صحافة دولية

MEE: بعد هجوم السعودية على الإخوان.. ما مصير إصلاح اليمن؟

استهدفت السعودية والإمارات الإصلاح عدة مرات خلال الحرب- واس

نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا حول التحالف السعودي مع حزب الإصلاح اليمني، والخلاف المتعلق بعلاقته مع الإخوان المسلمين.

 

وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن التحالف مع إصلاح اليمن يتعرض لضغوط في ظل استهداف الرياض لجماعة الإخوان المسلمين بشكل وضع فرعها اليمني تحت ضغوط جديدة.

 

ومنذ 2014 والسعودية والإمارات تخوضان حربا على الجماعة وقامتا بتصنيفها كجماعة "إرهابية"، لكن السعوديين وجدوا ومنذ عقود شريكا لهم في اليمن، وقد تقوت الشراكة وأهمية الحزب بعد الحرب التي شنها التحالف بقيادة السعودية ضد جماعة الحوثي عام 2015.

 

وقامت الرياض بتزويد الحزب بالسلاح بل ونشرت قواتها إلى جانب مقاتليه وتجنبت الحديث المعادي ضد الإخوان.

 

وتغير هذا في الأسبوع الماضي عندما أصدرت هيئة كبار العلماء بيانا اعتبرت فيه جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية بحيث جعلت مسؤولي الحزب في السعودية يبحثون عن طريقة لفهم البيان.

 

وجاء في بيان الهيئة أن حركة الإخوان المسلمين هي جماعة إرهابية ولا تمثل نهج الإسلام ولكنها تتبع بطريقة عمياء أهدافها الحزبية والتي تتناقض مع تعاليم الدين الحنيف.

 

واتهم البيان الجماعة بالتخفي خلف الدين لممارسة الخروج والمعارضة والعنف والإرهاب. ويعتبر هذا أول بيان رسمي من السعودية عن الإخوان منذ 2014.

 

واستهدفت السعودية والإمارات الإصلاح عدة مرات خلال الحرب رغم أنهم جميعا يقاتلون على جبهة واحدة ضد الحوثيين.

 

واستأجرت الإمارات المرتزقة لقتل قادة الإصلاح فيما واجهت الجماعات المحلية الموالية لها الحزب ودخلت في نزاعات معه.

 

اقرأ أيضا : ابن دغر يهنئ حزب الإصلاح باليمن ويشيد بتضحياته

 

وفي رد على بيان هيئة كبار العلماء اتهمت الحائزة على جائزة نوبل توكل كرمان المملكة وولي عهدها بقمع الحريات.

 

وفي تغريدة نشرتها يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر قالت فيها: "لأعضاء مجلس كبار العلماء المنافقين ولابن سلمان ومن يلمعون حذاءه يكافح أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في السعودية من أجل الحرية فيما يقمع ابن سلمان الحريات لكل الأطراف، الإخوان المسلمين وغيرهم".

 

وأضافت: "سجون ابن سلمان مليئة بمن قالوا "لا" ومن يتوقعون "لا"“ و"السعودية هي أم وأب الإرهاب".

 

ويعمل عدد كبير من أعضاء حزب الإصلاح في السعودية، فهم ضمن رئاسة عبد ربه منصور هادي التي تعمل منذ بداية الحرب من الرياض.

 

ولم يصدر أي بيان رسمي لكن أعضاء الإصلاح يعتقدون أن تحالفهم مع السعودية قد انتهى. ونقل الموقع عن عضو في حزب الإصلاح: "تشن الإمارات حربا علينا منذ 2017 وتدعم المجلس الانتقالي الجنوبي لمحاربة الجيش في الجنوب ولكن السعوديين التزموا بالحياد".

 

وقال مصدر إن الحزب طالما شعر بتخلي السعودية عنه أكثر من مرة لكنه لم يتوقع وسمه بالإرهاب خاصة أن أعضاءه في السعودية التي حاربت إلى جانب الحزب.

