صحافة دولية

أمريكا تعتزم بناء شبكة صواريخ مضادة قبالة الحدود الصينية

الخطة تكلف 27.4 مليار دولار على مدار خمس سنوات- الجيسش الأمريكي

كشفت مجلة "Nikkei Asia" أن الولايات المتحدة ستعزز ردعها التقليدي ضد الصين، من خلال إنشاء شبكة من الصواريخ الدقيقة على طول ما يسمى بسلسلة الجزر الأولى قبالة الحدود الصينية في كل من تايوان وأوكيناوا والفلبين.


 وقالت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21" استنادا إلى وثيقة أمريكية، إن خطة تكلف 27.4 مليار دولار يتم النظر في إنفاقها على مدى السنوات الست المقبلة، ضمن خطة الردع في المحيط الهادئ التي قدمتها القيادة الأمريكية للمحيطين الهندي والهادئ إلى الكونغرس.


وجاء في الوثيقة أن "الخطر الأكبر على مستقبل الولايات المتحدة لا يزال يتمثل في تآكل الردع التقليدي، وبدون وجود رادع تقليدي صالح ومقنع، تتشجع الصين على اتخاذ إجراءات في المنطقة وعلى الصعيد العالمي لتحل محل المصالح الأمريكية، وبما أن التوازن العسكري في المحيطين الهندي والهادئ يصبح أكثر سوءًا، فإن الولايات المتحدة تراكم مخاطر إضافية قد تشجع الخصوم على محاولة تغيير الوضع الراهن من جانب واحد".


ولفتت الوثيقة إلى أن "نشر قوة مشتركة متكاملة مع شبكات الضربات الدقيقة سيكون غرب خط الترقيم الدولي على طول سلسلة الجزر الأولى، والدفاع الجوي الصاروخي المتكامل في سلسلة الجزر الثانية".


وتتكون سلسلة الجزر الأولى من مجموعة من الجزر بما في ذلك تايوان وأوكيناوا والفلبين، والتي تعتبرها الصين خط الدفاع الأول. وتسعى استراتيجية بكين إلى إخراج القوات الأمريكية من بحار الصين الشرقية والجنوبية داخل سلسلة الجزر الأولى.


كما تسعى الصين إلى منع القوات الأمريكية من الاقتراب من "سلسلة الجزر الثانية" في غرب المحيط الهادئ، والتي تمتد من جنوب شرق اليابان إلى غوام وجنوبًا إلى إندونيسيا.

 

اقرأ أيضا: تهديدات عسكرية صينية لتايوان بسبب "الأفعال الانفصالية"

وقالت المجلة، إن قيادة المحيطين الهندي والهادئ قدمت خطة استثمار للسنة المالية 2022 حتى 2027 المالية إلى الكونغرس هذا الشهر.


ويمثل إجمالي المبلغ البالغ 27.4 مليار دولار لمدة ست سنوات زيادة بنسبة 36% عن الإنفاق المخطط لتلك الفترة اعتبارًا من السنة المالية 2020، ما يعكس القلق المتزايد بشأن النشاط الصيني المحيط بتايوان وبحار الصين الشرقية والجنوبية.


وجاء في الوثيقة أن الخطة مصممة "لتركيز الموارد على القدرات العسكرية الحيوية لردع الصين"، وأن المتطلبات "مصممة خصيصًا لإقناع الخصوم المحتملين بأن أي عمل عسكري استباقي سيكون مكلفًا للغاية ومن المحتمل أن يفشل من خلال إبراز قوة قتالية موثوقة في وقت الأزمة".


وعارضت الصين في الماضي محاولات الولايات المتحدة وضع دروع صاروخية في دول حليفة، لا سيما في كوريا الجنوبية.


ولطالما اعتمدت الولايات المتحدة استراتيجيتها في الصين على قواتها البحرية والجوية، وخلال أزمة مضيق تايوان عام 1996، أرسلت الولايات المتحدة حاملات طائرات لإظهار قوة عسكرية رادعة.


وتمتلك الصين الآن ترسانة صواريخ متنوعة بهدف منع تقدم عسكري أمريكي داخل سلسلة الجزر الثانية، وهذا جعل استراتيجية الولايات المتحدة التي تعتمد على البحرية والقوات الجوية أقل جدوى.


والصين قوية في مجال الصواريخ الأرضية متوسطة المدى، وتمتلك ترسانة من 1250 صاروخًا من هذا النوع، ووفقًا للبنتاغون، لا تملك الولايات المتحدة أيًا منها.


وترجع هذه الفجوة إلى معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، التي حظرت تطوير صواريخ أرضية يتراوح مداها بين 500 كيلومتر و5500 كيلومتر، وانتهت الاتفاقية في عام 2019.

 

اقرأ أيضا: الصين تهدد أمريكا "بدفع الثمن" بعد إرسالها وفدا أمنيا لتايوان

وقال السيناتور جيم ريش، العضو الجمهوري البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، للمجلة "إن معاهدة القوات النووية متوسطة المدى قيدت الولايات المتحدة بلا داعٍ".


وقال ريش إن نشر صواريخ متوسطة المدى في المحيطين الهندي والهادئ "يعد مجال نقاش كبير وضروري بشكل متزايد بالنسبة للولايات المتحدة واليابان لاستكشافه".


وصرح مسؤول حكومي ياباني رفيع المستوى بأن شبكة صواريخ لمواجهة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ "ستكون إضافة لليابان"، وقال هذا المسؤول إن طوكيو لم تناقش مثل هذه الخطوة مع واشنطن.


وتتمركز القوات البرية والبحرية والجوية الأمريكية في اليابان بموجب المعاهدة الأمنية الثنائية بين البلدين، والتي تلزم واشنطن بالدفاع عن اليابان في حالة تعرضها للهجوم. 


ويوجد الآن حوالي 55000 جندي أمريكي يتمركزون في اليابان، وهي أكبر مجموعة من القوات الأمريكية في الخارج.


ولا تحتفظ القوات الأمريكية في اليابان حاليًا بصواريخ يمكن أن تصل إلى الصين، في حين تعمل وزارة الدفاع اليابانية على بناء قدراتها الصاروخية بعيدة المدى في جزر نانسي، والتي تشمل أوكيناوا، لكن وضع الصواريخ الأمريكية على الأراضي اليابانية سيكون محفوفًا بالصعوبات، لأن مثل هذه الخطوة ستؤثر على تقسيم الأدوار بين الجيش الأمريكي وقوات الدفاع الذاتي اليابانية.

ومن المرجح أن تأتي فرصة أثناء المفاوضات بشأن دعم الدولة المضيفة للسنة المالية 2022 فصاعدًا. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية إن نشر الصواريخ "يمكن مناقشته خلال مسار مفاوضات التحالف الياباني الأمريكي".


ومن المؤكد أن قرار اليابان باستضافة صواريخ أمريكية سيثير غضب الصين، مما يعقد الدبلوماسية بين الجارتين المتشابكتين اقتصاديًا،  في ما يرجح أن تواجه طوكيو معارضة محلية حول مواقع الانتشار المحتملة، بما في ذلك في أوكيناوا، حيث يتركز حوالي 70% من القوات الأمريكية في البلاد.