سياسة تركية

عمدة إسطنبول يواجه تحقيقات بتوظيف متهمين.. وتراشق مع صويلو

قال صويلو إن عملية التفتيش في بلدية إسطنبول تحمل طابعا أمنيا- صحيفة جمهوريات

بدأت وزارة الداخلية التركية، عملية تحقيق بشأن مزاعم توظيف بلدية إسطنبول الكبرى عناصر محسوبة على منظمات إرهابية، فيما هاجم الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو متهما بفصل موظفين وتعيين موظفين "إرهابيين" بدلا منهم.

صويلو: القضية ليست سياسية


وفي تصريحات صحفية الاثنين، أكد وزير الداخلية سليمان صويلو، أن عملية التفتيش في بلدية إسطنبول تحمل طابعا أمنيا وليس لها أي أجندات سياسية.

صويلو قال في تصريح صحفي: "نحن نحارب الإرهاب في الجبال، ألن نحارب الإرهاب في المدن.. لقد قمنا بطرد أكثر من 50 ألف شخص كانوا يعملون في وزارة الداخلية لارتباطاتهم بالإرهاب؟".

وأضاف، أنهم وصلتهم بلاغات بأن هناك أشخاصا تم تعيينهم في بلدية إسطنبول لديهم ارتباطات ببعض المنظمات الإرهابية، قائلا: "البلدية هي مؤسسة عامة، والموظفون هناك لا يقومون بمهام تنظيف الأحياء وحسب، بل بعضهم قد يعمل في أقسام مهمة في البلدية".

وتابع، بأن القضية أمنية وليست سياسية، قائلا: "ليس لدينا عمل في بلديات أحد، نحن نكافح الإرهاب فقط".

إمام أوغلو: على صويلو الاستقالة


بدوره قال إمام أوغلو في مؤتمر صحفي عقده الاثنين: "يعطون أرقاما ويقولون إنهم إرهابيون ويبدأون التفتيش، أي تفتيش؟.. أنتم الوزارة إذا كان هناك إرهابيون فألقوا بهم بالسجن، والأشخاص الذين تم توظيفهم لديهم سجلات من وزارة العدل.. الداخلية فتحت تحقيقا بالمكان الخطأ، الجهة التي يجب أن تفتح تحقيقا هي وزارة العدل".

وزاد إمام أوغلو، بأنه يجب إجراء تحقيق مع وزارة الداخلية والوزير الذي إذا كان يقول بأن هناك إرهابيين ولم يقبض عليهم، "يجب اتخاذ الإجراءات فورا، وأنا كمواطن أدعو الرئيس أدروغان للقيام بواجبه بهذا الاتجاه.. صويلو لم يرد على الرسالة التي أرسلتها له ولم يقم بأي إجراء منذ 15 يوما، عليه فورا أن يستقيل، لأنه لم يقم بواجبه".

 

اقرأ أيضا: لماذا قرر أردوغان خوض الحرب على "الفائدة" قبل الانتخابات؟

الداخلية: إجراء تفتيش 


والأحد، قالت وزارة الداخلية التركية في بيان، إنها بدأت عملية تفتيش خاصة تشمل هياكل بلدية إسطنبول الكبرى، بعد بلاغ بأن بعض الموظفين الذين تم تعيينهم بالبلدية والشركات التابعة لها، منهم 455 ينتمون إلى اتحاد المجتمع الكردستاني/ منظمة العمال الكردستاني، و80 إلى منظمة جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري، و20 من الحزب الشيوعي التركي، واثنان من الحزب الشيوعي الماوي، بجانب آخرين من منظمة غولن ومنظمات إرهابية أخرى.

وأشارت إلى أن لائحة الاتهام التي أعدها الادعاء العام في إسطنبول، والتي تتضمن مزاعم بأن هناك أشخاصا تم تعيينهم مرتبطين بمنظمة العمال الكردستاني، من خلال جمعية "دييدر" (جمعية التضامن مع علماء الدين والتي تم تأسيسها في ديار بكر)، مشمولة أيضا بعملية التفتيش.

ردود فعل


وردا على بيان الداخلية التركية، كتب رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو تغريدة في حسابه على "تويتر"، أشار فيها إلى أنه يقف إلى جانب الموظفين في البلدية والبالغ عددهم 86 ألفا، وأنه لن يسمح بظلمهم.

بدوره هاجم زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تغريدة في حسابه على "تويتر"، واصفا إياه بـ"الشخص الذي في القصر"، متسائلا: "هل تحضّرون شيئا لإسطنبول؟".

فيما كتب المتحدث باسم بلدية إسطنبول مراد أونغون تغريدة قال فيها: "بعد هذه الساعة رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو أمانة بيد الشعب"، وردت رئاسة البلدية في بيان، بأن "وجود أشخاص ينتمون لمنظمات إرهابية يحصلون على وظائف عامة هي مشكلة وزارة الداخلية وليست مشكلتنا"، نافية في الوقت ذاته تعيين أشخاص ينتمون إلى منظمات إرهابية.

وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاغ "Kayyum"، في إشارة إلى إجراء متبع لدى وزارة الداخلية التركية يعني عزل رئيس البلدية وتعيين شخص آخر غيره من خلالها، إذا ثبت أن رئيس البلدية متورط بقضايا تتعلق بالإرهاب أو الفساد.

اقرأ أيضا: لماذا هاجم أردوغان جمعية رجال الأعمال الأتراك "توسياد"؟

وكان وزير الداخلية سليمان صويلو، أثناء مناقشة الميزانية في البرلمان التركي، ذكر أن بلدية إسطنبول الكبرى بعد فوز إمام أوغلو برئاستها قامت بتعيين أشخاص يشتبه بانتمائهم لمنظمات إرهابية.

وقال صويلو، إن إمام أوغلو قام بتوظيف 33 ألف شخص، 12 ألفا منهم أجرت وزارة الداخلية تحقيقا بشأنهم، مشيرا إلى أن عددا منهم لديه سوابق بالعمل في منظمات إرهابية.

ونشرت صحيفة "صباح" خلال الأيام الماضية، وبالأسماء ما يثبت علاقة موظفين بمنظمات مثل العمال الكردستاني وغولن وحزب التحرير الشعبي.

والجمعة الماضي، كشف إمام أوغلو أنه قام بإرسال رسالة إلى وزير الداخلية التركي، والرئيس أردوغان بشأن الادعاءات.

أردوغان: بدون خجل أرسل لي مكتوبا


وأمس الأحد، قال الرئيس التركي، إن بعض المعطيات تقول 13 ألفا و500، وأخرى 15 ألفا تم فصلهم من عملهم في البلدية، وتعيين بدلاء عنهم ينتمون إلى منظمات إرهابية، والآن بدون خجل يرسل لي مكتوبا يقول فيه إنه لا يوجد شيء من هذا القبيل.

وأضاف أن حزب الشعب الجمهوري كانوا يقولون إن "الاقتراض لإسطنبول خيانة"، لكنهم زادوا ديون البلدية من 23.5 مليار ليرة إلى 61 مليار ليرة دون القيام بأي عمل أو إنجاز، وعلى ما يبدو أن هذا الرقم سيزيد إلى 100 مليار ليرة حتى عام 2024، واصفا أن ما يجري "خيانة لتركيا وإسطنبول".

وقال أردوغان، إنه قبل الانتخابات المحلية، قطعوا وعد شرف بأنه لن يتم طرد أي شخص من البلديات التي سيفوزون بها، "لقد كان وعد الشرف هذا مثل الوعود الأخرى.. كلها كاذبة".