صحافة إسرائيلية

بدء العد التنازلي لحكومة بينيت.. تحولت لأقلية بالكنيست

يحاول بينيت وقف النزيف في معسكر اليمين ويحاول لابيد تثبيت الاستقرار داخل أحزاب كتلة الوسط واليسار- جيتي

شكل إعلان عضوة الكنيست ريناوي زعبي، من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، مفاجأة غير سارة البتة لرئيس الوزراء نفتالي بينيت وشريكه البديل وزير الخارجية يائير لابيد، على اعتبار أنهما لو تمكنا من الوصول إلى تفاهمات مؤقتة للحفاظ على الحكومة، وأبقياها على قيد الحياة من أسبوع لآخر، فقد أصبح تفكك تحالفهما توجهاً تزداد فرص تحققه يوما بعد يوم، في الوقت الذي تفوح فيه بقوة رائحة الانتخابات.

 

يتداول الإسرائيليون وفي محاولة لتقريب فكرة انهيار التحالف، إحدى أغاني الأطفال القديمة المألوفة التي تروي سقوط التفاحة من الشجرة، وقد تم تشغيلها في الأسابيع الأخيرة كموسيقى تصويرية للتحالف المتهاوي، فقد بدأ عدها التنازلي بالعدد 62 عضو كنيست، وهو عدد المقاعد التي حصل عليها جميع أعضاء حزب الائتلاف في الانتخابات، ولكن بسرعة كبيرة انخفض إلى 61 عضوا، واستمر كذلك قرابة العشرة أشهر، حتى تقاعدت عيديت سيلمان الشهر الماضي، وبعدها بقيت 60 تفاحة على الشجرة، إلى أن انسحبت ريناوي الزعبي من حزب ميرتس تاركة للحكومة 59 أصبعًا فقط، وحولتها رسميًا إلى حكومة أقلية. 

 

تال شاليف المراسلة الحزبية لموقع واللا ذكرت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "استقالة الزعبي أوقعت رئيس الوزراء نفتالي بينيت وشريكه البديل يائير لابيد في مفاجأة كاملة، حتى إن رئيس حزبها نيتسان هورويتس علم بقرارها، وخطاب استقالتها من وسائل الإعلام، وقد حاول لساعات طويلة التحدث معها، أو مقابلتها، دون أن ترد عليه".


وأضافت أن "استقالة زعبي تزامنت مع تسريبات مفادها أن زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو يجري وراء الكواليس محادثات جادة مع من يصفهم بـ"المنشقين الآخرين" عن الحكومة، حتى إن حزب الليكود الذي يقود المعارضة بات متأكداً أنها مسألة وقت فقط قبل أن ينخفض عدد أعضاء الكنيست المؤيدين للحكومة إلى 58 فقط، وحينها سوف تزيد نسبة المتسربين من صفوفها، في ضوء ما تمارسه المعارضة من ضغوط شديدة على أعضاء الكنيست المتمردين، ممن يهددون بالاستقالة من الكنيست".

 

اقرأ أيضا: بعد استقالة "زعبي".. 3 سيناريوهات أمام حكومة الاحتلال


ما من شك في أن تقاعد زعبي أدى إلى زيادة زخم الحديث عن إسقاط الحكومة، رغم تغلبها على عدة أزمات في الآونة الأخيرة، خاصة أحداث المسجد الأقصى، من خلال التشاور مع القائمة العربية بقيادة منصور عباس، فيما حاول حزب الليكود التواصل عن بعد مع وزير الحرب بيني غانتس الذي تمر علاقته مع بينيت في أسوأ ظروفها، ما يعطي إشارات مفادها أن دولة الاحتلال تعيش في خضم حملة سياسية عامة يقف على رأسها نتنياهو وحزب الليكود. 


في الوقت ذاته، تنذر خطوة زعبي رسميًا باتجاه انهيار التحالف الحكومي، بسبب استقالة أعضائها من معسكري اليمين واليسار، وهذه مفارقة لافتة، ما قد يزيد عدد من سيقفزون من أعضاء الكنيست خارج السفينة، وفي هذه الحالة ستصبح مهمة الحكومة في البقاء شبه مستحيلة، على اعتبار أن الرائحة القوية للانتخابات باتت تملأ الأجواء، وتساهم في تغيير الديناميكيات الحاصلة، وتشحذ المواقف، وتثير الشكوك، وتجعل من الصعب الاستمرار في البقاء. 


صحيح أن بينيت ولابيد يعملان معاً رغم كل هذه التطورات السلبية لتحقيق الاستقرار في الحكومة، والتنسيق المشترك في كل خطوة على الطريق، ويبدو أن تقسيم العمل بينهما في جهود إنقاذ التحالف واضحة، ففيما يحاول بينيت وقف النزيف في معسكر اليمين، فإن لابيد يعمل على استقرار كل الأحزاب في كتلة الوسط واليسار، لكن المشكلة التي تواجههما نشوء ما يمكن وصفه بتضارب المصالح بين بعضهم.