سياسة تركية

هل ستؤثر أزمة اللاجئين السوريين على انتخابات 2023 في تركيا؟

قضية اللاجئين لن تؤثر على قرار الشعب التركي - جيتي

تتصاعد حدة التصريحات العنصرية المعادية للاجئين في تركيا وخاصة السوريين، مع اقتراب الانتخابات التركية لعام 2023، إذ تعتمد المعارضة على ملف اللاجئين لجذب أصوات الناخبين المعارضين لوجود السوريين.

لكن استطلاعات الرأي الأخيرة والتي أجرتها عدد من المؤسسات التركية، ما تزال تظهر "تحالف الجمهور" الذي يضم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم وحزب "الحركة القومية" في مقدمة خيارات الناخبين الأتراك، على الرغم من تجمع أكبر 6 أحزاب للمعارضة في تحالف واحد للإطاحة بحكم حزب العدالة والتنمية.

وخلقت تصريحات المعارضة التركية تخوفا لدى اللاجئين السوريين، خاصة أن حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، ما يزال يكرر تعهداته بإعادة السوريين خلال عامين في حال فوزه بانتخابات 2023.

وحول إمكانية تأثير ملف اللاجئين على سير الانتخابات التركية، رأى مدير معهد إسطنبول للفكر، بكير أتاجان، أن قضية اللاجئين لن تؤثر على قرار الشعب التركي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا إلى أن "تحالف الشعب" لا يزال يسيطر على الأغلبية الساحقة من أصوات الناخبين الأتراك.

وأكد لـ"عربي21" أن تركيا لا تعاني من أزمة لاجئين، إلا أن هناك جهات تعمل على خلق أزمة للاستفادة منها، وهو ما لن يحصل.

 

وبحسب استطلاع رأي أجرته مؤسسة "سونار للأبحاث" فإن 74.3 بالمئة من الأتراك يعتقدون أن الاقتصاد هو أهم مشكلة تواجه تركيا، في حين يأتي اللاجئون في المرتبة الثانية بنسبة 3.5 في المئة. تليها العدالة بنسبة 2.9 بالمئة.


ودعا اللاجئين وخاصة السوريين إلى النظر إلى خطاب الحكومة التركية تجاه اللاجئين، وتجاهل تصريحات الأشخاص العنصريين وعدم الترويج لهم، مشددا على أن تركيا لن تجبر أي سوري على العودة إلى بلاده، لكن العودة ستكون طوعية بعد تأمين البيئة المناسبة لعودة اللاجئين.

وناشد الباحث التركي اللاجئين، للتوجه إلى مخاطبة الشارع التركي، وعدم الالتفات لتصريحات زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ، خاصة أنه لا يملك نسبة 1 بالمئة من أصوات الشارع التركي، وفق آخر نتائج استطلاعات الرأي.

وأضاف: "الأغلبية الساحقة في تركيا مع الشعب السوري، ولكن التركيز على تصريحات العنصريين والمعادين للاجئين، تظهر أن الشعب التركي يكره اللاجئين".

 

اقرأ أيضا: 3 إشكاليات تواجه المعارضة بتركيا.. ماذا عن الحزب الحاكم؟

وأكد أن هناك عنصرية في جميع دول العالم، وهذه الحوادث حالات فردية لا يجوز تعميمها على الشارع التركي، مشيرا إلى أن الأتراك تفاعلوا مع فيديوهات مجزة حي التضامن التي ارتكبتها قوات النظام بحق السوريين، أكثر من تفاعلهم مع تصريحات أوميت أوزداغ العنصرية.

وانتقد الناشطين السوريين الذين يعملون على نقل السلبيات والمشاكل الخاصة بالسوريين، دون التطرق للإيجابيات، ما يسبب هلعا لدى اللاجئين السوريين ويجعلهم خائفين من الأتراك.