سياسة عربية

دعوات للتصعيد بليبيا.. وواشنطن تشدد على أهمية التهدئة

دعت حركة الاحتجاج إلى التصعيد بكافة المدن اعتبارا من الأحد - جيتي

دعا محتجون ليبيون إلى التصعيد ومواصلة التظاهر إلى أن تتنحى جميع النخب الحاكمة عن السلطة، بعد أن بلغت التجمعات في معظم المدن الرئيسية أمس الجمعة ذروتها باقتحام حشد مبنى البرلمان وإحراق أجزاء منه.


وقالت حركة الاحتجاج إنها ستصعد حملتها ابتداء من الأحد، داعية المتظاهرين إلى نصب خيام في الميادين بالمدن، وإعلان العصيان المدني، إلى أن يتحقق هدفهم المتمثل في إسقاط المؤسسات السياسية وإجراء انتخابات جديدة.


واتخذت مركبات أمنية مواقع حول المباني الحكومية في العاصمة طرابلس بعد غروب شمس اليوم السبت، ولم يكن هناك ما يشير إلى احتجاجات جديدة بعد تجمعات أمس الجمعة التي طالبت بالتغيير.


ونظم المحتجون أكبر تجمع لهم في طرابلس منذ سنوات، ورددوا شعارات مناهضة للنخب السياسية المتناحرة في ليبيا، وأغلق المتظاهرون الطرق في بنغازي ومصراتة، وأضرموا النار في مبان حكومية في سبها والقره بوللي.


وقال تيار بالتريس الشبابي، الذي يركز في الغالب نشاطه عبر الإنترنت حول الظروف المعيشية والذي كان وراء دعوات للاحتجاج في عام 2020 عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "نؤكد عزمنا على مواصلة التظاهر السلمي حتى آخر رمق إلى حين تحقيق الأهداف".


وأضاف التيار أنه سيحتل الشوارع والميادين حتى "يعلنوا استقالتهم أمام العلن"، في إشارة إلى جميع الكيانات السياسية الحاكمة.


إلى ذلك، شددت طرابلس وواشنطن، السبت، على ضرورة التهدئة خلال هذه المرحلة في ليبيا، والوصول إلى الانتخابات لتجاوز الانسداد السياسي.


جاء ذلك خلال مباحثات هاتفية بين رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، والسفير الأمريكي لدى طرابلس ريتشارد نورلاند، وفق بيان المكتب الإعلامي للمجلس.


ونقل البيان تأكيد الطرفين على "أهمية التهدئة في هذه المرحلة، والوصول إلى إجراء الانتخابات في أقرب الآجال، لتجاوز حالة الانسداد السياسي الراهنة".


وبحث الطرفان "الأوضاع الأخيرة في البلاد، والتأكيد على التزام الجميع بالمحافظة على الأمن، وعدم تعريض حياة المواطنين والممتلكات العامة والخاصة للضرر".


كما شددا على "حق المتظاهرين السلميين في التعبير عن آرائهم، والاستماع إلى مطالبهم في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وإنهاء المراحل الانتقالية".


بدورها، أعربت السفارة الأمريكية، في بيان، عن قلق واشنطن "العميق بشأن الجمود السياسي والاقتصادي والمالي الذي أدى إلى مشاهد الاضطرابات كالتي رأيناها يوم أمس في جميع أنحاء البلاد".


ونقل البيان عن نورلاند قوله: "من الواضح أنه لا يوجد كيان سياسي واحد يتمتع بالسيطرة المشروعة في جميع أنحاء البلاد، وأي جهد لفرض حل أحادي الجانب سيؤدي إلى العنف".


وأضاف أن "الحوار والتسوية بين الفاعلين الرئيسيين هي التي تحدّد معالم الطريق للانتخابات والاستقرار السياسي".

 

اقرأ أيضا: هل تنجح مظاهرات ليبيا بإسقاط "الأجسام السياسية"؟

والجمعة، اقتحم محتجون مقر البرلمان في طبرق شرقي البلاد، ضمن احتجاجات شهدتها عدة مدن ليبية، للمطالبة بحل المؤسسات السياسية القائمة وإجراء الانتخابات.


وعلى إثر ذلك، أعلن المجلس الرئاسي، في بيان مقتضب، أنه "تابع الأحداث الأخيرة على كامل التراب الليبي".


وذكر أنه "في حالة انعقاد مستمر ودائم حتى تتحقق إرادة الليبيين في التغيير، وإنتاج سلطة منتخبة يرضى عنها الليبيون".