حقوق وحريات

اليونان تتجاهل طالبي اللجوء في خطط التطعيم ضد كورونا

الأورومتوسطي يدعو اليونان لتطعيم المهاجرين وطالبي اللجوء بالتزامن مع السكان اليونانيين (الأورومتوسطي)

عبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه من تجاهل الحكومة اليونانية إدراج المهاجرين وطالبي اللجوء في خطتها الحالية للتطعيم ضد فيروس كورونا، رغم حقيقة كونهم أكثر الفئات عرضة للخطر بسبب الظروف الصعبة التي يعيشون فيها.

وقال المرصد الحقوقي الأوروبي ومقرّه جنيف في بيان صحفي اليوم، أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، إنّه منذ بداية جائحة كورونا، تذرعت الدول الأوروبية بالجائحة لتشديد سياسات الهجرة كإغلاق الحدود الداخلية والخارجية للاتحاد الأوروبي، وتصاعدت الممارسات المعادية للأجانب، والقيود المفروضة على حق طالبي اللجوء في الحصول على فرص لجوء عادلة.

وذكر الأورومتوسطي أنّ الحكومة اليونانية وعدت بإدراج اللاجئين وطالبي اللجوء في خطتها للتطعيم، لكنها لم تقدم حتى الآن أي ضمانات أو توضيحات إضافية، مشيرًا إلى تصريح المتحدثة باسم الحكومة اليونانية أخيرًا "أنّ المهاجرين ليسوا أولوية وأن للآخرين الأولوية، وخاصة كبار السن (...) والفئات الضعيفة التي سيتم إضافتها قريبًا إلى البرنامج بغض النظر عن العمر".

وانتقد الأورومتوسطي بشدة تصريحات المتحدثة باسم الحكومة اليونانية، مبينًا أنّ مفوضية الاتحاد الأوروبي ضمّنت في قائمة الفئات ذات الأولوية في التطعيم، الأشخاص المعرضين للخطر بسبب حالتهم الصحية، والأشخاص الذين لا يستطيعون التباعد اجتماعيًا، والمجموعات الاجتماعية والاقتصادية الأكثر حرمانًا، وجميع تلك المواصفات الثلاث متوفرة في طالبي اللجوء.

وأكد الأورومتوسطي أنّ المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين أكثر عرضة للإصابة بـفيروس كورونا من عامة السكان اليونانيين، بسبب الاكتظاظ، واستحالة الحفاظ على التباعد الاجتماعي، وعدم الوصول إلى مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة، ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية.

وشدّد الأورومتوسطي على ضرورة تطعيم المهاجرين وطالبي اللجوء بالتزامن مع السكان اليونانيين خاصة بعد أن انتهت الدولة من تطعيم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 85 عامًا والعاملين في القطاع الصحي.

وذكر أنّ الحق في الصحة وعدم التمييز متشابكان وأساسيان ولا غنى عنهما لضمان نجاح خطط التطعيم والتغلب على الجائحة.

وقالت الباحثة القانونية في المرصد الأورومتوسطي "ميشيلا بولييزي": "في العام الماضي، أدت ظروف انتشار جائحة كورونا إلى تفاقم ظروف الاستبعاد الاجتماعي الموجودة مسبقًا. والآن يطبّع التوزيع غير المتكافئ للقاحات السياسات التي تميّز بين الأفراد الضعفاء على حد سواء".

وأضافت "بولييزي" أنّ "التمييز وعدم المساواة مضران بقدر الفيروس تمامًا".

ودعا المرصد الأورومتوسطي اليونان إلى توضيح خطتها الوطنية للتطعيم فيما يتعلق بوضع المهاجرين وطالبي اللجوء، وضمان حصول الأشخاص الذين يعانون من الإقصاء الاجتماعي وضعف الصحة أو الذين يعيشون في مواقف عالية الخطورة، مثل طالبي اللجوء، على الوصول الفوري إلى التطعيم.

وطالب الأورومتوسطي الاتحاد الأوروبي بضمان التعامل مع توزيع لقاح فيروس كورونا على أنه مسألة إنسانية ودولية، وبنهج منسق وبعناية قصوى، وتقديم المصلحة الإنسانية في توزيع اللقاح بحيث يتم إعطاء الأولوية لأي شخص ضعيف، بغض النظر عن جنسيته أو خلفيته.

وذكر تقرير للأناوضول أن اليونان سجلت حتى اليوم، 237 ألف إصابة و7 آلاف و462 وفاة بكورونا.


ومع ارتفاع أعداد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا وبطء حملات التطعيم، تستعد دول أوروبية، ومنها إيطاليا وألمانيا وفرنسا لموجة ثالثة من الجائحة، بينما بدأت بريطانيا خطة حذرة لتخفيف القيود المفروضة بسبب الجائحة.

 

إقرأ أيضا: "عربي21" تحاور مهاجرين عن رحلة المعاناة نحو أوروبا (شاهد)