سياسة دولية

كييف تعلن فشل حصارها.. والروس يحفرون خنادق بمحيطها

القصف الروسي مستمر على المدن الأوكرانية- جيتي

تتواصل الحرب في أوكرانيا للأسبوع الرابع، وسط تطورات ميدانية وسياسية، على الصعيدين العسكري والتفاوضي، في حين تصدرت العاصمة كييف، الأنباء بإعلانها "إفشال" حصارها من الجيش الروسي، في المقابل، قام الأخير بحفر خنادق حولها.

 

وقالت قيادة الأركان الأوكرانية، إن القوات الروسية فشلت حتى الآن في محاصرة العاصمة كييف، وأكدت مقتل جنرال روسي كبير في المعارك.

 

وأشارت كذلك إلى أن سيطرة القوات الروسية على ميناء ماريوبول (جنوبا) تمنع أوكرانيا "مؤقتا" من الوصول إلى بحر آزوف.

 

اقرأ أيضا: زيلينسكي يدعو إلى حوار جدّي مع موسكو.. وتقدّم روسيا يتباطأ

وأظهرت صور التقطت بواسطة الأقمار الصناعية، أن الروس يحفرون خنادق في محيط العاصمة كييف لإخفاء آلياتهم.

 

 

 

 

 

 

تدمير مستودع أسلحة أوكراني

 

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن "تدمير مستودع أسلحة تابع للجيش الأوكراني باستخدام أسلحة صاروخية عالية الدقة".


ونشرت الوزارة مقطعا مصورا تقوم فيه طائرة من دون طيار بتصوير مبنى في المنطقة المستهدفة.
ليصاب أحد المباني الموجودة بالمنطقة بضربة صاروخية مباشرة.

 

وقالت الوزارة: "يظهر شريط الفيديو إصابة دقيقة لصاروخ بمستودع للأسلحة والذخيرة تحت الأرض".

 

 

 

 


هذا وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، السبت، أن القوات المسلحة الروسية استخدمت صواريخ كينجال التي تفوق سرعتها سرعة الصوت لأول مرة ودمرت مستودعًا عسكريًا أوكرانيًا.
 

10 ممرات إنسانية

 

وأعلنت الحكومة الأوكرانية، السبت، أنها اتفقت مع روسيا على فتح 10 ممرات إنسانية في المناطق المتضررة من العملية العسكرية الروسية.

وقالت إيرينا فيريشوك، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، اليوم، إنه تم الاتفاق مع الروس على فتح 10 ممرات إنسانية لإخلاء السكان في المناطق المحاصرة.

وأوضحت أن ذلك يشمل ممرا إنسانيا في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، وعدة ممرات في العاصمة كييف، وأخرى في إقليم لوهانسك.

وأعلنت فيريشوك عن خطط لتسليم مساعدات إنسانية إلى مدينة خيرسون، التي تقع الآن تحت سيطرة القوات الروسية.

 

حصار كبرى المدن الأوكرانية

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في رسالة مصورة موجهة للشعب من أمام مقر الرئاسة، اليوم، إن القوات الروسية تحاصر كبرى المدن بهدف خلق ظروف بائسة للأوكرانيين.

وأضاف أن الروس يمنعون وصول الإمدادات إلى المدن المحاصرة وسط وجنوب شرقي أوكرانيا.

 

اقرأ أيضا: صحيفة روسية: كيف سيكون العالم بعد حرب أوكرانيا؟
 

المفاوضات


وعلى صعيد المفاوضات المستمرة بين الروس والأكرانيين، حمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن المسؤولية في فرض موقفها على الحكومة الأوكرانية بشأن شروط موسكو، وفق قوله.

 

وشدد لافروف في كلمة ألقاها السبت، على أن موسكو أيدت دائما حل جميع القضايا دبلوماسيا، مضيفا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على اقتراح فولوديمير زيلينسكي إطلاق مفاوضات سلام.


ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن مشاركة الوفد الأوكراني في المفاوضات كانت "شكلية في البداية"، لكن لاحقا "تم تحسين بعض الحوار".


