولا تزال اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى مستمرة بإقامة مشاريع وأنفاق، والحفر أسفل الحرم القدسي ما يهدد أساساته والأسوار الجانبية والساحات.

 

"إذا قدر لنا يوم أن نملك القدس، وأنا على قيد الحياة، فسوف أدمر كل ما هو غير مقدس عند اليهود" هكذا قال صراحة ثيودور هرتزل في مؤتمر الصهيونية الأول في مدينة بازل السويسرية عام 1987.

 

ولا شك أن المساجد والآثار والمعالم والأوقاف الإسلامية تأتي في مقدمة المواقع المهددة من قبل الحركاتِ الصهيونية.

 

وفي 21 أب/ أغسطس 1969 اندلعت النيران في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، المسجد الأقصى المبارك، وعلا الدخان في سماء القدس بعد أن أقدم دنيس مايكل روهان على إشعالِ النيران في المصلى القبلي لتقطعَ سلطات الاحتلالِ الماء عن المنطقة بالتزامن مع اندلاعِ الحريق، ومنعت فرق الإطفاء من الوصول لإخمادِ النيران التي أتت على أجزاء من الأقصى.

 

تضرر قوس القبة وأعمدته، وكان الناس يكبرون ويبكون محاولين إطفاء النيران بملابسهم وبالتراب وبمياه آبار المسجد الأقصى لكنها لم تخمد إلا في مساء اليوم بعد أن التهمت محراب المسجد وأجزاء كبيرة من جهته الشرقية ومنبر صلاح الدين الأيوبي الذي أمر نور الدين زنكي ببنائه عام 1168 وأوصى بوضعه في المسجد الأقصى بعد تحرير القدس من الصليبيين.

 

مجلس الأمنِ الدولي أدان الجريمة، لكن الولايات المتحدة رفضت التصويت، فيما برأت سلطات الاحتلال مرتكب الجريمة زاعمة أنه مختل عقليا، وقامت بترحيله إلى أستراليا لتلقي العلاج النفسي على حد زعمها.

 

ادعى روهان أنه حاول إحراق المسجد الأقصى بعد أن قرأ مقالة كتبها هربرت و. آرمسترونغ في مجلة بلين تروث الصادرة في حزيران/ يونيو 1967 عما يسمى كنيسة "الرب العالمية".

 

وزعم روهان بأنه "مبعوث الرب" لتمكين اليهود من بناء هيكلهم المزعوم.

 

الحريق المفجع دفع الدول العربية والإسلامية إلى عقد أول مؤتمر إسلامي بمشاركة الملوك والرؤساء من 25 دولة، بمدينة الرباط في أيلول/ سبتمبر 1969.

 

هل الأقصى هو الهدف لوحده؟

 

113 مسجدا هدم بالكامل عن سبق إصرارٍ وترصد بين الأعوام 1967 -1948، والاعتداءات مستمرة فمنازل مستوطنة "روش بينا" أقيمت من حجارة سرقت بأكملها من مساجد عطلت بالقوة.

 

المسجد العمري في طبرية مغلق ومهجور بأمر من سلطاتِ الاحتلال، والمسجد الكبير في بئر السبع كذلك، والنيران أضرمت في مسجد النور، ومسجد اللبن الشرقية، ومسجد النورين في قصرة، ومسجد حوارة في نابلس، ومسجد ياسوف شمال الضفة، ومسجد الأنبياء جنوب بيت لحم، ومسجدُ المغيرِ الكبير ومسجد علي بن أبي طالب، والقائمةُ تطول.

 

كثير من الآثارِ الإسلاميةِ التي تعود إلى العهود الأموية والأيوبية والمماليك والعثمانيين قد طمست أو صودرت أوقافها وفقا لخطيبِ الأقصى عكرمة صبري.. فهل سيتوقف الكيان عن ارتكاب مزيد من الجرائم بحق دور العبادة؟