سياسة عربية

مصدر يكشف لـ"عربي21" تفاصيل التحركات الأخيرة بالأزمة الليبية

لقاء السراج وبعض أعضاء مجلس النواب سيُعقد الثلاثاء بالتزامن مع زيارة عقيلة صالح إلى فرنسا- مواقع التواصل

* فائز السراج يبحث تشكيل حكومة وحدة وطنية الثلاثاء المقبل مع عدد من أعضاء مجلس النواب

 

* لقاء السراج وبعض أعضاء مجلس النواب سيُعقد بالتزامن مع زيارة عقيلة صالح إلى فرنسا

 

* السراج لن يقوم بتنصيب نفسه كرئيس للحكومة وإنما سيفوض نائبه أحمد معيتيق بمهام رئيس الحكومة

 

* السراج يسعى لتقليم أظافر فتحي باشاغا وربما زحزحته عن وزارة الداخلية

 

* السراج لديه رؤية مغايرة نسبيا لرؤية البعثة الأممية لأنه يريد الاستمرار في موقعه بشكل أو بآخر

 

* تركيا لم تحسم أمرها في خيارها القادم في ليبيا حتى الآن.. وهذا موقفها من باشاغا والسراج

 

* هناك صراع زعامة في مصراتة بالإضافة لتنافسها مع مدينة الزاوية

 

* موقف مصراتة الآن غير واضح لكنها تملك من الحكمة ما يكفي لأن تحافظ على تماسكها

 

قال مصدر ليبي مطلع إن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، سيبحث، يوم الثلاثاء المقبل، مع عدد من النواب، تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على تهيئة الأجواء والبيئة الآمنة لإجراء الانتخابات المقبلة، وتوحيد مؤسسات الدولة، ومدى انعكاس تجميد إيرادات النفط على عمل الحكومة ووضع الميزانية.

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن "السراج لن يقوم بتنصيب نفسه كرئيس حكومة، وإنما سيقوم بتفويض نائبه أحمد معيتيق بمهام رئيس الحكومة، انطلاقا من فكرة فصل المجلس الرئاسي عن الحكومة، وذلك حتى يتم تقليم أظافر فتحي باشاغا، وربما زحزحته عن وزارة الداخلية، وقد يجني السراج من وراء ذلك دعم الروس ما دام قد نصب على رأس الحكومة أحد رجالهم، وهو أحمد معيتيق".

وذكر المصدر، الذي رفض الإفصاح عن هويته، أن "باشاغا حصل على الدعم الفرنسي له، بينما لم يحصل على الدعم التركي أو الروسي، رغم سفره إلى هناك، ورغم محاولاته المتكررة في هذا الصدد، إلا أنه لم يفلح في ذلك حتى الآن".

وتابع: "باشاغا كان يعتمد على دعم حزب العدالة والبناء الذي ينتمي إليه، وعلى جزء من أعيان وثوار مصراتة مما أدى إلى حدوث شرخ في جبهة مصراتة بسبب التنافس، وعلى الممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، وعلى الفرنسيين، إلا أن كل تلك المساعي لم تؤت ثمارها حتى الآن"، مؤكدا أن "ترشح باشاغا زاد من التنافس الحاد بين مدينتي الزاوية ومصراتة، وهما أهم ركائز ثورة 17 شباط/ فبراير".

وأشار المصدر إلى أن "السراج يعمل ضد خطة البعثة الأممية بشكل أو بآخر أو على الأقل لديه رؤية مغايرة عن رؤيتها، خاصة أنه يريد الاستمرار وبقوة في موقعه"، مضيفا: "يمكن القول إن هناك معسكرين الآن هما: معسكر السراج، ومعسكر باشاغا".

ولفت إلى أن "تركيا لم تحسم أمرها في خيارها القادم في ليبيا حتى الآن، لأن أنقرة غير مطمئنة بشكل كاف من باشاغا وغير مقتنعة بقدرات السراج على إدارة المرحلة القادمة"، مشيرا إلى أن "أي حل لابد أن يوافق عليه الروس، وبدرجة أقل الفرنسيون".