وتابع: "وذلك على الرغم من أنه يشعر دائما أن الأمريكيين على الأرجح يمسكون بيد الوفد الأوكراني ولا يسمحون له بالموافقة على الحد الأدنى على الإطلاق، بحسب رأيي، من المطالب".

 

في المقابل، قال أحد أعضاء الوفد الأوكراني، المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك، إن "تصريحات الجانب الروسي ليست سوى بداية لمطالبهم".

 

وكتب: "موقفنا لم يتغير: وقف إطلاق النار وانسحاب القوات (الروسية) وضمانات أمنية قوية مع صيَغ ملموسة".

الانفصاليون يتقدمون


وتواصل القوات الانفصالية من لوهانسك ودونيتسك، الموالية لروسيا، تقدمها وسيطرتها على المزيد من المناطق الأوكرانية.


وجاء في بيان لها أن قواتها تواصل تقدمها في عملية السيطرة على مدينة مارينكا غرب دونيتسك بالكامل، مؤكدة: "قواتنا تتقدم ودخلت ضواحي مارينكا".


واعتبرت أن السيطرة على مارينكا ستؤدي إلى السيطرة كذلك على أليكساندروفكا، ومقاطعة بتروفسكي ومنطقة تيكستيلشيك الصغيرة.

 

تقرير استخباراتي بريطاني

 

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في آخر تحديث استخباراتي لها، السبت، إن روسيا "فوجئت حتى الآن بحجم وشراسة" المقاومة الأوكرانية، و"اضطرت لتغيير نهجها العملياتي".

وأوضحت الدفاع البريطانية في تحديثها: "الكرملين فشل حتى الآن في تحقيق أهدافه الأصلية" وينتهج الآن استراتيجية استنزاف".


وقالت الوزارة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزز سيطرته على وسائل الإعلام في البلاد، لافتة إلى أن "الكرملين يحاول السيطرة على السرد (لوقائع الحرب)، والانتقاص من المشاكل العملياتية، وإخفاء أعداد الضحايا الروس الكبيرة عن الشعب الروسي".

 

اللجوء لمحطات المترو


ولجأ الكثير من أهالي العاصمة الأوكرانية كييف إلى محطات مترو الأنفاق مجددا، بحثا عن الأمان، إثر تصاعد وتيرة الهجمات الروسية في الأيام الأخيرة.

وكان أهالي العاصمة قد لجأوا إلى محطات المترو في الأيام الأولى من الحرب.

ومع تراجع شدة الهجمات على كييف اعتبارا من أوائل مارس الجاري، وهجرة حوالي نصف سكان العاصمة، انخفض عدد الماكثين في محطات المترو بشكل كبير مؤخرا.

ولكن مع تصاعد وتيرة الهجمات منذ مطلع الأسبوع الحالي، عادت محطات المترو لتشكل أحد الملاذات الآمنة لسكان كييف.

وتشكل النساء والأطفال النسبة الكبرى من المواطنين اللاجئين إلى المحطات وسط البرد الشديد، في حين يعد محظوظا من تمكن من العثور على مكان في عربات المترو الدافئة نوعا ما.
 

النزوح واللجوء

 

وقالت الأمم المتحدة، السبت، إن 6.5 ملايين نزحوا داخل أوكرانيا، إضافة إلى 3.2 ملايين فروا خارج البلاد جراء الحرب.

 

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ماثيو سولتمارش، إن الاحتياجات الإنسانية في أوكرانيا "ملحة بشكل متزايد"، بظل وجود أكثر من 200 ألف شخص بلا ماء في منطقة دونيتسك وحدها، متحدثا عن "نقص خطير" في الغذاء والماء والأدوية في مدن مثل ماريوبول وسومي.


وأبلغ رئيس بلدية ميكولاييف (جنوبا) أولكسندر سنكيفيتش، بأن القوات الروسية سيطرت على قرى عدة في محيط المدينة، وأن ميكولاييف تعرضت لقصف مركز مؤكدا أن "النهار كان صعبا".


وغادر ما لا يقل عن نصف سكان العاصمة البالغ عددهم 3,5 ملايين نسمة، فيما أفادت البلدية عن مقتل 222 شخصا بينهم ستون مدنيا في كييف.

 

وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو" والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".