حقوق وحريات

HRW: مصير مجهول لمئات الأطفال بعد أحداث "سجن غويران"

المنظمة الدولية طالبت قسد بالسماح فورا للمنظمات الإنسانية الدولية بزيارة المحتجزين- جيتي

قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن على "قوات سوريا الديمقراطية"، المسيطرة على مناطق شمال شرق سوريا، "ضمان المعاملة الإنسانية لجميع الرجال والفتيان الذين تم إجلاؤهم واستعادتهم من سجن الصناعة بمنطقة غويران"، مشيرة إلى أن مئات الأطفال ممن كانوا ضحايا تنظيم الدولة مصيرهم مجهول.

وطالبت المنظمة في تقرير لها، القوات الأمريكية والبريطانية الداعمة لـ"قسد" بتقييم مدى امتثال "قسد" لقوانين الحرب أثناء عمليات استعادة السجن واتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين أثناء عمليات البحث عن أعضاء تنظيم الدولة والمحتجزين الفارين.

 

وأشارت إلى أن "قسد" استعادت السيطرة الكاملة على السجن عقب معركة دعمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وأسفر ذلك عن مقتل أكثر من 500 شخص، ولفتت إلى أن السجن يضم 4 آلاف من الذكور المشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولة أو أفراد من عائلاتهم بينهم 700 فتى، معظمهم من سوريا والعراق والباقي من عشرات الدول الأخرى.


وقالت ليتا تايلر، المديرة المشاركة لقسم الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش: "بدأت قسد في إجلاء الرجال والصبية من السجن المحاصر منذ أيام، لكن لا يزال العالم غير قادر على معرفة عدد القتلى أو الأحياء منهم. على سلطات الاحتجاز في شمال شرق سوريا الخروج عن صمتها حيال مصير هؤلاء المحتجزين، بمن فيهم مئات الأطفال ممن كانوا ضحايا لداعش".

 

اقرأ أيضا: "NYT": أطفال سجن الحسكة ما كان يجب أن يكونوا هناك
 

وأضافت أنه على قسد السماح فورا للمنظمات الإنسانية الدولية بزيارة المحتجزين الذين تم إجلاؤهم أو استردادهم من سجن الصناعة وتقديم الرعاية الأساسية لهم. والإعلان عن عدد المحتجزين القتلى والجرحى ومن تم إجلاؤهم خلال معركة استعادة السجن، بمن فيهم الأطفال.

 

في منتصف معركة السجن، قال محتجزان أجنبيان لا يزالان داخل السجن لـ "هيومن رايتس ووتش" إن محتجزين عدة قُتلوا في الاشتباكات، بينهم أطفال. وقال معتقل كندي إنه يعتقد أن "عشرات" الأطفال قُتلوا، واصفا طفلا ينزف حتى الموت بين ذراعيه.

 

ذكر صبي أسترالي "17 عاما"، قال إنه أصيب في رأسه ويده في غارة لمروحية من طراز "أباتشي"، إنه يقدّر مقتل بين 15 إلى 20 طفلا على الأقل، بينهم صديقان في سن المراهقة قتلا أمام عينيه، على حد قوله.

 

قال رجل كندي محتجز وصف نفسه بأنه مواطن أمريكي "18 عاما" لـ "هيومن رايتس ووتش" إن الطعام ومياه الشرب والأدوية نفدت من الرجال والصبية داخل السجن أثناء الحصار.

 

وأكدت "هيومن رايتس ووتش" أن على قسد العمل مع مجموعات الإغاثة لإطلاع أفراد العائلات عما إذا كان أقاربهم في سجن الصناعة أحياء أم موتى أم مصابين. لم تسمع عائلات كثيرة عن أقاربها المسجونين منذ سنوات.

 

وتلقت المنظمة منذ 2019 عددا من الادعاءات من محتجزين أو أقاربهم أو محاميهم تفيد بأن "قسد" تسيء معاملة المحتجزين المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة، لكنها لم تتمكن من التحقق من صحة هذه المزاعم.

 

وأشارت إلى أن المحتجزين الأجانب في الصناعة هم من بين ما يقرب من 45 ألف رجل وامرأة وطفل، من نحو 60 دولة، "يعيشون ظروفا مهينة للغاية وغير إنسانية في كثير من الأحيان في شمال شرقي سوريا، كمشتبه بانتمائهم إلى تنظيم داعش"، موضحة أن الغالبية العظمى من هؤلاء هم من الأطفال الصغار المحتجزين مع أمهاتهم في معسكرات مغلقة.

 

وقالت المنظمة الدولية إن إعادة السيطرة على السجن لا تحل الأزمة الدولية الناجمة عن الاحتجاز التعسفي وغير محدد المدة لهؤلاء الأجانب، وعلى جميع الدول التي لديها مواطنون محتجزون في شمال شرق سوريا استعادة مواطنيها أو المساعدة في عودتهم لإعادة تأهيلهم أو إعادة دمجهم أو مقاضاتهم عند الاقتضاء.

 

وطالبت التحالف بقيادة الولايات المتحدة وهيئات "الأمم المتحدة" والدول المنخرطة في أزمة شمال شرق سوريا بالمساعدة في إعادة توطين المحتجزين الآخرين، وعقد الملاحقات القضائية لهم عند الحاجة في بلدان ثالثة إذا كانوا معرضين لخطر سوء المعاملة في بلدانهم الأصلية.

 

وشددت على إطلاق سراح كافة المحتجزين فورا ما لم يمثلوا أمام قاضٍ مستقل يمكنه البت في شرعية احتجازهم وضرورته، مضيفة أن الحكومات التي تساهم بنشاط في هذا الحبس التعسفي قد تكون متواطئة في الاحتجاز غير القانوني والعقاب الجماعي لآلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال الصغار.