سياسة تركية

3 مقترحات تركية لحل ملف "أف35".. هل تقبل واشنطن؟

عقد الجانبان التركي والأمريكي في أنقرة مباحثات لحل خلاف قضية "أف35"- جيتي

قدمت تركيا ثلاثة مقترحات إلى الوفد الأمريكي الذي أجرى مباحثات في أنقرة بشأن حل الخلافات الناجمة بين البلدين بسبب برنامج المقاتلة "أف35".

 

وأمس الخميس، قالت وزارة الدفاع التركية، إنها عقدت اجتماعا مع نظيرتها الأمريكية لبحث الخلاف في ملف طائرات "أف35" والقضايا المالية المتعلقة بها.

 

ومن المقرر أن يعقد الجانبان خلال الأشهر المقبلة اجتماعات أخرى في واشنطن، فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أروغان أنه سيبحث الفضية مع نظيره الأمريكي جو بايدن في مدينة غلاسكو بأسكتلندا، حيث سيجتمع زعماء من حول العالم في الدورة الـ26 لمؤتمر المناخ.

 

ثلاثة مقترحات لإنهاء الملف

 

صحيفة "حرييت" كشفت أن تركيا اقترحت عودتها إلى برنامج المقاتلات "أف35" والذي تم استبعادها منه بإجحاف، أو تسليمها 6 مقاتلات "أف35، أو تزويدها بـ"40 مقاتلة أف16"، وتحديث 80 مقاتلة بدلا من مبلغ 1.4 مليار دولار الذي دفعته سابقا.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن حزمة المقاتلات "أف16" تقدر قيمتها بـ"7 مليار دولار أمريكي".

 

تشاووش أوغلو يتحدث عن خيارات أخرى.. وأعضاء بالكونغرس يحذرون

 

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في حوار أمس على قناة "سي أن أن" التركية، إن لدى بلاده خيارات أخرى إذا فشلت المباحثات مع الولايات المتحدة.

 

وحث 11 عضوا في الكونغرس في رسالة إلى الرئيس بايدن، على عدم بيع مقاتلات "أف16" لتركيا أو معدات، معربين عن ثقتهم بأن الكونغرس سيعرقل أي صفقة محتملة.

 

اقرأ أيضا: تركيا وأمريكا تبحثان حل الخلافات بشأن برنامج "أف35"
 

وجاء في الرسالة: "نثق أن الكونغرس سيقف صفا واحدا لمنع أي من هذه الصادرات في حالة مضي هذه الخطط قدما، لكن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل نقل أي عتاد عسكري متطور لحكومة تركيا في هذا التوقيت".

 

وحول الرسائل التي كتبها بعض أعضاء الكونغرس، قال تشاووش أوغلو: "نرى أن هناك مجموعات ضغط (لوبي) وراء هذا الموقف. لا تزال مجموعات الضغط المناهضة لتركيا فعالة".


وتابع: "لكن موقف البيت الأبيض مهم للغاية. إذا كنتم ستخطون خطوة حول موضوع ما بما في ذلك بيع منتجات الدفاع لبلد ما، فإن مهمتكم هي إقناع الكونغرس. وإذا ما وافقت الإدارة الأمريكية فإنها ستقنع الكونغرس".

 

وأعطى تشاووش أوغلو إشارات إلى إمكانية لجوء تركيا لشراء المقاتلات الروسية "Su-35" و" Su-57" إذا فشلت المباحثات بشأن المقاتلات الأمريكية.

 

هل تقبل الولايات المتحدة المطالب التركية؟

 

الأكاديمي التركي شاغري إرهان، استبعد إعادة إدراج تركيا ضمن برنامج المقاتلات "أف35" على المدى القريب بسبب موقف الكونغرس والإدارة الأمريكية تجاه تركيا، واشتراط تخلي أنقرة عن منظومة "أس400".

 

وأضاف في مقال على موقع "HABER 7" أن المباحثات بين البلدين تنصب على مبلغ 1.4 مليار دولار التي دفعتها تركيا في مشروع "أف35".

 

وجرى الحديث عن أن الجانب الأمريكي عرض على تركيا إعطاءها مقاتلات "أف16 نسخة محدثة مع تحديث المقاتلات التي بحوزتها، ولم تدحض هذه الرواية السلطات الأمريكية كما يقول الكاتب الذي استبعد أن يكون الطرح قد نقل إلى أنقرة عبر شخص في إدارة بايدن".

