سياسة تركية

لماذا أعادت تركيا سفينة "أوروتش رئيس" إلى شرق المتوسط؟

عادت سفينة أوروتش رئيس إلى شرق المتوسط وسط تحذيرات يونانية- زارة الدفاع التركية

تحولت الأنظار مجددا نحو شرق المتوسط، بعد إرسال تركيا سفينة "أوروتش رئيس" إلى جنوبي جزيرة يونانية، على الرغم من قطع أثينا وأنقرة شوطا جيدا في تخفيض التوتر بينهما مؤخرا.

 

وأمس الاثنين، أعلنت تركيا بإخطار بحري "نافتكس" أن سفينة "أوروتش رئيس" تباشر أنشطتها جنوبي جزيرة ميس اليونانية، مجددا بعد عودتها الشهر الماضي إلى ميناء أنطاليا.

 

ومع تأرجح الأسباب حول عودتها الشهر الماضي إلى ميناء أنطاليا، فإن ذلك تزامن مع مفاوضات برعاية ألمانيا وحلف شمال الأطلسي بين أثينا وأنقرة، نتج عنها الاتفاق على آلية مشتركة للحد من التوتر العسكري، والإعلان عن استئناف المباحثات الاستكشافية بين أنقرة وأثينا المتوقفة منذ عام 2016.

 

ومن المقرر أن تجري سفينة "أوروتش رئيس" أنشطتها السيزمية في شرق المتوسط لمدة عشرة أيام، وسط توقعات بتمديد نشاطها، فيما علّقت اليونان قائلة إن "تحرك تركيا لإجراء عمليات مسح في شرق البحر المتوسط جنوبي الجزيرة اليونانية تصعيد كبير للتوتر يهدد السلام والأمن في المنطقة".

 

أربعة أسباب

 

وفي تقييمها لعودة سفينة "أوروتش رئيس" إلى شرق المتوسط، ذكرت قناة "سي أن أن" التركية، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن هناك أربعة أسباب تقف خلف ذلك.

 

وأوضحت أن السبب الأول يكمن في أن أنقرة أوضحت سابقا أنه عند انتهاء عمليات الصيانة فستعود "أوروتش رئيس" إلى عملها.

 

اقرأ أيضا: تجدد أزمتي "أوروتش رئيس" وحرب المناورات بين تركيا واليونان
 

ونقلت عن مصادر، أن عودتها لم يكن مفاجئا، مشيرة إلى أن أنقرة قالت إن ذلك فرصة دبلوماسية جيدة في الوقت ذاته، ولكن اليونان لم تستغل هذه الفرصة.

 

وأشارت إلى أن السبب الثاني، هو أن اليونان رغم تقدم المباحثات، لم تتخل عن مطالبها المتطرفة، فأنقرة تقول إن خريطة إشبيلية تم رفضها من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لكن أثينا تصر عليها.

 

وأضافت أن معارضة اليونان على أنشطة "أوروتش رئيس" على بعد 15 كيلومترًا من البر الرئيسي لها، هو جزء من تلك المطالب المتطرفة.

 

والسبب الثالث، بحسب القناة التركية، أن نتائج قمة الاتحاد الأوروبي بداية الشهر الجاري، كانت مخيبة للآمال بالنسبة لتركيا.

 

ونقلت القناة عن مسؤولين في أنقرة، تحذيرهم من أن نتائج قمة الاتحاد الأوروبي يمكن أن تؤثر سلبا على مبادرات الحوار.

 

أما الرابع والأخير، فإن تركيا لم تجد جدّية من اليونان بشأن الحوار في شرق المتوسط.

 

وأوضحت أنه بينما أبدت أنقرة استعداداتها بشأن المفاوضات مع أثينا، فقد أعطت رسالة بأنها ستعطل كافة الألاعيب والمماطلات من اليونان وغيرها، لذلك فإنها قامت بتحريك "أوروتش رئيس" مرة أخرى إلى موقعها السابق.

 

يشار إلى أن الإخطار البحري بشأن عودة "أوروتش رئيس"، جاء بعد إعلان اليونان إجراء مناورات في بحر إيجة بالتزامن مع ذكرى تأسيس الجمهورية التركية في 29 تشرين الأول/ أكتوبر، وردا على ذلك أعلنت تركيا إعلانا مماثلا في الـ28 من الشهر ذاته.

 

ومع إعلان اليونان لإجراء مناورات في بحر إيجة، تنظر تركيا لهذه الخطوة بأنها تأتي في إطار وضع العراقيل للحوار، ومحاولة التأثير على الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على تركيا، بعد فشلها سابقا في ذلك.

وزير الطاقة التركي يحذر

 

وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، الاثنين، إن سفينة الأبحاث "أوروتش رئيس" تعمل ضمن الجرف القاري للبلاد.

 

اقرأ أيضا: أنقرة: سنحل خلافاتنا مع أثينا ثنائيا وليس عبر الاتحاد الأوروبي

وفي تصريح بمركز تطوير تكنولوجيا التعدين بولاية أسكي شهير (شمال غرب البلاد)، أشار دونماز إلى أن السفينة "أوروتش رئيس" تواصل أعمالها شرق البحر المتوسط، بما يتماشى مع القانون الدولي.


وحذر الوزير التركي جهات لم يسمها من الاقتراب من المناطق الخاضعة لصلاحية بلاده شرق المتوسط.
وأكد دونماز أن تركيا لا تزال منفتحة على الحوار مع اليونان حول شرق المتوسط.

 

اليونان: لا محادثات استكشافية قبل سحب "أوروتش رئيس"

 

وقال متحدث باسم الحكومة اليونانية، الثلاثاء، إن بلاده لن تشارك في محادثات استكشافية مع تركيا طالما بقيت سفينة "أوروتش رئيس" في المنطقة.

وأضاف المتحدث ستيليوس بيتساس لإذاعة سكاي: "لن نجري اتصالات استكشافية مع تركيا طالما بقيت أوروتش رئيس في المنطقة".