سياسة دولية

ثلاث مدن صنعت الفارق ومنحت بايدن الفوز بالانتخابات

لعبت المدن الثلاث الدور الأهم والحاسم في منح بايدن 41 مقعدا بالمجمع الانتخابي، وتجاوز عتبة الـ270 مقعدا المؤهلة للفوز- تويتر

تأكد أخيرا فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، على حساب غريمه الجمهوري، دونالد ترامب، بعد منافسة محمومة ومشاركة بلغت مستوى تاريخيا، فيما تشير البيانات إلى أن مدنا بعينها حسمت النتيجة في مراحل السباق النهائية.

وحصد بايدن أكبر عدد من الأصوات حصل عليه مرشح رئاسي في تاريخ الولايات المتحدة، بواقع أكثر من 74.8 مليون صوت، حتى مساء السبت، ولكن ترامب هو الآخر حصد ثاني أكبر عدد من الأصوات حصل عليه مرشح رئاسي، بواقع نحو 70.6 مليون صوت، وهو ما يتجاوز أيضا السقف التاريخي الذي حصل عليه باراك أوباما عندما فاز بانتخابات عام 2008 (69.5 مليون صوت).

وبالنظر إلى المشاركة التي لم يسبق لها مثيل، من حيث النسبة المئوية، منذ أكثر من قرن، ويقدر أن تتجاوز 61.7 بالمئة، وسخونة المشهد في الولايات الحاسمة حتى بعد يوم الانتخابات، وإلى مساء السبت، فإن كل ذلك يعكس استقطابا حادا في الشارع الأمريكي بين أنصار المعسكرين.

ومن بين مقاطعات البلاد الثلاثة آلاف و141، حسمت ثلاث مقاطعات فقط السباق الرئاسي، ومنحت بايدن الفوز بأكثر الولايات تأرجحا واستقطابا.

والمقاطعات الثلاث هي: فيلادلفيا، الأكبر في ولاية بنسلفانيا، وهي إلى حد كبير عبارة عن مدينة تحمل الاسم نفسه (20 مقعدا بالمجمع الانتخابي)، وميلووكي، كبرى مقاطعات ولاية ويسكانسون (10 مقاعد)، وبيما، وتحديدا مركزها مدينة توسان، في ولاية أريزونا (11 مقعدا)، وقد تنضم مقاطعة رابعة، هي  فولتون، وبشكل خاص مدينة أتالانتا، عاصمة ولاية جورجيا (16 مقعدا)، في حال حسم بايدن الفوز بها.

 

ولعبت المدن الثلاث الدور الأهم والحاسم في منح بايدن 41 مقعدا بالمجمع الانتخابي، وتجاوز عتبة الـ270 مقعدا المؤهلة للفوز، وصولا إلى مجموع 290 حاليا، مقابل 214 لترامب.

 


فيلاديلفيا 

 

أنهت المدينة تقدم ترامب في بدايات السباق، ومنحت حصة الولاية في المجمع الانتخابي لبايدن، ما حسم الجدل بشأن فرص الرئيس الجمهوري بقلب النتيجة لصالحه.

وتمتلك الولاية رابع أكبر رصيد في المجمع الانتخابي من بين الولايات الأمريكية، بواقع 20 مقعدا، 12.8 مليون نسمة، لكن مدينة فيلاديلفيا (1.5 مليون نسمة)، وحدها، قلبت النتيجة لصالح بايدن، ومنحته 81 بالمئة من أصواتها، مقابل 18 بالمئة فقط لترامب.

ويزيد ذلك الفارق بين الخصمين في فيلاديلفيا، وحدها، عن إجمالي الفارق بينهما في عموم الولاية، والبالغ حتى مساء السبت نحو 37 ألف صوت.

وتتمتع المدينة بحضور كثيف لليبراليين ولذوي الأصول الأفريقية، الذين يشكلون أكثر من 40 بالمئة من سكانها، وهو ما يتوقع أن يكون قد لعب دورا كبيرا في صياغة هذا المشهد، الذي حرم فيه ترامب، رغم تفوقه النسبي في بقية أرجاء الولاية، من الاحتفاظ بالاختراق الذي حققه عام 2016، بفوزه في بنسيلفانيا، الديمقراطية تقليديا.

 

اقرأ أيضا: هذه الولايات التي كسبها بايدن من ترامب مقارنة بـ2016 (خريطة)

ميلووكي

وفي ويسكانسون، وهي ولاية أخرى انتزعها ترامب من الديمقراطيين عام 2016، استقر الفارق بينه وبين بايدن عند حدود 25 ألف صوت فقط لصالح الأخير، حاصدا مقاعدها العشر في المجمع الانتخابي.

ولولا فوز بايدن العريض في عاصمة الولاية، ميلووكي، ذات المليون نسمة تقريبا، لما تحقق له استعادتها من غريمه الجمهوري.

ووسط مشاركة كثيفة، حصل بايدن على 69 بالمئة من أصوات الناخبين في المدينة، مقابل 29 بالمئة فقط لترامب، ما مكن "الرئيس المنتخب"، كما بات يطلق عليه الآن، من قلب تأخره في ويسكانسون إلى تقدم ساهم بإيصاله إلى البيت الأبيض.

توسان

ويتكرر المشهد في أريزونا، ذات المقاعد الـ11 في المجمع الانتخابي، إذ حسمت مدينة توسان في مقاطعة بيما النتيجة، لا سيما بعد وقوف المؤشر في مقاطعة ماريكوبا، التي تضم وحدها أكثر من 55 بالمئة من سكان الولاية عند تقدم طفيف بواقع لبايدن، بواقع نقطتين مئويتين.

ومنحت توسان فارقا كبيرا لبايدن في السباق الرئاسي، ما مكنه من خطف عموم الولاية من الجمهوريين لأول مرة منذ عام 1996.

وتضم مقاطعة بيما أكثر من مليون نسمة، جلهم في مركزها والضواحي المحيطة بها، وهي الثانية من حيث عدد السكان في الولاية، ومنحت بايدن نحو 60 بالمئة من أصواتها، مقابل 39 بالمئة لترامب، وصنعت بذلك الحدث التاريخي بخروج الولاية من أيدي الجمهوريين، بفارق نحو 20 ألف صوت فقط.

 

ولاحظت العديد من التقارير في الآونة الأخيرة تغيرا في التركيبة السكانية بولاية أريزونا عموما، ومقاطعة بيما تحديدا، المحاذية لحدود البلاد مع المكسيك، مع ازدياد حضور ذوي الأصول اللاتينية، والذين فقدهم ترامب بسياساته في ملف الهجرة.