حقوق وحريات

طفل فلسطيني مصاب بالسرطان يروي لحظة اعتقال والده (صور)

الطفل أحمد (11 عاما) رفض الخضوع لجلسة الكيماوي حزنا على والده- الأناضول

"أريد أن يكون أبي معي في علاجي"، بهذا صرخ الطفل الفلسطيني أحمد القواسمي (11 عاما) باكيا، بعد اعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي والده حجازي (38 عاما) فجر الثلاثاء.

ويتلقى أحمد علاجا كيماويا، لإصابته بمرض سرطان العظام، وأُجريت له عملية استئصال لجزء من عظم رجله اليمنى.

وأظهرت صورة، تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وداع الأب حجازي القواسمي، لنجله "أحمد"، بقبلة على جبينه، خلال اعتقاله من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي صباح الثلاثاء.

وتُظهر الصورة، القواسمي الأب، وهو برفقة ثلاثة من أطفاله؛ يحمل أحدهم بذراعه اليسرى، ويضع يده اليمنى على رأس طفله "أحمد" الذي فقد شعره بسبب جرعات العلاج الكيماوي، بينما يستلقي بلا حول ولا قوة على أريكة، طابعا على جبينه "قُبلة"؛ في حين ترقب الطفلة الثالثة والدها وهو يودع أخاها المريض.

 



وعن لحظة اعتقال والده، يقول أحمد إنه فوجئ بقوة عسكرية تقتحم منزلهم فجرا، وتطلب من والده تحضير ملابسه للاعتقال، حسبما ذكر لوكالة الأناضول التركية.

ويضيف: "ودعني بابا وقال لي: إن شاء الله برجع (سأعود) ما بطوّل (لن تأخر) عليك، لا تقلق".

ويستذكر أحمد آخر كلمات والده لحظة اقتياده: "سألني والدي كيف المعنوية؟ إن شاء الله قوية؟".

وعن مرضه قال الطفل: "أنا بأخذ علاج كيماوي، وبحب يكون والدي معي، ذهبت إلى تركيا وأُجريت لي عملية، ومُنع والدي من مرافقتي، عدت إلى الخليل والآن يُعتقل والدي، ما لحقت أشوفه، أخذوه".

لم يستطع أحمد أن يتمالك نفسه، فبكى، ثم قال: "رسالتي للناس: ما تستهينوا بالأب، لأنه أكثر شخص يحبنا (...) لازم يكون الأب دوما مع ابنه".

وعاد الطفل "أحمد" يبكي من جديد، ثم اعتذر عن إكمال الحديث.

 



توتر وقلق

من جهتها، تشير والدة أحمد، بيان النتشة، إلى أن ابنها، يعيش حالة نفسية صعبة، جراء اعتقاله والده.

وتضيف: "يعيش أحمد حالة من التوتر والقلق على والده (..) أحمد استيقظ على قوة عسكرية اعتقلت والده وهو بأمس الحاجة له".

وذكرت أن طفلها متعلق بوالده بدرجة كبيرة، مضيفة أن اعتقاله "ترك له فراغا كبيرا (..) منذ الصباح  وهو يبكي".

وأشارت إلى أن أحمد رفض الذهاب لتلقي جلسة علاج كيماوي، كانت مقررة له الثلاثاء، في مستشفى المُطّلع بمدينة القدس بسبب اعتقال والده".

وتشير إلى أن أحمد يسألها: "لماذا يُعتقل والدي؟ أنا مريض لماذا يأخذونه مني؟".

ولفتت إلى أن مناعة طفلها، تصل إلى الصفر لخضوعه للعلاج الكيماوي، وتقول إن وجود الأب عامل ضروري للاعتناء به في حال ساءت حالته الصحية.

وختمت والدة أحمد حديثها بالقول: "رسالتي للعالم: يكفي هذا الظلم، طفل يعالج بالكيماوي يُنتزع منه سر أمانه وحبّه؟".

والمعتقل حجازي القواسمي، أسير سابق، أمضى ما مجموعه 8 سنوات في السجون الإسرائيلية، وهو شقيق لشهيدين هما أحمد ومراد القواسمي.

وتعرض أشقاؤه للاعتقال في السجون الإسرائيلية، وما زال اثنان منهم رهن الاعتقال ومحكومان بالسّجن المؤبد، وهما حسام وحسين القواسمي.