سياسة دولية

انفجارات عنيفة بأوكرانيا.. وكييف تطالب بتكافؤ قوة مع الروس

لا تكف أوكرانيا عن المطالبة بمزيد من الأسلحة الثقيلة من حلفائها لمواجهة القوة الضاربة الروسية- جيتي

هزت انفجارات عنيفة مناطق متفرقة من أوكرانيا، وسط اتهامات موجهة للقوات الروسية باستخدام قنابل شديدة الانفجار.

 

وذكرت وسائل إعلام أوكرانية، أن أربعة انفجارات هزت وسط مقاطعة ميكولايف جنوب أوكرانيا.

 

فيما قالت رئاسة الإدارة العسكرية في لفيف غرب أوكرانيا، إن 6 صواريخ روسية استهدفت منشأة عسكرية في المنطقة.

 

واتهمت أوكرانيا، بيلاروسيا بأنها كانت مكانا لانطلاق 20 صاروخا استهدفت مقاطعة تشيرنيهيف شمال البلاد.

 

وفي سياق متصل، أعلن الجيش الأوكراني عن إسقاط طائرة استطلاع روسية مسيرة في إحدى جبهات الجنوب.

 

ونقلت شبكة "سي أن أن"، عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن تقييمات الاستخبارات الأمريكية تشير إلى أن "القوات الروسية تكتسب أفضلية شرق أوكرانيا لأنها تتعلم من الأخطاء التي ارتكبت خلال المراحل الأولى من غزوها للبلاد، بما في ذلك تنسيق أفضل للهجمات الجوية والبرية، وتحسين اللوجستيات، وخطوط الإمداد".

 

قلق بريطاني

 

بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون  السبت إنه يخشى أن تواجه أوكرانيا ضغوطا للموافقة على اتفاق سلام مع روسيا لا يصب في مصلحتها، بسبب التداعيات الاقتصادية للحرب في أوروبا.

وأضاف لمحطات إذاعية في العاصمة الرواندية كيجالي أثناء مشاركته في قمة مجموعة دول الكومنولث "تقول دول كثيرة إن هذه حرب أوروبية غير ضرورية... وبالتالي فإن الضغط سيزداد لتشجيع، وربما إجبار، الأوكرانيين على (قبول) سلام سيء".

وأشار جونسون إلى أن عواقب نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شق طريقه في أوكرانيا ستكون خطرة على الأمن العالمي و"كارثة اقتصادية طويلة الأمد".

 

 مطالبة بالتكافؤ

 

ودعت أوكرانيا حلفاءها إلى تأمين "تكافؤ ناري" بين جيشها والقوات الروسية من أجل "استقرار" الوضع في دونباس بعد انسحاب قواتها من سيفيرودونيتسك المدينة الاستراتيجية التي تقصفها المدفعية الروسية منذ أسابيع في المنطقة الغنية بالمناجم.

 

وقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، في صفحته على فيسبوك إنه شدد في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي الجنرال مارك ميلي "على ضرورة تحقيق التكافؤ في القوة النارية مع العدو"، مؤكدا أن ذلك "سيسمح لنا بتثبيت الوضع في منطقة لوغانسك التي تتعرض لأكبر تهديد".

 

ولا تكف أوكرانيا عن المطالبة بمزيد من الأسلحة الثقيلة من حلفائها لمواجهة القوة الضاربة الروسية، خصوصا في منطقة دونباس الصناعية (شرق أوكرانيا) التي يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على أجزاء منها منذ 2014 وتريد موسكو السيطرة عليها بالكامل.

 

وقال سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك حيث تقع سيفيرودونيتسك: "لم يعد من المنطقي البقاء في مواقع قصفت باستمرار لأشهر" وبينما أصبحت المدينة "مدمرة بشكل شبه كامل" بسبب عمليات القصف المستمرة.

 

وأضاف أن "البنية التحتية الأساسية بأكملها دمرت وتسعون بالمئة من المدينة تضرر وثمانون بالمئة من المنازل يجب هدمها".