 

وأوضح أن القانون الأمريكي، ينص على موافقة مجلس النواب على كافة صادرات الأسلحة التي تتجاوز قيمتها الـ50 مليون دولار، لأنه وفقا لقانون الولايات المتحدة فإن موافقة مجلس النواب مطلوبة لجميع أنواع صادرات الأسلحة التي تبلغ قيمتها 50 مليون دولار، وعليه فإن أي حراك من أي شخص في إدارة بايدن بغرض كسب المال لشركات الأسلحة الأمريكية، سيجعل مجلس النواب قد يكون عقبة أمام عملية البيع وفي أفضل الأحوال يوافق عليها بشروط.

 

اقرأ أيضا: أردوغان: سأناقش ملف "أف35" مع بايدن في غلاسكو
 

ورأى البروفيسور التركي، أنه حتى وإن رغبت الإدارة الأمريكية في بيع تركيا أي نوع من الأسلحة،فلا يمكن تجاوز عقبة الكونغرس الأمريكي.

 

وإذا أرادت أنقرة استرداد أموالها، فإنه يمكنها أن تطلب المبلغ بطرق أخرى ولكن ليس كسلاح، بحسب الكاتب التركي الذي أشار على سبيل المثال إلى أنه يمكن شطب المبلغ من ديون مختلفة للحكومة الأمريكية.

 

تركيا يجب أن تتصرف وفقا لقواعد السياسة الأمريكية.. 3 شروط

 

وأوضح أن أنقرة إذا أرادت شراء مقاتلات لأنها بحاجة ماسة لها في القوات الجوية التركية، وليس لأنها ترغب باسترداد أموالها، فعليها التصرف وفقا لقواعد السياسة الأمريكية، وما ينسجم مع المصالح الأمريكية الداخلية والخارجية، وذلك يتحقق بثلاثة شروط..

 

وأشار إلى أن الطلب التركي يجب أن يتوافق في رغبتها مع الخطط الحيوية الأمريكية على صعيد الاستراتيجية العالمية أولا، وأن تكون في موقع دولة تسهم في تحقيق إنجاز على صعيد الأهداف السياسية الداخلية للرئيس الأمريكي ثانيا، وأن يكون لها تأثير لدى جماعات الضغط المؤثرة على السلطتين التنفيذية والتشريعية ثالثا، وإذا تحققت هذه الشروط الثلاثة فإنه من السهل الحصول على ما تريده أي دولة من واشنطن.

 

ولفت إلى أنه بالنسبة لتركيا، لا يوجد لها جماعات ضغط فاعلة في واشنطن، والأتراك المقيمون في الولايات المتحدة مجزأون وليس لديهم أي تأثير في السياسة الأمريكية، وفي مقابل ذلك تتواجد اللوبيات مثل "الأرمينية" و"جماعة غولن" وغيرها في الطرف المضاد لتركيا، وعليه فإن التعاون مع أنقرة قد يتسبب في خلق مشاكل للسلطات الأمريكية داخليا.

 

كما أنه على رأس الأهداف السياسية لإدارة بايدن مكافحة الوباء والأزمة الاقتصادية، وليس لديه هدف واضح في سياسته الخارجية حتى في التعامل مع الصين وإيران.

 

اقرأ أيضا: أردوغان يأمر بإعلان سفراء 10 دول أشخاصا غير مرغوب فيهم
 

وتعد الديمقراطية وحقوق الإنسان من ضمن الأولويات التقليدية لبايدن وحزبه الديمقراطي، التي لا تمنعها من التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وكان بارزا ذلك في موقف السفارة الأمريكية في أنقرة في قضية "عثمان كافالا"، وعليه فإنه كما يرى البروفيسور التركي فإن تركيا لا تعني الكثير بالنسبة لسياسة الإدارة الأمريكية.

 

ولكن بالنظر إلى مكانة تركيا في الاستراتيجية الأمريكية الكبرى، فإنه يبدو أن التعاون الوثيق مع أنقرة يعد حاجة أمريكية بخلاف النقاط السابقة، وإذا كان الهدف الأهم للولايات المتحدة على نطاق عالمي هو تحييد الصين، فسيكون من مصلحتها تعزيز علاقات تحالفها مع دول بما في ذلك تركيا من أجل إيقاف الصين على المحور الأوراسي-الأفروآسيوي، كما يشير الكاتب.

 

لكن السلبيات في الشرطين الآخرين تلقي بظلالها على مكانة تركيا حتى في الاستراتيجية الأساسية للولايات المتحدة.