مقابلات

ندوة "عربي21": حمدوك لا يريد منح ورقة التطبيع لترامب (شاهد)

قال الرزيقي: "من المؤسف أن المكون العسكري بالسودان هم الأكثر حماسا للتطبيع"- عربي21

سلطت ندوة "عربي21" الضوء على مسألة إمكانية التطبيع السوداني مع الاحتلال الإسرائيلي، في ظل تصاعد وتيرة الأنباء التي تتحدث عن اقتراب ذلك، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته رفع الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد دفع التعويضات المالية.


وقال نقيب الصحفيين السودانيين الصادق الرزيقي إن "هناك موقفا سياسيا وأخلاقيا للأحزاب، خاصة الأحزاب القومية بالحكومة، تجاه قضية التطبيع"، موضحا أن "أحزاب البعث والناصري والأمة ومجموعة الأحزاب الاتحادية، لديها موقف معلن وملتزم به وقواطع فكرية وإيديولوجية ترفض التطبيع".


وأشار الرزيقي إلى أن "الحزب الشيوعي ليس لديه موقف واضح من القضية الفلسطينية"، مستدركا بأن "جميع المواقف المتخذة مؤخرا، هي مواقف تكتيكية مرتبطة بالخارج".

 

اقرأ أيضا: وفد إسرائيلي يزور السودان تمهيدا لإعلان التطبيع


ورأى الرزيقي أن "رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ووزير خارجيته وبعض الوزراء الذين يحملون الجنسية الأمريكية بالحكومة الانتقالية، هم أقرب للحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة"، مبينا أنهم "لا يرفضون التطبيع، لكنهم لا يريدون أن تكون هذه الورقة بيد الرئيس الحالي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية".


لكنه رجح أن توافق بالنهاية المكونات الانتقالية على التطبيع مع الاحتلال، مرجئا ذلك إلى وجود معلومات تقول إن "رفع السودان من قائمة الإرهاب، ليس لدفعهم التعويض، وإنما لوجود موافقة على مسألة التطبيع (..)، وإذا لم تتم هذه المسألة فلن يرفع السودان من القائمة الأمريكية".

 


وحول موقف المكون العسكري، قال الرزيقي: "من المؤسف أنهم الأكثر حماسا للتطبيع"، معتقدا أن "هناك إرادة دولية وإقليمية وراء هذا الموقف، وأن هناك صفقات تمت بين المكونات العسكرية وبين قوى خارجية حول هذا الملف، لأنه لم تكن مطروحة قضية التطبيع، خاصة بين الأجهزة النظامية بهذا الشكل (..)".

 

اقرأ أيضا: ندوة "عربي21": 6 تحديات تواجه المرحلة الانتقالية بالسودان


وتابع: "لم يجرؤ عسكري سوداني واحد بالسابق، على مخالفة قيم المجتمع السوداني وتاريخه مع القضية الفلسطينية"، منوها إلى أن موضوع التطبيع طرح فترة البشير.


وتحدث عن معلومات مرتبطة بزيارة وفد خليجي إلى السودان عام 2018، ولقائه بالبشير، وتسليمه رسالة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشأن التطبيع، لكن بعد رفض البشير، صارحه الوفد الخليجي بأنه لن يبقى في السلطة.


ونوه إلى أنه "بمجرد التغيير الذي حدث، فقد بدأت الاتصالات والاختراقات الإسرائيلية، والتي كانت واضحة منذ الأيام الأولى، حينما التقى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بنتنياهو في أوغندا"، مشددا على أن هذا اللقاء كان بعلم الحكومة الانتقالية. وأكد أن شرط التطبيع مع إسرائيل ليس جديدا، وكان مطروحا في جميع جولات التفاوض منذ زمن البشير".