ملفات وتقارير

هل تُبعد لقاءات جنيف العسكرية شبح الحرب عن ليبيا؟

اللقاءات تجري في مقر الأمم المتحدة بجنيف- قناة ليبيا الأحرار

تواصل اللجنة العسكرية الليبية "5+5" أعمالها في مقر الأمم المتحدة بجنيف لليوم الثاني على التوالي باجتماعات مباشرة بين وفدي حكومة الوفاق، وقوات اللواء خليفة حفتر.


وبينما تفاءل البعض بتوصل اللجنتين إلى اتفاق حول مناطق التماس في سرت والجفرة يضمن وقفا دائما لإطلاق النار، تمهيدا للتسوية السياسية، رأى آخرون أن الاتفاق يبدو بعيدا، باعتبار أن حفتر يرتهن قراره لداعميه (مصر، الإمارات، روسيا). ويبقى السؤال، هل تُبعد لقاءات جنيف العسكرية شبح الحرب عن ليبيا؟


الكاتب والمحلل السياسي الليبي، عبد الله الكبير، قال إن المباحثات تخص الترتيبات الأمنية والعسكرية في منطقتي سرت والجفرة، بما يضمن الاتفاق النهائي على وقف الحرب وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.


وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21، أن "ثمة الكثير من نقاط الخلاف، وكذلك الكثير من الضغوطات الدولية، لذا ربما يتم التوافق على إخلاء مدينة سرت من المظاهر المسلحة وتشكيل مجلس عسكري بين الطرفين.، فيما تبقى الملفات الأخرى دون حسم".

 

اقرأ أيضا: اللجنة العسكرية الليبية تواصل اجتماعها في جنيف لليوم الثاني

وردا على سؤالنا حول نظرة الشارع لهذا اللقاء، وترقبه لنتائجه قال: "يأمل الجميع أن ينتج عن هذا الحوار العسكري ما يبعد شبح الحرب، وأن تستعيد البلاد وحدتها، لكن الناس سئموا الصراع، وفقدوا الثقة في القيادات، وهم ينشدون التغيير الشامل عبر الانتخابات". 


بدوره، يرى المحلل السياسي أحمد الروياتي، أن مسار جنيف العسكري يمكن أن يكتب له النجاح، لأنه غير معني بالقضايا الرئيسية في الصراع بين الوفاق وحفتر، كونه معنيا بخلق بيئة مناسبة، وحلحلة الإشكاليات المرتبطة بالترسيم السياسي القادم المعني بقضية سرت والجفرة، واحتمالية جعلها منطقة منزوعة السلاح في إطار تسوية.


واستطرد: "اللجان العسكرية مهمتها الوصول لاتفاق جزئي يمهد للحل السياسي، ويرتكز جوهر هذا الحل على منع نشوب حرب ومواجهة جديدة بين الطرفين، لأن أي حل في ليبيا لا بد أن يستند على ترتيبات أمنية متفق عليها".

من جهته، قال مبعوث المجلس الرئاسي لدول المغرب العربي، جمعة القماطي، إن أعمال اللجنة العسكرية تنصب على ضمان وقف دائم لإطلاق النار بين الجيش الليبي، وقوات حفتر، بما يضمن فتح الطرق المغلقة وتبادل الأسرى.


لكن القماطي بدا غير متفائل بأي اتفاق قد يصدر عن اجتماع اللجنتين، ما لم توقع الدول الداعمة لحفتر عليه، إذ أن حفتر برأيه أداة بيد داعميه، ويأتمر بأمرهم، خاصة مصر والإمارات وروسيا، وبدرجة أقل فرنسا.

 

اقرأ أيضا: اللجنة العسكرية الليبية تلتقي بجنيف وتبحث حل القضايا الأمنية

وفي السياق قال القماطي في مقابلة متلفزة على قناة ليبيا الأحرار المحلية: "حتى لو كان هناك اتفاق رسمي، في الواقع من يتحكم في الأمور ليس حفتر، وإنما مرتزقة الفاغنر التابعة لروسيا، والتي تتحكم في الغرف العسكرية وفي مناطق واسعة من وسط وشرق ليبيا، لا سيما منافذ إنتاج النفط، وما لم توقع روسيا على وقف إطلاق النار، فإن أي اتفاق لن يكتب له النجاح".

 

وانطلقت المحادثات، الإثنين، وتستمر حتى 24 أكتوبر/تشرين أول الجاري، وتأمل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أن يتوصل الوفدان إلى حلحلة كافة المسائل العالقة؛ بغية الوصول إلى وقف تام ودائم لإطلاق النار في عموم أنحاء ليبيا.

ومنذ 21 آب/ أغسطس الماضي، يسود في ليبيا وقف لإطلاق النار، إلا أن الجيش الليبي أعلن خرق مليشيا حفتر وقف إطلاق النار أكثر من مرة.

وفي 3 شباط/ فبراير الماضي، انطلقت الجولة الأولى لاجتماعات اللجنة العسكرية في جنيف، التي تضم 5 أعضاء من الحكومة الليبية الشرعية و5 آخرين من طرف قوات حفتر، فيما جرت الجولة الثانية في 18 من الشهر ذاته، والثالثة في آذار/ مارس الماضي.