سياسة عربية

هل تنهي خارطة الحل الروسية التصعيد في درعا؟

درعا اهالي درعا البلد يفرون من تصعيد قوات الاسد سوريا الانضاول
جددت قوات النظام السوري قصفها المتقطع لأحياء "درعا البلد"، وذلك رغم التوصل لاتفاق نار بين ثوار درعا والنظام برعاية وضغط روسي، ما يؤشر وفق عدد من المراقبين تحدثت إليهم "عربي21"، إلى استحالة التزام النظام ومن خلفه المليشيات المدعومة من إيران، بالاتفاق.

وكانت لجان درعا المركزية، قد أكدت موافقتها على خارطة الحل التي قدمها الجانب الروسي، التي تتضمن وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين، تجري خلالها مفاوضات إضافية لتشكيل لجنة مؤلفة من الجهات المعنية بتنفيذ الاتفاق، لمتابعة حل الإشكالات طيلة فترة التفاوض.

وأوضحت أن الاتفاق تم على تسيير دوريات عسكرية روسية في محيط درعا البلد لمراقبة وقف إطلاق النار ومعاينة الوضع ميدانيا، إلى حين انتهاء اللجنة الأمنية التابعة للنظام من تسوية أوضاع المقاتلين المطلوبين للنظام السوري داخل درعا البلد، على أن يتم تهجير رافضي هذه التسوية إلى الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة السورية.

والسؤال.. هل يلتزم النظام وإيران ببنود هذا الاتفاق، بعد أن حقق النظام الجزء الأكبر من مطالبه، وخصوصا تثبيت نقاط عسكرية وأمنية جديدة ضمن أحياء درعا البلد تابعة للفرقة 15 وفرع الأمن العسكري، أم إن النظام سيعاود مدعوما بمليشيات إيران خرق الاتفاق؟

هدوء مؤقت

المحلل السياسي، الدكتور نصر فروان من درعا، يعتقد أن روسيا نجحت في تهدئة التوتر في درعا، ويقول لـ"عربي21": "على المدى القريب، الأزمة تتجه إلى الانحسار... لكن ذلك لا يعني أن الهدوء سيدوم طويلا، وسيبقى الجنوب السوري على صفيح ساخن، إلى حين التوصل إلى حل جذري ونهائي".

ويعزو ذلك، إلى الصراع على النفوذ بين إيران والنظام من جهة، وبين روسيا من جهة أخرى، بحيث يسعى الأسد وحليفته إيران للالتفاف على أي مبادرة من شأنها تهدئة الوضع الميداني، مضيفا: "تسعى إيران حاليا إلى الانقلاب على المسارات السياسية، وفي مقدمتها أستانا، باستخدام كل الوسائل".

ويضيف فروان، أن النظام يريد استدامة حالة عدم الاستقرار في كل سوريا، في حين تحاول روسيا فرض الاتفاقات عليه، ويتضح ذلك من خلال سعي موسكو على مدار الشهرين الماضيين إلى فرض حل يضمن عدم نشوب صراع مفتوح في الجنوب السوري.


وعلى النقيض، شكك الناشط الإعلامي أبو البراء الحوراني، من درعا، بمدى جدية الاتفاق على فرض الهدوء في درعا، قائلاً لـ"عربي21": للآن يواصل النظام استهداف أحياء درعا البلد بقذائف الدبابات، والهاون.

ووفق الحوراني، فقد وصلت القوات الروسية إلى حاجز السرايا، وقامت بنقل عدد من النساء من حي "درعا البلد" إلى "درعا المحطة"، في إجراء الهدف منه إظهار روسيا على أنها نجحت في فرض الاتفاق.

اتفاق هش

وقال الناشط الإعلامي، إنها لم تحقق إيران أو النظام أي مكسب من التصعيد الأخير، باستثناء المكاسب الإعلامية، وبذلك لن يلتزم النظام بهذا الاتفاق الهش.

بدوره، اعتبر الناشط الإعلامي عبد العزيز الخطيب، أن إيران تبدو غير راضية عن الاتفاق، بدلالة قصفها أحياء درعا البلد بعد توقيع الاتفاق، مشيرا إلى التزام ثوار درعا بالتهدئة.

وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد الخطيب أن الاتفاق ينهي المشروع الإيراني الهادف إلى التمدد في منطقة درعا البلد القريبة من الحدود الأردنية.

الاتفاق دخل حيز التنفيذ

في هذا الوقت، أعلن الناطق الرسمي للجنة درعا المركزية، عدنان المسالمة في بيان وصل لـ"عربي21" ليل الأحد، عن بدء تنفيذ الاتفاق بحضور ممثل نائب رئيس المركز الروسي، وممثل لجنة درعا المركزية، وممثل الأجهزة الأمنية.

وقال البيان، إن الممثلين أعدوا قوائم بالأسماء التي تمت تسوية أوضاعها، وكذلك لائحة بأسماء غير الراغبين بالتسوية، مؤكداً أن الاتفاق تم على تأمين حافلات للراغبين بالخروج من درعا.