سياسة عربية

مفاوضات غير مباشرة بين حماس والاحتلال تتواصل لصفقة تبادل

"كتائب القسام" ترفض الكشف أو حتى مجرد الحديث عن عدد أو مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها- الموقع الرسمي

تتواصل المفاوضات غير المباشرة وبوتيرة ليست ثابته بواسطة مصر، بين حركة حماس وبين الاحتلال الإسرائيلي للتوصل إلى صفقة تبادل جديدة للأسرى. 

وألمحت مصادر مطلعة لـ"عربي21"، بأن زيارة الوفد الأمني المصري الأخيرة للقطاع والذي ضم كلا من المسؤول عن الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية أحمد عبد الخالق، ورجل الاستخبارات المصرية سامح نبيل؛ تطرقت إلى ملف صفقة تبادل للأسرى بين "حماس" والاحتلال. 

واستبعدت تلك المصادر، حصول تقدم بشأن التوصل لصفقة تبادل جديدة للأسرى مع الاحتلال خاصة في هذه الفترة، التي تشهد تحضيرا وتنافسا شديدا بين مختلف الفصائل الفلسطينية في انتخابات المجلس التشريعي التي من المنتظر أن تجرى بتاريخ 22 أيار/ مايو 2021، وهو ما يمكن أن يساهم في رفع أسهم حركة حماس في الشارع الفلسطيني، بحسب المصادر. 

 

هروب الاحتلال 


وأوضح القيادي البارز في حركة حماس، أسامة حمدان، أن "السلوك التقليدي للاحتلال، هو ألا يقدم أثمانا من شأنها أن تؤدي إلى الإفراج عن أسرانا" داخل السجون الإسرائيلية. 


وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الاحتلال يحاول دائما أن يهرب من معادلة الإفراج عن الأسرى في سياق عمليات تبادل"، موضحا أن "التجارب كلها تقول: ليس هناك وسيلة ناجعة لإنقاذ الأسرى من بطش الاحتلال والموت والقتل البطيء داخل السجون الإسرائيلية، سوى عمليات التبادل". 

وعن المطلوب من أجل إتمام "صفقة تبادل مشرفة" لإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، قال حمدان: "المطلوب؛ إدارة مناسبة للتفاوض، وأن يكون هناك صبر حتى تحقيق هذه النتيجة". 

ونبه القيادي، إلى أن "التفاوض من أجل إنجاز صفقة تبادل بعد أسر الجندي جلعاد شاليط (وفاء الأحرار)، أخذت وقتا طويلا، وبفضل الله كانت الثقة بالحركة والمقاومة كبيرة، ما ساعد على إنجاز صفقة كانت محل فخر واعتزاز أبناء شعبنا والمقاومة". 

من جانبه، أكد المختص في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي مأمون أبو عامر، أنه "لا يمكن أن تقف المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس والاحتلال بشأن التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى، وهي مستمرة من وقت لآخر بحسب زيارات الوفود والمعطيات والمباحثات التي تدور في أروقة الأطراف أصحاب الشأن، سواء من طرف حركة حماس أو الاحتلال، أو الوسطاء المتدخلين في هذا الملف". 

اقرأ أيضا: المستوطنون بقلق دائم مع ذكرى أول صاروخ سقط من غزة

مفاوضات مستمرة 

 

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "هناك نقاطا تقف حائلا دون الانطلاق في هذا الموضوع، لكن الوسطاء يواصلون العمل، والمفاوضات غير المباشرة متواصلة ولا تقف عند نقطة معينة". 

وأضاف أبو عامر: "طالما أن الجنود الإسرائيليين أسرى لدى حركة حماس، فالاحتلال ليس لديه خيار سوى أن يمتلك معلومات يستطيع من خلالها أن يصل إليهم، ومن الواضح أنه فشل حتى الآن في هذا الجانب، ولا يبقى أمامه سوى مواصلة التفاوض غير المباشر مع حركة حماس، وفي النهاية سيخضع لشروط المقاومة". 

واستبعد "حدوث انطلاقة وتقدم حقيقي نحو إبرام صفقة تبادل للأسرى كاملة في هذا التوقيت، لأن حكومة تسيير الأعمال الحالية لدى الاحتلال، ولاعتبارات كثيرة، لا يمكن أن تتخذ قرارا مصيريا بهذا الحجم في هذا الجانب".  

وزاد المختص: "أما الجانب الآخر الذي يخص حركة حماس، فهو أن أي صفقة جديدة لن تقبل بها الحركة إلا إذا شكلت إنجازا للأسرى، وعليه فلا يمكن للاحتلال في هذا التوقيت الذي يطلب فيه مدير الشاباك رسميا من السلطة الفلسطينية وقف الانتخابات كي لا تفوز حركة حماس، وبالتالي فكيف لإسرائيل أن تقدم على خطوة تعزز من فرص فوز حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية؟". 

ورأى أن "الحديث عن وجود صفقة في هذه الأيام، فكرة غير عملية وغير منطقية ولا تتواءم مع التوقيت المحلي أو الإقليمي والدولي للأطراف المختلفة، وحتى لو كانت هناك رزمة جاهزة للاتفاق، فإن من المستبعد أن يتم الإعلان عنها في هذا التوقيت، ومن الممكن أن يتم تنفيذها بعد الانتخابات". 

وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لـ"حماس"، في 20 تموز/ يوليو 2014، عن أسر الجندي الإسرائيلي آرون شاؤول خلال الحرب، في حين كشف الاحتلال في مطلع آب/ أغسطس 2015، عن فقدانه الاتصال بالضابط الإسرائيلي هدار غولدن، في رفح جنوب القطاع. 

وكشف الاحتلال في تموز/ يوليو 2015، عن اختفاء الجندي أبراهام منغستو، بعد تسلله عبر السياج الأمني إلى شمال قطاع غزة، وهو جندي في حرس الحدود من أصول إثيوبية، فر إلى غزة في السابع من أيلول/ سبتمبر 2014، إضافة إلى جندي آخر من أصول بدوية يدعى هشام السيد، كان قد فقد بداية عام 2016. 

يشار إلى أن "كتائب القسام" ترفض الكشف أو حتى مجرد الحديث عن عدد أو مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، وهي تتكتم بشكل كبير على أي معلومات بشأن إمكانية إتمام صفقة تبادل مع الاحتلال.