حقوق وحريات

آلاف اليمنيين يتظاهرون بتعز للمطالبة برفع الحصار (شاهد)

الحوثيون يحاصرون تعز منذ 7 سنوات- عربي21

تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين في محافظة تعز (جنوب غرب البلاد)، الأربعاء، للمطالبة بفتح الطرقات الرئيسية، ورفع الحصار الذي يفرضه الحوثيون عليها منذ 7 سنوات.


وخرج الآلاف في تعز في تظاهرة حاشدة، تلبية لدعوات أطلقتها جهات رسمية ومنظمات مجتمع مدني؛ تنديدا باستمرار الحصار الحوثي على المحافظة، وإغلاق طرقات رئيسية من وإلى المحافظة منذ بداية الحرب في العام 2015.


وفتح طرقات تعز واحد من بنود الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة مطلع نيسان/ أبريل الماضي، إلا أنه تعثر تنفيذ ذلك؛ بسبب رفض جماعة الحوثي تشكيل فريقها التفاوضي حول ذلك، في الأسابيع الماضية، وفق تصريحات حكومية.


وحمل المتظاهرون لافتات تطالب برفع الحصار عن المحافظة الأكثر كثافة سكانية في اليمن، وفتح طرقاتها التي تربط مركز المدينة بالمديريات والمحافظات الجنوبية والشمالية والغربية من البلاد.

 


وقال بيان صادر عن التظاهرة إن الملف الإنساني حزمة متكاملة غير قابلة للتجزئة، معبرا عن أسف أبناء المدينة من عدم فك الحصار، أسوة بمطار صنعاء وميناء الحديدة (غربا)، والتي نصت عليه الهدنة.


وأكد البيان على "فتح كافة طرق تعز"، فيما حذر من "أن يخضع هذا الملف للتجزئة والتقسيط".


وبحسب بيان المتظاهرين، فإن استمرار إغلاق طرقات تعز يترتب عليه أعباء ومخاطر ومعوقات إنسانية استثنائية، وأدى لحرمان أبناء المديريات الواقعة تحت سلطة الحوثي من الاستفادة من الخدمات الصحية والتعليمية، كما أدى لارتفاع أسعار البضائع والسلع عامة، وخاصة الغذائية والدوائية.


وأشار إلى أن حصار مليشيا الحوثي للمحافظة تسبب في حرمانها من المياه، وأوجد مخاطر بيئية، نتيجة عدم سماح الحوثيين بإيصال النفايات إلى مكبها الواقع في المناطق التي يسيطرون عليها.


ودعا المتظاهرون إلى تحييد المجالات الإنسانية عن الصراع، والسماح بضخ المياه من الآبار الواقعة تحت سيطرة الحوثيين في الغلاف الشمالي والغربي من المحافظة.

 

اقرأ أيضا: وقفة احتجاجية بتعز تنديدا باستمرار حصار الحوثي (صور)

وأضاف البيان أنه لا معنى للهدنة، ولا أي مفاوضات تؤسس لسلام شامل ودائم، من دون فتح جميع طرقات ومعابر تعز التي تؤمن حركة المواطنين.


وحمل البيان المجتمع الدولي ومكتب المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، مسؤولية تجاهل أو تغافل الوضع الإنساني في تعز، والذي يستمر منذ سبع سنوات.


"لا نقبل بمعالجات جزئية"


من جانبه، قال محافظ تعز، نبيل شمسان، إن رفع الحصار وفتح الطرقات يعد من أهم المعالجات الإنسانية لكل أبناء اليمن، ولا يمكن القبول بمعالجات جزئية لا تؤدي إلى فك الحصار وفتح الطرق الرئيسية للمحافظة.


وتابع شمسان خلال كلمة له في التظاهرة: تؤكد السلطة المحلية على مطالبنا وحقوقنا العادلة، التي لا تختلف عن مطالب أبناء المحافظة، مشيرا إلى أن لجنة التفاوض التي ذهبت إلى الأردن، والتي بدأت ظهر الأربعاء، في التحضير لجلسة المفاوضات، تعبر عن أبناء تعز والانتصار لقضيتنا العادلة".


وأضاف: "إننا على مشارف أيام قليلة من الهدنة الأممية، التي يجب أن تشهد بالضرورة فتح جميع طرق تعز دون استثناء، ومن حق أبنائها الحصول على حقوقهم كاملة، والتي حرموا منها خلال السنوات السبع الماضية".


"مفاوضات بدأت"


بموازاة ذلك، بدأت جلسات المفاوضات بين ممثلي الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي في العاصمة الأردنية، برعاية الأمم المتحدة، حول فتح طرقات تعز وغيرها من المحافظات، وفق ما ذكره بيان مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، مساء اليوم.


وقال هانس غروندبرغ في بيان اطلعت "عربي21" عليه: "لقد عانى اليمنيون لفترة طويلة من أثر إغلاق الطرق"، مؤكدا أن فتح الطرق في تعز وغيرها من المناطق يعد عنصرا جوهريا من الهدنة، إذ سيسمح ذلك بلمّ شمل العائلات التي فرقتها جبهات النزاع، وللأطفال أن يذهبوا إلى المدارس، وللمدنيين أن يصلوا إلى أماكن عملهم والمستشفيات، ولاستعادة حركة التجارة الحيوية. أدعو الأطراف للتفاوض بحسن نية للتوصل بشكل عاجل إلى اتفاق يُسَهِّل حرية التنقل، ويؤدي إلى تحسين ظروف المدنيين".


وأضاف المبعوث الأممي: "أحرزت الأطراف تقدما ملموسا مهما في سياق الهدنة، بالاتفاق على استئناف الرحلات التجارية الجوية من وإلى مطار صنعاء الدولي، متابعا القول: "حيث سافر حتى الآن أكثر من 1000 راكب على هذه الرحلات، كما ازداد تردد الرحلات التجارية.


وأردف قائلا: "وتجري الآن استعدادات لاستئناف الرحلات التجارية بين صنعاء والقاهرة".

 

وكانت الخارجية المصرية قد أعلنت، في اليومين الماضيين، موافقتها على تسيير رحلات تجارية مباشرة إلى القاهرة عبر مطار صنعاء.


وقال غروندبرغ: "إن ذلك سيسمح لمزيد من اليمنيين بالسفر إلى الخارج؛ للحصول على الرعاية الطبية، وفرص التعليم والتجارة، وزيارة عائلاتهم في الخارج".


والاثنين الماضي، وصل وفد من جماعة "الحوثي" إلى العاصمة الأردنية عمان؛ للمشاركة في مباحثات حول تنفيذ بنود الهدنة في اليمن، التي بقي من عمرها أقل من أسبوع.


ويشكل ملف فتح الطرقات بين تعز والمحافظات المجاورة أهم ملفات الهدنة التي تستمر شهرين، ودخلت حيز التنفيذ في 2 نيسان/ أبريل الماضي.


وستركز المفاوضات على فتح الطرق التي يغلقها الحوثيون، فضلا عن تأمين الماء والكهرباء في تعز، ورفع المعاناة عن سكان المحافظة.