سياسة عربية

باحث: ترويج الجولاني لـ"كيان سني" في إدلب سذاجة سياسية

كلام الجولاني نوع من الاستثمار في التحركات التركية - يوتيوب

قال زعيم "هيئة تحرير الشام" في سوريا، أبو محمد الجولاني، إن الهيئة لديها خطة استراتيجية ذات معالم واضحة، تتمثل بتحرير كامل سوريا، لكن الأمر يتعلق بخطوات وشيء من الإعداد، ويحتاج إلى فرصة سانحة، مشيرا إلى أن الظروف العامة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري أو الدولية والمحلية والإقليمية تدفع باتجاه أن هناك فرصة كبيرة ستأتي على المنطقة للتحرير العسكري.

جاء ذلك خلال لقاء الجولاني مع وجهاء في مدينة إدلب شمال غرب سوريا، والذي أكد فيه أنه "لا يجب الاستسلام لفكرة البقاء في منطقة واحدة، حتى لو واجهنا كل دول العالم وكل مشاريع العالم".

ورأى الباحث في مركز "مشارق ومغارب للدراسات" عباس شريفة، أن كلام الجولاني نوع من الاستثمار في التحركات التركية وإثبات أن تحرير الشام جزء من العملية التركية المرتقبة في سوريا.

ورجح الباحث السوري أن تقوم "تحرير الشام" بفتح بعض الجبهات في إدلب لإثبات مشاركتها، عبر فتح معارك شكلية من أجل تشتيت ذهنية العدو، مشيرا إلى أن الجولاني يقوم بخطاب إعلامي مسبق من أجل الاستثمار في المعركة وإثبات الوجود وتسجيل الانتصارات لتحرير الشام.

 

اقرأ أيضا: MEE: تعرف على أصول الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام

وتحدث زعيم تحرير الشام عن أن المشروع في مناطق سيطرة الهيئة لم يعد مشروع ثورة ضد ظلم وطغيان فقط، إنما تحوّل إلى بناء "كيان سنّي"، لأن أبناء السنة معرّضون لخطر وجودي في سوريا، رغم أغلبيتهم وكثرة عددهم، إذ إن نظام الأسد يعمل على تغيير الهوية السنية بهوية أخرى، من خلال تجنيس عدد كبير من الإيرانيين واللبنانيين وغيرهم.


لكن الباحث عباس شريفة أكد في حديثه لـ"عربي21"، أن حديث الجولاني عن إقامة إقليم سني أو كيان سني نوع من السذاجة السياسية وعدم النضج السياسي، لأن مثل هذا الكلام يفتح المجال للحديث عن كيان كردي وكيان درزي وآخر علوي ما يؤدي إلى تمزيق سوريا إلى كيانات طائفية.


وأضاف: "السنة لا يحتاجون إلى كيان في سوريا لأن 80 بالمئة من السوريين من المسلمين السنة".

وأوضح أن الكلام عن الكيان السني كلام عن مشروع تقسيم سوريا إلى إثنيات وطائفيات وهذا يعزز رواية النظام الذي حاول الترويج لنفسه على أنه حامي الأقليات وأنه يستطيع أن يجمع سوريا بكل طوائفها، وأن كل الجهات المسيطرة على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام تروج وتدعو للتجمع تحت مظلات إثنية ودينية.

وتطرق الجولاني خلال لقائه مع وجهاء إدلب، إلى الكلية العسكرية التي أنشأتها "هيئة تحرير الشام" معتبراً أنها ستساعد في تنظيم عسكري كبير، يتأهل إلى أن يصبح ربما وزارة دفاع في المستقبل، ليتم الخروج من الحالة الفصائلية في المنطقة.

لكن شريفة، أعرب عن اعتقاده بأن الجولاني يعاني من نقص مشروعية سياسية، لأن جميع الإنجازات الأمنية وتأسيس حكومة الإنقاذ لم تتوج حتى الآن بانفراج سياسي سواء كان في العلاقات الدولية والإقليمية، وحتى الآن لا يتم التعامل معه كحالة وجزء من النسيج السياسي السوري.

ولفت إلى أن الجولاني حاول أن يخرج من مشروعية تنظيم القاعدة إلى مشروعية الجهاد القطري حيث أسس "جبهة فتح الشام"، ثم توجه إلى مشروع "هيئة تحرير الشام"، وحاول الالتصاق بالثورة عبر مشروع حكومة الإنقاذ ورفع علم الثورة السورية في إدلب، ثم الآن يحاول أن يقيم مشروعية خاصة والعزف على المظلومية السنية وأنه يمثل هذه المظلومية وأنه الكيان السني الذي يدافع عن حقوق السنة في نوع من البحث عن المشروعية السياسية.

وشدد على أن التنقل السريع والمطرد بين هذه المشروعيات هو دليل على أزمة مشروعية يعيشها الجولاني، مؤكدا أن المشروعات التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" هي جميعها مجرد ذرائع مرتبطة بشخص الجولاني.