صحافة إسرائيلية

مستشرق إسرائيلي: إعلام مصر تجاهل حفاوتنا الحارة بوزير الطاقة

الرقيب المصري في القاهرة عمل على إخفاء "مهرجان السلام" الذي أقيم في القدس المحتلة للوزير المصري- تويتر

قال مستشرق إسرائيلي إنه "بينما احتفى القادة الإسرائيليون بوزير الطاقة والموارد الطبيعية المصري طارق الملا الذي زارهم مؤخرا، من خلال العناقات والكلمات الدافئة، فقد تصرفت الرقابة في القاهرة لإخفاء تغطية زيارته، وباستثناء الإعلانات الرسمية الموجزة للغاية، لم تنشر صحف القاهرة أي شيء إضافي، رغم أن اللقاءات الساخنة بين الجانبين اعتبرت تسخيناً للعلاقة، لذلك ربما كان من الأفضل إبعاد الجمهور المصري عنها".


وأضاف جاكي خوجي في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن "الملا التقى خلال يومي زيارته بكبار القادة السياسيين والأمنيين في إسرائيل، ورغم أنه يعتبر في مصر مسؤولا متواضعا، فقد تم الترحيب به في إسرائيل بصورة تليق برؤساء الدول، وجاءت زيارته الأولى منذ خمس سنوات لوزير مصري إلى إسرائيل".


وأوضح خوجي، محرر الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن "الملا استقبل كبار المسؤولين الإسرائيليين واحدًا تلو الآخر، كل منهم في مكتبه الخاص، وتنافسوا فيما بينهم على من سيكون أكثر إرضاءً له، لكن الرقيب المصري في القاهرة عمل على إخفاء "مهرجان السلام" الذي أقيم في القدس المحتلة، وتقليص الصور والأصوات التي خرجت منه".


وأشار إلى أن "زيارة الملا شملت العديد من الكلمات الدافئة، ومنها ترحيب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالوزير بقوله "تحية حارة لصديقي الرئيس السيسي"، وقال وزير الخارجية غابي أشكنازي إن "مصر شريك استراتيجي لإسرائيل"، وأكد الرئيس رؤوفين ريفلين أنه "حان الوقت لتقوية العلاقات بين الدولتين"، بينما أشار وزير الطاقة يوفال شتاينتس إلى أنه "متحمس لاستضافة صديقي المصري العزيز".


وأوضح أنه "رغم كل هذه الحفاوة الإسرائيلية بالوزير المصري، لكن الصحف والقنوات التلفزيونية المصرية تلقت تعليمات من وزارة الإعلام بعدم الاستفاضة في نشر أخبار الزيارة، لكن من الواضح أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يخشى الضغط الجماهيري، والاتهامات بالتعاون مع إسرائيل، وبالتالي فهو يخفي عمق علاقاته معها، وهذا الافتراض يرى أن النظام المصري ضعيف، وغير قادر على مواجهة هذه الضغوط".


وأشار إلى أن "النظام المصري كان بإمكانه أن يمرر زيارة وزيره إلى إسرائيل بسهولة، لكن قراره كان التكتم على الزيارة، وكأنها عملية سرية، وفي الوقت نفسه، فقد يُنظر للترحيب الحار الذي تلقاه من الملا في إسرائيل بأنه تغيير في السياسة تجاه مصر، وترسيخ علاقة دافئة معها، ورغم ذلك فإن النظام المصري لا يريد الاتصال علانية بإسرائيل، وفي الوقت ذاته فلا بأس من إجراء أي اتصال خلف الكواليس، مهما كان ساخناً".


وأضاف أنه "من الناحية الظاهرية، يرى السيسي أهمية إظهار الجدية في التواصل مع إسرائيل، وهذه السياسة هي إرث مبارك، وتم الحفاظ عليها جيدًا حتى في أيام السيسي، بالتزامن مع تكثيف إسرائيل لعلاقاتها السياسية مع دول الخليج، ورغم أن المؤسسات المرتبطة بالنظام المصري تعمل بشكل غير مفهوم للحفاظ على صورة إسرائيل كعدو في نظر الجمهور، لكن هذه الصرامة هي وسيلته لتوحيد المصريين حول عدو خارجي".


وأكد أن "هذا السلوك "العلني" من السيسي تجاه إسرائيل والفلسطينيين، يترك له فتحة هروب لليوم الذي تتدهور فيه العلاقات الثنائية، وسيكون دائمًا قادرًا على الادعاء بأنه لم ير إسرائيل أبدًا كصديق حقيقي، وقد تم الحفاظ على هذه السياسة لمدة أربعة عقود، وبحرص شديد، لأن كل مصري يسعى لدفء علاقاته مع الإسرائيليين يتلقى ضربة مطرقة في الرأس، وقد "تهرب الخيول من الإسطبل".


وأشار إلى أنه "رغم كل ما سبق، فإن إسرائيل ترى أنه يُسمح للنظام المصري بالتصرف على النحو الذي عليه الآن، من حقه عدم تسخين العلاقة "الظاهرية"، أو تسخينها على نار هادئة، أو الضحك على جمهوره طوال الطريق إلى القدس والعودة، ومنع رجال الأعمال المصريين من التجارة مع إسرائيل، وزيارة تل أبيب، والاستمتاع على شواطئها".