صحافة دولية

موسكو تحصن "حميميم" وواشنطن تدشن قواعد جديدة بشرق سوريا

تقوم الولايات المتحدة حاليا بإنشاء قواعد جوية جديدة في منطقة شرق الفرات- الأناضول

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن مساعي روسيا والولايات المتحدة لتعزيز قدراتهما العسكرية ونفوذهما في سوريا.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن روسيا قامت مؤخرا بإعادة بناء مدرج الهبوط في قاعدة حميميم، مما يمهد الطريق لنشر قاذفات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية، وتعزيز الأسطول الروسي في البحر المتوسط. 

في المقابل، تقوم الولايات المتحدة حاليا بإنشاء قواعد جوية جديدة في منطقة شرق الفرات، في إطار مساعي الإدارة الجديدة لتعزيز دعمها للميليشيات المسلحة الكردية. 

قواعد أمريكية جديدة

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر قيام الولايات المتحدة بتشييد منشأة عسكرية جديدة في محافظة دير الزور، وتحديدا بالقرب من حقل العمر، مع مدرج يبلغ طوله حوالي ألف متر.

 

ولا تبعد القاعدة الجديدة مسافة كبيرة عن قاعدة أقامها الجيش الأمريكي في المنطقة قبل سنوات.

كما نشرت وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي صورًا لمدرج جديد في القاعدة العسكرية الأمريكية في منطقة الشدادي بمحافظة الحسكة.

 

وقد تم الانتهاء من المدرج الذي يبلغ طوله 1200 متر في كانون الثاني/ يناير الماضي، وبفضله أصبحت قاعدة الشدادي أكبر قاعدة أمريكية متعددة الوظائف في سوريا.

واستنادًا إلى حجم المدرجين، فإن هذه القواعد ستكون مخصصة أساسًا لاستقبال مروحيات النقل والمروحيات القتالية والطائرات الهجومية التكتيكية. 


اقرأ أيضا : ما أهداف توسعة قاعدة "حميميم" الروسية بالساحل السوري؟


وقد حاولت الميليشيات الموالية للأسد ومقاتلو فاغنر قبل ثلاث سنوات الاستيلاء على معمل كونوكو لمعالجة الغاز في دير الزور، لكنهم واجهوا رد فعل قوي من قوات سوريا الديمقراطية وهجمات جوية مكثفة من القوات الأمريكية، انطلاقا من قواعدها في العراق والخليج.

وبعد تعزيز البنية التحتية في شرق سوريا، ستكون الولايات المتحدة قادرة على صد أي هجمات محتملة دون الحاجة إلى تحريك طائراتها من قواعد جوية بعيدة.

هل تنشر روسيا قاذفات استراتيجية في حميميم؟

من الجانب الروسي، صرح وزير الخارجية سيرغي لافروف في كانون الثاني/ يناير الماضي، أن روسيا لا تهدف إلى إخراج الجيش الأمريكي من سوريا أو الدخول في اشتباكات مسلحة، غير أن ذلك لا يعني أن موقفها ضعيف. 

وفي مقال تحليلي نُشر مؤخرا بموقع "ذا درايف" الأمريكي، أكد الباحث المتخصص في الشؤون الأمنية جوزيف تريفيثيك، أن قاعدة حميميم تُعتبر أحد أهم ركائز الوجود الروسي في سوريا، ومن خلالها تحاول موسكو توسيع نفوذها الجيوسياسي والعسكري ليشمل البحر الأبيض المتوسط بأكمله. 


وبحسب تريفيثيك، يهدف توسيع وترميم المدرج الغربي في قاعدة حميميم إلى ضمان هبوط وإقلاع ثلاث قاذفات روسية من طراز "توبوليف تي يو-22 إم" و"توبوليف تو-95" و"توبوليف تي يو-160"، بالإضافة إلى "توبوليف تي يو-142" المضادة للغواصات.

 

وستتمكن هذه الطائرات من الاستجابة بشكل أكثر فعالية للأزمات والحالات غير المتوقعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويعتقد الخبير العسكري الروسي يوري نتكاشيف أنه لا توجد عقبات سياسية تمنع نشر حاملات الصواريخ الروسية القادرة على حمل أسلحة نووية تكتيكية في قاعدة حميميم، لكن المشاكل ترتبط بكيفية نقل الوقود وزيوت التشحيم إلى سوريا.   

أما الخبير العسكري أوليغ شفيدكوف، فإنه يرى أن تعزيز القدرات العسكرية الروسية في قاعدة حميميم الجوية وإرسال القاذفات الاستراتيجية سيخلق تحديات جديدة للناتو، ليس فقط في الجو، ولكن أيضًا في البحر الأبيض المتوسط.