 

وقال عضو الحزب: "قبل 2015 اتهمت السعودية الإخوان بالإرهاب ولم تكن العلاقة جيدة. ولكن في عام 2015 بدأ تحالف جديد وبدأ مقاتلو الحزب بالحرب إلى جانب الجنود السعوديين".

 

وبحسب المصدر فقد حاولت السعودية إجبار الحزب على التحالف مع الإمارات وطاعة أوامرها لكن "عناصر الإصلاح موالون لبلدهم وليس لبلد آخر".

 

وقال عضو الحزب إن اتهامات الإرهاب لا أساس لها ولكنها غيرت العلاقة بين الحزب والتحالف، ولكنه أكد أن هذا لا يعني انضمام الحزب إلى صفوف الحوثيين.

 

ويرى الصحافي اليمني محمد علي أن الولاء السعودي- الإماراتي يتفوق على أي تحالف مع الرياض. وقال: "هناك خلافات بين الإمارات والإخوان المسلمين في عدة دول واتخذت السعودية الخطوات لإعلام العالم أنها تدعم الإمارات ضد الإخوان المسلمين. وفي اليمن أعتقد أن حزب الإصلاح كان يعرف جيدا أن السعودية هي ضدهم وقبل هذه التهم".

 

وأشار إلى أن الإمارات تواجه الإخوان في مصر وليبيا حيث تم جر حزب الإصلاح إلى هذه المواجهة كما يقول علي.

 

ويرى مصطفى اليافعي الداعم للسعودية وقاتل في الماضي مع المجلس الانتقالي الجنوبي إن الرياض لم تتوصل إلى هذا القرار في ليلة وضحاها ولكنه يطبخ منذ سنوات.

 

وقال: "الاتهامات هي ضد الإخوان المسلمين بشكل عام وليس من هم في اليمن. ولن نخبر السعوديين ما يجب عمله وما لا يجب، علينا أن نكون منطقيين في تفكيرنا".

 

واتهم اليافعي الإصلاح بعدم تقبل آراء الآخرين وأن اليمن سيدمر لو سيطروا عليه و"كلنا نعرف أن أعضاء الإصلاح موالون لقادتهم وليس لبلدهم ويطبقون ما يطلبه منهم قادتهم وليس القانون، وبالنسبة لي شخصيا أتفق مع هذه الاتهامات الصادرة عن هيئة كبار العلماء وأن أفراد الإخوان يتبعون أهدافا حزبية بشكل أعمى".

 

وقبل خمسة أعوام كانت القوى المحيطة بهادي موحدة وتقاتل جنبا إلى جنب ضد الحوثيين في عدن وتعز وبقية المحافظات.

 

ولكنها اليوم متشرذمة وتزداد انقساما مع كل مناوشة. وفي 2020 قرر زعيم إصلاحي هو محمد علي الخزيعي ترك مأرب وانضم للحوثيين في صنعاء حيث قال إن عددا آخر يريد عمل ما فعله.

 

وقال إن الخطوة جاءت نتيجة لخيبة الأمل من التحالف السعودي- الإماراتي وبعد اكتشاف هدفهم. وقال إن بعض قادة الإصلاح يرون أن الحوثيين يدافعون عن سيادة واستقلال اليمن، وهو موقف وصف بالدرامي من قائد قاتل في كتيبة الصقور التابعة لهادي في مأرب وقاتل إلى جانب القوات السعودية.

 

وانشق في تموز/ يوليو عدد من قادة الإصلاح العسكريين وذهبوا إلى صنعاء. ويرى الخزيعي أن العدوانية السعودية ستدفع الإصلاح نحو الحوثيين "لا يريد الإصلاح القول إن السعودية هي العدو نظرا لوجود عدد من قادته في داخل المملكة، ولكنهم يعتقدون أنها العدو".

 

ويرى أن الحل الأسلم هو المصالحة الوطنية والتوصل لحل سلمي للحرب المستمرة.