ملفات وتقارير

فلسطينيون يناشدون سفارتهم بالتدخل لإطلاق سراح معتقلين بسوريا

يقبع في سجون ومعتقلات النظام السوري حالياً نحو 2000 معتقل فلسطيني- جيتي

في خطوة تهدف إلى إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في سجون النظام السوري، دعا ناشطون فلسطينيون، سفير بلادهم لدى نظام الأسد، سمير الرفاعي، إلى المطالبة بالكشف عن مصيرهم، وإطلاق سراحهم.


وذكرت "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا"، أن الناشطين طالبوا الرفاعي المُعين حديثا، من خلال رسالة تم إيصالها إليه، بتحمل مسؤولياته تجاه المعتقلين الفلسطينيين، والاستفادة من العلاقات الجيدة بين السلطة الفلسطينية والنظام السوري.


وكانت السلطة الفلسطينية قد عينت في أواخر أيار/مايو الماضي، سمير الرفاعي، سفيراً لها في دمشق، خلفا للسفير الفلسطيني السابق، محمود الخالدي، الذي توفي في نيسان/أبريل الماضي، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا.


ويقبع في سجون ومعتقلات النظام السوري حالياً، نحو 2000 معتقل، وفق المنسق العام لـ"تجمع مصير" الفلسطيني السوري، المحامي الفلسطيني أيمن أبو هاشم.


وأكد لـ"عربي21" أن النظام اعتقل منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011، أكثر من 12 ألف فلسطيني، أفرج عن القسم الأكبر منهم، وقضى منهم تحت التعذيب أكثر من 600 معتقل، وبقي منهم للآن، نحو 2000 معتقل.

 

اقرأ أيضا: محمود عباس يهنئ بشار الأسد "بانتخابه" لولاية رئاسية جديدة

وعن احتمالية تجاوب السفير الفلسطيني مع المطالب بالتحرك للإفراج عن المعتقلين، قلل أبو هاشم من حظوظ ذلك، معتبرا أن "السفير الفلسطيني لا يستطيع التدخل في ملفات يعتبرها نظام الأسد أمنية".


وأبعد من ذلك، يرى المحامي الفلسطيني أن النظام السوري لا يقيم أي وزن للسفير ولا للسلطة الفلسطينية، ويقول: "يتعاطى النظام السوري مع السلطة وفق منطق الإملاءات، وليس وفق الاحترام المتبادل بين الدول"، بحسب تعبيره.


وبحسب أبو هاشم، فإن ملف المعتقلين الفلسطينيين ليس ضمن أجندات وأولويات السفير الفلسطيني لدى النظام السوري، ويردف: "المطروح هو القضايا المصلحية، وليس مصلحة الفلسطينيين وتحسين أوضاعهم في سوريا".


ومثل أبو هاشم، قال عضو "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا"، الكاتب السياسي ماهر الشاويش: "لست متفائلا في ما يتعلق بتدخل السفير الفلسطيني الجديد بملف المعتقلين الفلسطينيين في سوريا، لا سيما أنه على اطلاع كامل بالمعلومات المتعلقة بهم، وبعضهم كان من موظفي السفارة".


وأضاف الشاويش لـ"عربي21" أنه رغم مأساوية هذا الملف وتبعاته على المعتقلين وذويهم وضرورة ووجوب أن يكون أولوية لدى من يمسكون بالشأن العام الفلسطيني، إلا أن الإنجاز فيه لا يكاد يذكر بل يمكن القول إن نسبة التقدم فيه معدومة.


وقال الكاتب السياسي: "لقد ترك آلاف المعتقلين لمصيرهم، وهذا ما أدى إلى تعرض عائلاتهم للابتزاز، واضطرار الكثير منهم لدفع مبالغ مالية كبيرة مقابل الحصول على أي معلومة عن ذويهم من المعتقلين"، مضيفاً: "لم يُنجز في ملف المعتقلين، أي فصيل ولم يحقق فيه أي اختراق حتى من الفصائل التي وقفت إلى جانب النظام، وفي مقدمتهم حركة فتح الفصيل الذي يمثله السفير ويشغل فيه منصب عضو لجنة مركزية ومسؤول أقاليم الخارج".

 

اقرأ أيضا: المعتقلون الفلسطينيون يواجهون النسيان بسجون النظام السوري

وحول الأعداد التقريبية للمعتقلين في سجون النظام، أكد الشاويش أن الرقم الحقيقي للمعتقلين أكبر بكثير من الأعداد التي استطاعت مجموعة العمل والمنظمات توثيقها (1800 معتقل)، عازيا ذلك إلى عدم إفصاح عائلات عن حالات اعتقال أفرادها، خوفا من تبعات ذلك أحيانا على من تبقى من أفراد العائلة في الداخل السوري، أو بسبب ما يشكله ذلك من حرج عندما تكون الحالة متعلقة بالنساء والفتيات نظرا لارتباط ذلك بموروث الحفاظ على الأعراض، بعد ما حدث من جرائم وانتهاكات داخل السجون والمعتقلات السورية بحق النساء.


وكان محمود عباس، من بين قلة من الزعماء الذين هنأوا بشار الأسد بفوزه في "الانتخابات" التي أجراها النظام أواخر أيار/ مايو الماضي، وسط رفض دولي ومقاطعة من المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية "قسد".


وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن عباس عبر للأسد عن اعتزازه بعلاقات الأخوة والاحترام المتبادل التي تجمع الشعبين والبلدين، وعن حرصه على تعزيزها، لما فيه خيرهما، ومصلحتهما المشتركة.