سياسة دولية

جونسون يدعو لوقف "إدمان" النفط الروسي.. يزور الرياض وأبوظبي

جونسون: الغرب ارتكب خطأ فادحا عندما سمح لبوتين بـ"الإفلات" من ضم القرم وأصبحوا أكثر اعتمادا على موارد الطاقة الروسية- جيتي

أكدت صحيفة "الغارديان" أن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، يعتزم زيارة السعودية للضغط من أجل زيادة إنتاج النفط، وذلك وسط انتقادات تطال المملكة بعد إعدامها لمجموعة كبيرة من الأشخاص.

وأعربت مجموعة من النواب البريطانيين عن قلقهم العميق بعد إعدام السعودية 81 رجلا السبت الماضي، حيث وجه النائب كريسبين بلانت سؤالا عاجلا في مجلس العموم، قائلا فيه إن الحكم الأخير يمثل "أدنى مستوى جديد لحقوق الإنسان والعدالة الجنائية في المملكة".

وكذلك، دعا جوليان لويس، رئيس حزب المحافظين في لجنة المخابرات والأمن في مجلس العموم، الحكومة إلى التأكد من أنها في سعيها لاستبدال الطاقة من روسيا بنفط من السعودية، فإنها لا تخلق "اعتمادا على نظام آخر غير موثوق به وأحيانا معادٍ".

بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم جونسون: "تعارض المملكة المتحدة بشدة عقوبة الإعدام في جميع الظروف، وفي كل دولة، كمسألة مبدأ، ونحن نناقش بشكل روتيني قضايا حقوق الإنسان مع دول أخرى بما في ذلك السعودية، وسنثير إعدامات يوم السبت مع الحكومة في الرياض".

ودعا جونسون دول الغرب إلى وقف "إدمانها" على موارد الطاقة الروسية، معتبرا أن ذلك يسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"ابتزاز" العالم.

وكتب جونسون، الثلاثاء، في مقالة بصحيفة "ديلي تلغراف" أن قادة الغرب ارتكبوا "خطأ فادحا" عندما سمحوا لبوتين بـ"الإفلات" من ضم موسكو للقرم في 2014 وأصبحوا أكثر اعتمادا على موارد الطاقة الروسية. نتيجة لذلك "عندما استعد (بوتين) أخيرا لشن حربه الشريرة في أوكرانيا، أدرك أن العالم سيجد صعوبة بالغة في معاقبته".

وأضاف: "لا يمكن للعالم أن يخضع لهذا الابتزاز المستمر".

وتابع: "طالما أن الغرب يعتمد اقتصاديا على بوتين، سيفعل كل ما بوسعه لاستغلال هذا الاعتماد.. إذا استطاع العالم وقف اعتماده على النفط والغاز الروسي، يمكننا قطع الأموال النقدية عنه وتدمير استراتيجيته وتقليص حجمه".

 

اقرأ أيضا: الغارديان: معارضة لندن لبوتين لا تبرر توددها للسعودية

وأعلنت الولايات المتحدة، وهي من كبار منتجي الطاقة، حظرا على واردات النفط الروسي، وستحذو المملكة المتحدة حذوها، فيما وافق الاتحاد الأوروبي على القيام بالشيء نفسه "في أقرب وقت" على ما كتب جونسون، وأقر بأن وقف اعتماد الغرب على الطاقة الروسية "سيكون مؤلما".

وقال المتحدث باسم جونسون قبيل الزيارة إلى السعودية إن الحكومة "تريد خفض التقلبات والأسعار من أجل الأعمال التجارية البريطانية".

وبالعودة إلى مفاوضات النفط، ذكر تقرير آخر لصحيفة "الغارديان" أنه من المتوقع أن يزور جونسون الإمارات أيضا.

وأشار التقرير إلى أن "السعودية والإمارات لا يريدان زيادة إنتاج النفط لأن ذلك سيفكك اتفاقهما النفطي مع روسيا المعروف باسم أوبك +".

واعتبر التقرير أن العلاقات البريطانية مع الإمارات ليست بأفضل حالها، لا سيما أن لندن لم تسارع بإبداء تضامنها مع الدولة الخليجية حين تعرضت أبوظبي لضربات صاروخية من قبل الحوثيين، يناير الماضي.

وفي هذا السياق، نقل التقرير عن مصادر قوله: "قد تبدو مثل هذه الخطوات عادية لكنها ملحوظة (..) أحيانا تكون الرسائل السهلة البسيطة هي المهمة".

وعن موعد الزيارة، قال وزير الإسكان والمجتمعات البريطاني، مايكل غوف، إن جونسون سيكون في الرياض خلال أيام، دون أن يشير إلى الإمارات، بحسب ما أوردت صحيفة "ذا تايمز".

وذكرت الصحيفة أن جونسون سيسعى لدى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لحضه على المساهمة في تخفيف وطأة تداعيات العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية غزوها أوكرانيا، بعدما أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة حظر الواردات النفطية الروسية.

ولم يشأ متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية في اتصال مع فرانس برس، إعطاء أي تفاصيل حول مواعيد سفر جونسون للأيام المقبلة.

وأدت تداعيات العقوبات المفروضة على روسيا إلى ارتفاع أسعار البنزين ووقود الديزل في بريطانيا إلى مستويات قياسية، مما فاقم أزمة معيشية تواجهها الأسر مع ارتفاع تكلفة التدفئة.