ملفات وتقارير

تحالف جديد يناهض المليشيات بالعراق.. ما فرص نجاحه؟

تحدث محللون سياسيون عن وجود خشية لدى العراقيين من تزوير الانتخابات- جيتي

تقود قوى عراقية محادثات مع أحزاب وكتل سياسية من مختلف الطوائف والقوميات، الهدف منها تشكيل تحالف انتخابي يؤمن ببناء الدولة وإعادة هيبة مؤسساتها ولا سيما الأمنية منها، ويرفض السلاح المنفلت وتشكيل المليشيات.


على رأس هذه القوى "تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، الذي أجرى خلال اليومين الماضيين، مشاورات سياسية مع الأحزاب الرئيسة في إقليم كردستان العراق، للانضمام إلى التحالف الانتخابي الذي أطلق عليه إعلاميا تسمية "قوى الدولة".


ودعا الحكيم خلال كلمة ألقاها في تجمع بمحافظة أربيل، الأحد، القوى الكردية إلى المساهمة في تشكيل مشروع وطني واقعي، مشددا على ضرورة خلق "حلم عراقي عنيد يضم أحلام مكونات البلاد الأصيلة جميعها، حلما صادقا يجمع أحلام العرب والكرد والتركمان في مشروع وطني واقعي متجدد".


فرصة للتغيير


من جهته، قال المحلل السياسي العراقي، نجم القصاب لـ"عربي21" إن "الناخب العراقي يبحث عن تغيير حقيقي، وعندما يجري ترشيح شخصيات يشوبها الفساد والمشاركة في عملية سياسية فاشلة طيلة السنوات الماضية، فبالتأكيد سيحصل تحالف (قوى الدولة) على أصوات".


وأضاف: في الوقت نفسه هناك خصوم يمتلكون الأموال والسلاح والقوة والنفوذ، وهذا سيكون معوقا يعرقل ما تطمح إليه "قوى الدولة"، لكن جميع المعطيات تشير إلى أنه لو كان هناك وعي انتخابي لدى الناخب فبالتأكيد سيكون تغييرا كبيرا، خصوصا لو بلغت نسبة المشاركة بالانتخابات أكثر من 40 بالمئة.

 

اقرأ أيضا: هجوم صاروخي يستهدف السفارة الأمريكية في بغداد


ولفت القصاب إلى أن "بعض القوى السياسية التقليدية التي تراجعت شعبيتها تحاول زج بعض الشخصيات المدنية التي لم تشارك في الانتخابات سابقا للدخول بالتحالفات الجديدة، لكن بالوقت نفسه فإن قانون الانتخابات الجديد لا يتيح لهذه القوى السيطرة على النواب داخل قبة البرلمان".
ورأى الخبير في الشأن العراقي أن "التغيير حاصل في الانتخابات المقبلة، لكن بعض الأحزاب بالفعل تحاول إنشاء كتل وقوى سياسية جديدة مظهرها مدني لكن بالحقيقة هم تابعون إلى الأحزاب السياسية التقليدية التي خسرت الشارع".


نقلة نوعية


وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي العراقي، أثير الشرع لـ"عربي21" أن "أول من طرح موضوع الكتلة العابرة للطائفية وتؤمن بالدولة هو الوزير السابق والقيادي في (المجلس الإسلامي الأعلى العراقي) باقر جبر الزبيدي، وقيادات سياسية أخرى، وليس رئيس تيار الحكومة عمار الحكيم".


ولفت إلى أن "موضوع التحالف لا يزال شعارات ولم نلمس حتى اليوم ملامح هذا التشكيل الجديد الذي من المفترض أن يكون عابرا للقومية والطائفية، إذ أن قانون الانتخابات الجديد يحتم على هذه القوى ترشيح شخصيات لها حضور في مناطقها سواء من العشائر أو غيرها".


وأكد الشرع أن "حقيقة واحدة يجب أن تعيها (قوى الدولة) ألا وهي ضرورة اعتماد البطاقة البايومترية حصرا وإلغاء البطاقة الإلكترونية، وقطع الطريق أمام من تسول له نفسه تزوير الانتخابات المقبلة، وهذا يعطي طمأنة للناخب العراقي بأن صوته لن يذهب سدى".


وأشار إلى "وجود خشية لدى العراقيين من تزوير الانتخابات، لذلك على القوى السياسية في البرلمان إسقاط البطاقة الإلكترونية، حتى تكون مشاركة فاعلة في الانتخابات، لأن ذلك سينتج كتلة عابرة للطائفية، وتمتلك القرار السياسي لدعم العملية السياسية وبناء الدولة".


وتابع: "هناك سلاح منفلت وخشية من استخدامه للضغط والتأثير على الانتخابات المقبلة، لكن الأحزاب والكيانات التي تسعى إلى تشكيل (قوى الدولة) تطالب بمراقبة دولية على الانتخابات وذلك سوف يمنع السلاح المنفلت من الهيمنة على بعض المناطق".

 

اقرأ أيضا: بعد تصاعد الهجمات.. هل يعجّل بايدن في سحب قواته من العراق؟


ونوه الشرع إلى أن "الشعب يتربص بهذه الانتخابات، لأنها ربما تحدث نقلة نوعية في أوضاع البلد والعملية السياسية، وتكون بمثابة الباب الواسع للدخول إلى مرحلة جديدة".


تفاعل كردي


بالمقابل، أكد فاضل ميراني سكرتير الحزب "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود البارزاني، أن حزبه يبحث مقترحا لتشكيل تحالف واسع لخوض الانتخابات التشريعية المبكرة في العراق، موضحا، في حديث نقلته وسائل إعلام كردية، أن عمار الحكيم، طرح هذا المقترح.


وعلى نحو مماثل، قال رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، وهو قيادي في "الديمقراطي الكردستاني" خلال كلمته بالتجمع الذي حضره الحكيم ذاته: "نحتاج للشراكة وتحقيق الاستقرار أكثر من أي وقت مضى"، معبرا عن الاستعداد للبدء بحوار جدي وصريح من أجل إصلاح العملية السياسية.


وكان عضو المكتب السياسي لتيار "الحكمة"، فادي الشمري، قد أبدى رغبة التيار في تشكيل تحالف واسع، قائلا في تغريدة على موقع "تويتر": "نحو تشكيل تحالف انتخابي عابر للمكونات ضمن مظلة وطنية عمادها المواطنة ونتاجها الدولة القوية تحضر فيه أغلب المفاعيل السياسية بألوانها المجتمعية المتعددة، تلتقي بالمنهج والبرنامج وتنسجم في الأدبيات لتؤسس إلى سلوك سياسي جديد ينضج النظام ويقويه ويطرح مشروعا تنمويا واعدا نحو عراق مستقر".

 

 

نحو تشكيل تحالف انتخابي عابر للمكونات ضمن مظلة وطنية عمادها المواطنة ونتاجها الدولة القوية،تحضر فيه اغلب المفاعيل السياسية بالوانها المجتمعية المتعددة،تلتقي بالمنهج والبرنامج وتنسجم في الادبيات لتؤسس الى سلوك سياسي جديد ينضج النظام ويقويه ويطرح مشروعا تنمويا واعداً نحو عراق مستقر pic.twitter.com/D1bU3OYdvT

 

 

وبحسب وسائل إعلام، فإن تحالف النصر بزعامة حيدر العبادي، قد يكون من ضمن المنضوين في تحالف "قوى الدولة" مع كيانات أخرى جديدة تشكلت مؤخرا قريبة من رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، فيما يُنتظر من الحكيم التحرك على قوى سنية لدعوتهم إلى الدخول للتحالف الجديد.