 

ويرى خبراء أن عمليات القصف المكثفة هذه أدت إلى إخضاع الجنود الأوكرانيين لكن من دون أن تحدث بالضرورة تغييرا جذريا للوضع على الأرض.

 

وقال مسؤول عسكري فرنسي طالبا عدم الكشف عن هويته إن "الوحدات الأوكرانية منهكة وتكبدت خسائر فادحة وبعضها تم تحييده بالكامل".

 

اقرأ أيضا: روسيا تواصل السيطرة على حوض دونباس.. وانسحاب أوكراني

"حرب بطيئة"

 

أكد الباحث في جامعة تارتو الإستونية إيفان كليش، لفرانس برس أن "الرؤية الشاملة - حرب بطيئة لمواقع محصنة - لم تتغير".

 

وأضاف أن "الانسحاب كان مقررا من قبل على الأرجح ويمكن اعتباره تكتيكيًا"، مشيرا إلى أن المقاومة الأوكرانية سمحت لكييف بتعزيز جبهاتها الخلفية.

 

ورأى مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أيضا طالبا عدم كشف هويته أن القوات الأوكرانية "تنفذ انسحابا مهنيا وتكتيكيا من أجل تعزيز مواقع ستكون أكثر قدرة على الدفاع عنها".

 

وتتوقع كييف الآن هجمات جديدة على مدينة ليسيتشانسك المجاورة لسيفيرودونيتسك والمطوقة بشكل شبه كامل من القوات الروسية التي تسيطر يوما بعد يوم على مزيد من الأراضي المحيطة بها.

 

وقال غايداي إن بلدة ميكولايفكا التي تبعد حوالي 20 كيلومترا جنوب غربي ليسيتشانسك باتت تحت سيطرة الجيش الروسي، مشيرا إلى أن الروس يحاولون الآن "احتلال غيرسكيه" البلدة المجاورة. وعند مدخل ليسيتشانسك المحرومة جزئياً من الماء والغاز والكهرباء، كان جنود يحفرون خنادق.

 

جنوبا، قال بافلو كيريلينكو حاكم دونيتسك، المقاطعة الأخرى في دونباس، لفرانس برس الخميس، إنه "ليست هناك أي مدينة" في المنطقة "آمنة" والمعارك التي تجري عنيفة جدا.

 

في كراماتورسك البلدة الي تقع وراء الجبهة، تحدث جندي عرّف عن نفسه باسمه الأول فولوديمير ويعمل أمام المستشفى العسكري، عن العدد الكبير من الجرحى الذين يتم إحضارهم من الجبهة منذ أسابيع.

 

وقال إن "الرجال الذين أراهم هنا وطنيون جدا ولن أقول إنهم وقود للمدافع. إنهم يمتلكون كل المقومات لكن تنقصهم الأسلحة".

 

12 مليون نازح

 

أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، عن نزوح أكثر من 12 مليون أوكراني، منذ بدء الحرب في بلادهم أواخر شباط/ فبراير الماضي.


وقال المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي بنيويورك: "اليوم يصادف مرور أربعة أشهر على الغزو الروسي لأوكرانيا".


وأضاف: "بهذه المناسبة أعلن منسق الأمم المتحدة المعني بالأزمة في أوكرانيا (أمين عوض) أن الحرب أدت إلى نزوح أكثر من 12 مليون أوكراني، وهم بحاجة إلى حل دائم لإنهاء نزوحهم".


وأردف: "تعمل الأمم المتحدة عن كثب مع الحكومة الأوكرانية وكذلك مع أكثر من 300 شريك محلي من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية غير الحكومية، وتمكنا من الوصول بالدعم الأساسي إلى قرابة الـ9 ملايين (نازح) أوكراني".


وحذر دوجاريك من "استمرار القتال العنيف شرق أوكرانيا، حيث تتم محاصرة المدنيين ومنع الطعام ومياه الشرب والكهرباء عنهم".


وتابع: "ما زلنا ندعو إلى وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين (..) في المناطق الشرقية من أوكرانيا".
واستطرد بأن "ملايين الأوكرانيين النازحين يحتاجون بشدة إلى حل دائم لإنهاء نزوحهم، وهذا يتطلب جهودا متضافرة من الجميع".