"التنافس بين معيتيق وباشاغا.. وانقسام مصراتة"

وأضاف: "كما أن التنافس بين معيتيق وباشاغا معروف، خاصة وأن كلا منهما من مصراتة التي انقسمت بسبب هذا التنافس. والزاوية دخلت في تنافس مع مصراتة، لأنها هي أيضا ركيزة كبيرة في ثورة 17 فبراير. فكيف لمصراتة أن تقدم مرشحين اثنين والزاوية لا تفعل نفس الشيء؟ فضلا عن أن هناك صراع زعامة في مصراتة، في ظل وجود بعض الانقسامات".

واستطرد المصدر المطلع قائلا: "موقف مصراتة الآن غير واضح بالقدر الكافي، إلا أنها بالتأكيد تملك من الحكمة ما يكفي لأن تحافظ على تماسكها".

وأوضح المصدر أن "اللقاء المرتقب بين السراج وبعض أعضاء مجلس النواب من أجل محاولة تسويق فكرة إنشاء حكومة مستقلة، سيُعقد بالتزامن مع زيارة رئيس نواب طبرق عقيلة صالح إلى فرنسا خلال الأيام القليلة المقبلة، والتي تحدث تحت حماية خاصة بإشراف روسي".

وقال: "لا ندري حقيقة ما إذا كان معظم النواب سينضمون للسراج ويدعمون هذه الحكومة المرتقبة أم لا؟ وهذه الخطوة هدفها الأساس بقاء السراج في رئاسة المجلس الرئاسي كحل، لأن تغيير المجلس الرئاسي والحكومة أصبح أمرا غير مضمون حاليا، وبهذا يعرقل السراج عملية الانتخابات، وسيبقي على الحالة الانتقالية الحالية على حالها، لأن الأغلبية تعرف أن الانتخابات قد لا تتم في موعدها، لأنه في حال حدوث توافق فلابد أن يكون هناك عام أو أكثر، حتى يتم التحضير لتلك الانتخابات قبل إجرائها، ولتفعيل هذه التوافقات، خاصة في ظل وجود هذه الخلافات الكبيرة والتجاذبات الكثيرة".

"هل سينجح السراج في تشكيل الحكومة؟"

واستطرد قائلا: "السراج يعمل على عدة اتجاهات وأهداف، ويسعى حاليا بقوة لإتمام هذه الخطوة، لأنه إذا بقيت الأمور على حالها، فستتوقف عمليات بيع النفط، وسيجد السراج نفسه بدون مال، وسيواجه العديد من المشاكل، لكن السؤال الأهم: هل سينجح السراج في تشكيل حكومة جديدة تحظى بالثقة ويفرض نفسه على الجميع؟".   

وأردف المصدر: "يبدو أن خطة باشاغا وعقيلة صالح، التي كان مفادها أن يصبح الأول رئيسا للحكومة، والثاني رئيسا للمجلس الرئاسي، قد فشلت، ولم تحظ بموافقة أغلب أعضاء لجنة الحوار الليبي التي انعقدت في تونس".

وكان السراج قد اجتمع، الأربعاء، مع عدد من أعضاء مجلس النواب، حيث جرت مناقشة جملة من المواضيع والقضايا المتعلقة بالشأن السياسي والاقتصادي ومسارات حل الأزمة الليبية.

ووفق بيان أصدره المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، "تناول الاجتماع الصعوبات التي تواجه الحوار السياسي، وفي هذا الإطار أعرب المجتمعون عن ارتياحهم للاتفاق حول إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية تحت إشراف الأمم المتحدة، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بموعد إجرائها في 24 كانون الثاني/ ديسمبر 2021، والتزام كافة الأطراف بنتائجها".

ولفت البيان إلى أن "الاجتماع ناقش تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على الإعداد وتهيئة الأجواء والبيئة الآمنة لإجراء هذه الانتخابات، وتوحيد مؤسسات الدولة، وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين"، فضلا عن مناقشة "الوضع الاقتصادي بعد قرار توحيد سعر صرف الدينار الليبي وإجراءات معالجة الآثار المترتبة عليه".

واتفق المجتمعون على تشكيل فريق يتولى مهام التنسيق والتواصل بين مجلس النواب والمجلس الرئاسي، بحسب البيان الحكومي.