صحافة دولية

في ظل أحداث القدس.. "التايمز" تستذكر انتفاضة الأقصى 2000

التايمز: هناك العديد من مظاهر الشبه بين ما حدث قبل عشرين عاما وما يحدث اليوم- جيتي

نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا أعده مراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر تحت عنوان "العنف في القدس: درس التاريخ من عام 2000 يلقي ضوءا على النزاع الأخير".

وقال فيه إن التصعيد بالعنف في كل فلسطين كان مفاجئا ولكنه كان متوقعا أيضا.

وأضاف أن الاحتجاجات الفلسطينية بلغت ذروتها في مشاهد تفجيرية في أكثر المواقع الدينية إثارة للجدل في القدس، مجمع المسجد الأقصى.

وأضاف أن أحداث الأمس ستجعل الكثيرين يعودون لبداية الانتفاضة الثانية قبل 20 عاما التي كانت فترة دامية بشكل خاص من التفجيرات الانتحارية وعمليات إطلاق النار التي أطلقها الجيش والتي قتل فيها آلاف اليهود والعرب.

وقال إن بداية الانتفاضة الثانية تعود لزيارة استفزازية في أيلول/ سبتمبر 2000 قام بها أرييل شارون الذي كان زعيما للمعارضة الإسرائيلية اليمينية إلى مجمع المسجد. وأدت الاحتجاجات التي تلت ذلك إلى أعمال شغب ورد عنيف من قبل السلطات.

وقال إن شارون لم يدخل المسجد بنفسه بل كان يرافقه وفد من حزب الليكود الذي يتزعمه ومئات من رجال الشرطة.

وظل الحديث عن انتفاضة ثالثة يتكرر في السنوات الماضية في ظل حالة الركود الاقتصادي والسياسي الفلسطينية وسيطرة المستوطنين على ممتلكات وأراضي الفلسطينيين. وعادة ما قلل الساسة والمعلقون من أهمية الأحداث وأنها ليست في مصلحة الطرفين، لكن عقدين مرا على زيارة شارون بدون أي مؤشر على نجاح "العملية السلمية" التي تقود إلى دولة فلسطينية مستقلة.

ولم تحظ عملية ضم إسرائيل للقدس الشرقية بدعم من الفلسطينيين، فلا تزال المعارضة لها شديدة جدا وكذا المجتمع الدولي إلا أنها "باتت لا رجعة عنها أكثر وأكثر".

وتساءل سبنسر: "ماذا لو شعر الشباب الذين يرشقون بالحجارة ويواجهون قنابل الغاز المسيل للدموع في منازلهم وتحاصرهم قوات الأمن من جميع الجهات ولا يستطيعون التحرك بسبب فيروس كورونا الذي لا أمل للكثير من فلسطينيي الضفة الغربية في تلقي اللقاح المضاد له في الوقت الحالي، أنه لم يعد لديهم أي رهان؟" أو ما يخسرونه.

ويرى الكاتب أن هناك العديد من مظاهر الشبه بين ما حدث قبل عشرين عاما وما يحدث اليوم. ففي ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة التي فشلت بالتوسط في تسوية سلمية بمحادثات كامب ديفيد على أهبة تغيير الإدارات من الرئيس بيل كلينتون إلى جورج دبليو بوش.

 

اقرا أيضا: فريدمان: أحداث القدس أثبتت أن القضية الفلسطينية لم تمت

وفي إسرائيل شعر شارون بضعف حزب العمل الحاكم وكان يحاول إظهار أنه الرجل القوي، وأصبح بعد حادثة الأقصى رئيسا للوزراء في شباط/ فبراير العام التالي.

واليوم ينتظر الفلسطينيون مع إسرائيل والمنطقة بشكل عام الكيفية التي ستدير فيها إدارة جوزيف بايدن سياستها الخارجية. وبلا شك حاولت كل الأطراف الحصول على دعمه والحصول على السبق.

وفي الوقت نفسه تعيش إسرائيل أزمة سياسية، حيث يحاول بنيامين نتنياهو خليفة شارون وحامل الراية من بعده التمسك بالسلطة، رغم خسارته انتخابات كانت نتائجها متقاربة. وأضاف الكاتب أن الفارق بين الماضي والحاضر والذي تعتمد عليه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية المتوترة بشكل واضح، هو أن تيار التاريخ وإن ظل يراوح في مكانه إلا أنه يمضي في الوقت الحالي في الاتجاه المعاكس أو هكذا يبدو. ويقول إن الرئيس دونالد ترامب ولد حسا انتصاريا لدى اليمين الإسرائيلي المتطرف من خلال الدعم غير المشروط الذي قدمه لنتنياهو، إلا أن بايدن، الذي لديه تاريخ من الدعم لإسرائيل فقد أبدى معاداة تجاه نتنياهو وتجاوزاته.

وأشار الكاتب إلى أن أحزاب المعارضة التي تحاول تشكيل تحالف يحل محله تريد تهدئة الوضع وليس إشعاله. وفي مؤشر على تغير الزمن، التقى نفتالي بينيت، زعيم حزب "يمينا" القومي اليهودي، أمس، بالإسلامي العربي منصور عباس لمناقشة انضمامهما إلى حكومة مناهضة لنتنياهو يهيمن عليها الوسطيون.

وقال سبنسر إن هناك أسبابا للتفاؤل وأن تتم الاستجابة لدعوات التهدئة من لندن وواشنطن وأماكن أخرى. على الرغم من أن قلة ستكون واثقة من ذلك، بعد أعمال العنف في مجمع المسجد الأقصى صباح الإثنين.