صحافة إسرائيلية

خلافات بعد إحالة "مكافحة الإرهاب" للوحدة الشرطية "يمام"

قرار بينيت يثير من جديد حالة التشاجر مع سرية هيئة الأركان العامة- الأناضول

شكل إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت عن الوحدة الشرطية "يمّام" بأنها باتت مخصصة للسيطرة على تخليص الرهائن ومكافحة "الإرهاب"، تحولا حقيقيا في مهامها الأمنية والعسكرية الخاصة، ومنحها مكانة متقدمة بين باقي الوحدات النخبوية في جيش الاحتلال، وربما جاء القرار في ضوء المهام التي أنجزتها هذه الوحدة بخاصة بين سواها من الوحدات الخاصة.


في الوقت ذاته، أدى القرار إلى إحياء التنافس بين الوحدة الشرطية "يمام" وسرية هيئة الأركان العامة، في ضوء تشابه مهامهما الميدانية والقتالية، وفيما يصر جهاز الأمن العام- الشاباك على العمل فقط مع سرية هيئة الأركان، وليس مع "اليمام"، فإن ذلك قد يلقي بظلاله السلبية على عمل الوحدة من خلال النتائج المتوقعة على أرض الواقع.

 

نينا فوكس الخبيرة العسكرية الإسرائيلية ذكرت في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "قرار بينيت بالاعتراف بوحدة مشاة الشرطة كوحدة وطنية لمكافحة "الإرهاب"، يثير من جديد حالة التشاجر مع سرية هيئة الأركان العامة التي حازت منذ سنوات طويلة على هذا اللقب والتوصيف بالذات، في ضوء عشرات المهام الخاصة التي نفذتها، بدءًا باحتجاز خلية فلسطينية لأكثر من مائة طالب وعشرة مدرسين في مستوطنة معلوت بمدينة صفد كرهائن، رغم أنها منيت حينها بإخفاق كبير".


ونقلت عن الجنرال شاحار أرغمان قائد الدورية السابق أنه "بعد تلك "الكارثة"، أدركت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن هناك فرقًا بين إنقاذ الرهائن في منطقة صديقة، والعمليات الخاصة في قلب مجموعة من السكان الأعداء، لذلك تقرر إنشاء وحدة مدنية لمكافحة "الإرهاب" لتطوير أساليب قتالية خاصة مصممة خصيصًا لذلك، فيما أشار المفوض السابق للشرطة آساف حيفتس أن التنافس بين الوحدتين بدأ عملياً عند وقوع حادثة الحافلة 300 عام 1985، حين اختطف مسلحون فلسطينيون حافلة في طريقها من تل أبيب إلى عسقلان، حينها تجلت التوترات بين الوحدتين".

 

اقرأ أيضا: ما حقيقة فشل وحدة "يمام" الإسرائيلية في اشتباكات جنين؟

بعد عقد تقريبًا، عادت المنافسة بين الوحدتين الخاصتين للظهور بعد اختطاف "حماس" للجندي نحشون فاكسمان في أكتوبر 1994 في القدس، واحتجزته ستة أيام للمطالبة بالإفراج عن أسراها، لكن قائد دورية هيئة الأركان قتل خلال محاولة إنقاذه، واستقرت الرصاصة في حلق فاكسمان، وبالتالي فقد فشلت العملية.. ورغم غطرسة إيهود باراك قائد هيئة الأركان في حينه بزعمه أن "لدينا كل شيء"، فإن العملية فشلت.


يمكن الحديث عن تكرار إخفاقات وحدة هيئة الأركان العامة، ما أدى لإحباط كبير في أوساط المؤسسة العسكرية، بما في ذلك القيادة العليا للجيش الإسرائيلي، رغم أن فشلها يعني تحملا للمسؤولية من قبل كل الجيش، فالجميع متورطون، بسبب عدم توفر خطط عمل ناجحة وعملية، مع ظهور استثناء يتعلق بما ذكره قائد الوحدة السابق دورون أفيتال يتمثل في اختطاف مصطفى الديراني القائد في حزب الله من قلب بيته في جنوب لبنان، وانتهت العملية تقريبا بدون سقوط خسائر.


على صعيد وحدة "يمام" التابعة للشرطة الإسرائيلية، فإن أرشيف عمل لتوثيق أنشطة حركة حماس العسكرية في الضفة الغربية يشير إلى أن هذه الوحدة تنفذ 300- 400 عملية مكثفة في السنة، ما يعني تنفيذ عملية واحدة يومياً، طبعا بالتنسيق بين جهاز الأمن العام- الشاباك والجيش.


ويتداول الإسرائيليون ما يعتبرونه السؤال الكبير، الذي لا توجد إجابة قاطعة عنه حتى الآن، وهو ماذا يعني الإعلان الفعلي عن هذه الوحدة؟ وما إذا كان ينهي التنافس بين وحدتي النخبة في المؤسسة العسكرية والشرطية الإسرائيلية.. مع العلم أن الإجابات تعتمد إلى حد كبير على هوية كبار قادتها وضباطها، ومعظمهم ما زالت أسماؤهم في الضباب، وفي الوقت ذاته فإن السلوك سيبقى كما كان من قبل، باستثناء تفضيل اختيار الجيش الإسرائيلي للتعامل مع الأحداث الأمنية والعسكرية داخل إسرائيل، وليس الوحدة الشرطية.