صحافة دولية

كيف يتعمد ترامب أن يجعل الأمور أسوأ لحكومة بايدن؟

يتم تسليم السلطة للإدارة الأمريكية المنتخبة في 20 كانون ثاني/يناير المقبل- جيتي

نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تقريرا عن سلوك الرئيس دونالد ترامب بعد إعلان وسائل الإعلام نتائج الانتخابات الرئاسية، وقالت إنه ما زال "يواصل الصراخ على تويتر، وينشر أكذوبة أنه فاز في الانتخابات التي خسرها، ويعد بأنه سيكون في البيت الأبيض في كانون الأول/ يناير".

وأوضحت أنه في جميع أنحاء الحكومة التي يشرف عليها ترامب، من خلال الإجراءات في البنتاغون، وإنكار الوباء، واللامبالاة في الاقتصاد، يقوم الرئيس وحلفاؤه بتقويض الرئيس المنتخب جو بايدن، وإيذاء الشعب الأمريكي، بالإضافة إلى عدم إقرار أي منهم بأنه على وشك أن يتم استبداله.

وقال كاتب التقرير "زاكي بي وولف": كان ترامب منشغلا في الأيام الماضية بإقالة المسؤولين الذين يعترفون بأي شيء يتعارض مع رواية تزوير الانتخابات. آخرهم كان كريستوفر كريبس، مسؤول وزارة الأمن الداخلي الذي أكد على أن الانتخابات كانت محمية من التدخل.

ونشرت الشبكة دليلا موجزا عن الكيفية التي سيترك ترامب فيها الأمور لخليفته.

وفي تقرير صدر عن فريق الأمن القومي في "سي إن إن"، كشف فيه عن كيفية عمل إدارة ترامب بنشاط لجعل حياة بايدن أكثر صعوبة. الهدف من هذه الجهود هو إشعال الكثير من الحرائق حتى لا يتسنى لإدارة بايدن إخمادها، كما قال مسؤول في الإدارة في التقرير.

 

اقرأ أيضا: ترامب يواصل الحديث عن "تزوير" وأوباما يسخر منه (شاهد)

وتعمل إدارة ترامب على سحب المزيد من القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق في الأيام الأخيرة من عهد ترامب كرئيس، والتفكير في تصنيفات إرهابية جديدة في اليمن؛ لتعقيد جهود الوساطة في السلام، والحصول على تفويض لبيع أسلحة ضخمة يمكن أن يغير ميزان القوى في الشرق الأوسط، والتخطيط لهجوم في اللحظة الأخيرة على الصين، وتعويم فكرة توجيه ضربة عسكرية لإيران في اللحظة الأخيرة، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

 

بالإضافة إلى بناء جدار من العقوبات يجعل من الصعب على بايدن الانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي أحبطه ترامب. 

 

إلى جانب إرسال مايك بومبيو في أول زيارة رسمية من نوعها لوزير خارجية أمريكية إلى مستوطنة إسرائيلية.

ووفقا للخبراء في التقرير، فإن تعمد إدارة ترامب بجعل الأمور أكثر صعوبة على بايدن قد يؤدي إلى حجة قوية لترامب للعودة إلى السباق الانتخابي في عام 2024.

ويعد تغيير ترامب للقيادة المدنية في البنتاغون في آخر لحظة جزءا من هذا الجهد.

وسيؤدي فشل ترامب في التفاوض مع الكونغرس بشأن الحافز الجديد لجائحة كورونا إلى إعداد بايدن لخوض معركة سياسية في يومه الأول حول كيفية مساعدة الأمريكيين المتضررين من الوباء.

 

ومن الأمور التي ستنتهي صلاحيتها في كانون الأول/ ديسمبر دون اتخاذ أي إجراءات أخرى:
1- أحكام لتعزيز التأمين ضد البطالة
2- تأجيل سداد قرض الطالب
3-توفير إجازة عائلية مدفوعة الأج
4- تمويل إغاثي للولايات التي تم تدمير قاعدتها الضريبية من فيروس كورونا
5- وقف عمليات الإخلاء


ويمكن أن يعالج ترامب هذه العناصر بأوامر تنفيذية إذا كان سيركز عليها، بغض النظر عن المعركة السياسية الرئيسية لرئاسة بايدن مع مجلس الشيوخ الذي سيسيطر عليه الجمهوريون أو الديموقراطيون.

 

كما وقّع ترامب على تأجيل مؤقت لضرائب الرواتب هذا العام، لم يشارك فيها جميع أرباب العمل،  ولكن مع عدم قدرة ترامب على تأخير الضريبة لفترة دائمة أو العفو عنها، سيتعين على بايدن معرفة كيفية جعل الضرائب المتراكمة لا تبدو وكأنها زيادة ضريبية عالية عند استحقاق الوقت في عام 2021.

 

اقرأ أيضا: تقرير: إيران وحلفاؤها يتأهبون لضربة قد يشنها ترامب

أما فيما يخص إضعاف الديمقراطية الأمريكية، فأهمها هو رفض ترامب القطعي بقبول شرعية فوز بايدن، وهو جزء لا فائدة منه في نهاية المطاف، لأن بايدن سيؤدي اليمين الدستوري في كانون الثاني/ يناير ولن يكون ترامب رئيسا بعدها.

وسيكون لأفعال ترامب عواقب إما لأنه يريد سحب ديون الحملة، أو زرع إمبراطورية جديدة من الكافرين بالديمقراطية، أو لأنه غير قادر شخصيا على الاعتراف بالهزيمة.

ومن الواضح أن العديد من أتباع ترامب متفقون في عدم تصديقهم لنتائج الانتخابات. إذا كانت القاعدة الجمهورية هي أن بايدن ليس رئيسا حقيقيا، فهذا سيؤدي إلى الوقوف في طريق جهوده للحكم في السنوات الأربع المقبلة، ويعرض العملية الديمقراطية للخطر.

وإذا كان بايدن سيحكم كوحدة واحدة كما وعد، فسيتعين عليه أولا إيجاد طريقة للوصول إلى الأشخاص الذين يتم إعدادهم لتصديق الفكرة المغايرة للواقع بأنه سارق انتخابات.

ويختم التقرير بقوله إنه "سوف يجادل الجمهوريون بأن ترامب كان معرضا للمثل من قبل الديمقراطيين السيئين، لكن هذا تكافؤ خاطئ؛ لأن الديمقراطيين أمثال باراك أوباما وهيلاري كلينتون وغيرهم اعترفوا بانتصار ترامب في الوقت الفعلي".