سياسة تركية

هل يمهد لقاء أردوغان-بايدن لعهد جديد بين أنقرة وواشنطن؟

يلتقي الرئيس التركي بنظيره الأمريكي اليوم في بروكسل- جيتي

تتجه الأنظار، الاثنين، إلى الاجتماع المرتقب بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن في بروكسل، بأول لقاء بين الزعيمين منذ تولي بايدن إدارة البيت الأبيض.

يأتي اللقاء، حاملا معه مجموعة من الأزمات الكبيرة والمعقدة بين تركيا والولايات المتحدة، راكمتها السنوات الماضية، ولعل أبرزها موقف بايدن من السلطات التركية، واعترافه بما يسمى "الإبادة الجماعية للأرمن"، والموقف الأمريكي من شراء أنقرة لمنظومة "أس400" الروسية وعقوبات "كاتسا" المفروضة على تركيا، والدعم الأمريكي للفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني، وصولا برفض واشنطن تسليم فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف خلف محاولة الانقلاب بالبلاد.

 

ويرى مراقبون أن اللقاء لن يوجد حلا سحريا للمشاكل العالقة والمتراكمة بين تركيا والولايات المتحدة، لكنه يعد مهما كونه الأول بين أردوغان وبايدن بعد وصول الأخير إلى البيت الأبيض كرئيس.

 

الرئيس التركي، أكد أنه سيبحث مع بايدن الكثير من القضايا، معربا عن تطلعه لرؤية نهج غير مشروط من الولايات المتحدة يعزز اتحاد الناتو وتضامنه.


وقال إن هناك العديد من القضايا المطروحة على الطاولة مع الولايات المتحدة حيال الصناعات الدفاعية وأهمها ملف مقاتلة "أف35"، معربا عن أسفه لعدم إيفاء واشنطن بتعهداتها بخصوص المقاتلات رغم إيفاء تركيا بالتزاماتها في هذا الشأن.

 

اقرأ أيضا: ما المقترح الأمريكي لتركيا حول "أس400".. هل وافقت عليه؟

وحول توصيف بايدن أحداث 1915 بـ"الإبادة" بحق الأرمن، عبر الرئيس التركي عن استياء بلاده قائلا: "هذه المقاربة أزعجتنا بشكل كبير، ولا بد من التطرق إليها (خلال الاجتماع مع بايدن)".

 

وتعد إحدى القضايا المطروحة على الطاولة بين أردوغان وبايدن، هي كيفية ضمان الأمن والاستقرار في أفغانستان بعد انسحاب الولايات المتحدة من هناك.

 

ويرى مراقبون، أن هذه المسألة قد تكون وسيلة مهمة في إصلاح العلاقات التركية الأمريكية.

 

الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، في مقال على صحيفة "حرييت" يرى أن هذا اللقاء له تأثيراته المستقبلية على العديد من المجالات بدءا بالسياسة الخارجية إلى الاقتصاد.

 

ورأى أن تركيا بحاجة لتغيير شكل المحادثات مع رؤساء الولايات المتحدة، والتي استندت على مناقشة الأزمات بشكل دائم، دون التطرق إلى مسألة تطوير العلاقات المبنية على النوايا الحسنة بين البلدين.

 

وأضاف أن المطلوب إنشاء شكل جديد للعلاقة بين البلدين، مع إعطاء الأولية للفرص، وليس الأزمات، مشيرا إلى أن هذا النموذج طبقه الرئيس التركي الأسبق تورغوت أوزال مع نظيره الأمريكي بوش، حيث خرجت العلاقات من مربع الأزمات العسكرية واكتسبت بعدا اقتصاديا.

 

وشدد على أن تركيا بحاجة لنقلة نوعية في علاقتها مع الولايات المتحدة، لاسيما أنها وصلت إلى طريق مسدود، لافتا إلى أن أردوغان نجح في وقت سابق في إقامة علاقات جيدة للغاية مع واشنطن والاتحاد الأوروبي.

 

وتابع بأن بايدن سيحكم الولايات المتحدة لسنوات عدة، ومن المعروف أنه ليست لديه مواقف إيجابية تجاه تركيا، فقد تحدث سابقا عن الانقلاب على أردوغان عبر الانتخابات.

 

وأضاف، أن الولايات المتحدة لا تستطيع تجاهل الرئيس التركي، على الصعيد الدولي، والدعم الشعبي القوي له.

 

ورأى أن اجتماع الزعيمين فرصة لإقامة علاقات جديدة بين أنقرة وواشنطن، للتحرر من قبضة موسكو، كما أنه يمكن لتركيا التي تحسن علاقاتها مع العالم الغربي، أن تحقق قفزة جديدة في المجال الاقتصادي.

 

الكاتبة التركية حليمة كوكجي، قالت في مقال على صحيفة "ستار"، إن تركيا استنفدت كافة المجالات على صعيد العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة طوال السنوات الماضية، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط.

 

اقرأ أيضا: أردوغان يهاجم مواقف بايدن ويتحدث عن العلاقة مع مصر
 

واستبعدت الكاتبة إمكانية عودة العلاقات بين البلدين كما كانت سابقا، لا سيما بعد الحراك التركي ضد منظمة "غولن" التي تعد جهازا استخباراتيا أمريكيا سريا، وبعد صد محاولة الانقلاب في 15 تموز/ يوليو، ومواجهة المخططات الأمريكية من خلال وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، والسياسة التركية تجاه قره باغ وليبيا وشرق المتوسط.

 

وأشارت إلى أنه لا يمكن توقع شيء جديد من بايدن الذي أظهر موقفه تجاه تركيا باستخدام عبارة "الإبادة الجماعية" في 24 نيسان/ أبريل الماضي.

 

واستدركت، بأنه رغم الأزمات بين البلدين، إلا أن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة مهمة للغاية، مشيرة إلى أهمية وضع الملفات على الطاولة، ومناقشة ما يمكن فعله.