صحافة دولية

بوليتيكو: إصابة ترامب قد تدمر أهداف "الجمهوري" بالانتخابات

العديد من مسؤولي ترامب أصيبوا بالفيروس- جيتي

قالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إن السناتور ليندسي غراهام كان مثل بقية الجمهوريين في واشنطن يراقب ثلاث أزمات سياسية ساءت بسبب انتشار فيروس كورونا وسط الطبقة العليا في الحزب.

وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21"، أن الأزمة الأولى كانت الرئيس نفسه، فحالة دونالد ترامب الصحية ظلت لغزا لغراهام ولغيره. وقال السناتور البارز إنه لم يتحدث مع الرئيس منذ يوم الجمعة، بعد إعلانه عن نتيجة الفحص الإيجابي بكوفيد- 19. وقال إنه "كان بروح معنوية عالية" وأنه اتصل مع جاريد كوشنر للحصول على معلومات جديدة.

ولفتت إلى أن الأزمة الثانية تتمثل في المحكمة العليا، حيث أجبر الفيروس ستة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين منهم ثلاثة، كانت نتائج فحصهم إيجابية، على الحجر الصحي لمدة أسبوعين على الأقل.

ومن بينهم اثنان في اللجنة القضائية التي يترأسها غراهام وهما توم تيليس ومايك لي. والخطط من أجل المصادقة على تعيين القاضية آمي كوني باريت باتت غير مؤكدة. وقال زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل: ""عدونا الأكبر" للمصادقة على باريت قبل الانتخابات وتأكيد الغالبية المحافظة في المحكمة العليا 6-3 هو فيروس كورونا، والحفاظ على الجميع بصحة جيدة للقيام بالمهمة".

واعترف ترامب بـ "العدو" وأنه قد يفشل الخطط، وسأل غراهام يوم الجمعة عن باريت وأكد له "إنهم يتحركون".

أما الأزمة الثالثة فهي خطط غراهام لإعادة انتخابه في ولاية ساوث كارولينا، وقال في عام 2015 إن ترامب "أحمق كبير"، وقد حسن علاقاته مع ترامب خلال العامين الماضيين، لأنه يريد الدفاع عن مركزه في الولاية.

ونجحت خطته حيث استطاع تأمين ترشيح الحزب له لكنه يواجه منافسا ديمقراطيا ممولا بشكل جيد وموهوبا وهو جيمي هاريسون. وقابل غراهام منافسه يوم السبت ويحاول السناتور الجمهوري معرفة ما حدث. وقال غراهام "جيمي رجل ذكي" و"ثبت على موقفه وسنرى ما يحدث". 

ولا تزال حظوظ غراهام عالية للفوز لكن حقيقة اقتراب الديمقراطيين من النصر في ساوث كارولينا يعني أن وضع الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ سيكون هشا.

وكان غراهام يتحدث في الوقت الذي خرج فيه ترامب لمقابلة أنصاره من مركز ولتر ميد الطبي. وعلق قائلا إن الرئيس حصل على خمس رئاسات ذكر منها أربع: التحقيق في التدخل الروسي ومحاكمته وانتشار فيروس كورونا وإصابته بالفيروس وفي كل مرة تم إعادة تشكيل رئاسته لكن لا يعرف كيف ستكون الأزمة الأخيرة. فنقاد ترامب داخل الحزب الجمهوري يقولون إن الفيروس الذي نخر في داخل الحزب سيدمره.

ولكن الشاكين به، بحسب المجلة، تحولوا إلى موالين له وهو ما ينسحب على كل الجمهوريين في واشنطن. ولو تم احتواء أسوأ ما في ترامب فيمكن للجمهوريين إبعاد الديمقراطيين عن البيت الأبيض وتحقيق الغالبية في المحكمة العليا وتأمين وضعهم في الكونغرس.

وحتى بعد إصابته بالفيروس كان ثمن التعامل مع ترامب باهظا. ولكن ثمن تعيين باريت والحفاظ على مجلس الشيوخ وحتى البيت الابيض لا يمكن التغلب عليه.

فحقيقة إصابة الرئيس بالفيروس وزوجته ومدير حملته ورئيس اللجنة القومية للحزب الجمهوري وعدد من مستشاريه وثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ معظمهم رحب بترشيح باريت، وضع أهداف حملة 2020 في حالة من الفوضى وهي حبكة لا يمكن لأي كاتب القبول بها لكونها مبالغة.

 وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض: "فعل ترامب الكثير لإفشال ترشيح باريت أكثر من الديمقراطيين" و"هم يخربون على أنفسهم وهذا مؤكد". لكل هذا يحاول الجمهوريون في واشنطن البحث عن طرق حول كيفية الاستفادة من مرض ترامب. وقال غراهام: "لا أعرف بالضبط كيف سيتكشف الأمر وآمل أن يتعافى الرئيس سريعا وبشكل كامل".

وأشار إلى أن عددا من قادة العالم تعافوا من الفيروس بدون مشاكل وأن وودرو ويلسون أصيب بالحمى الإسبانية ولكن بعد إعادة انتخابه. وهناك عدد من السيناريوهات التي يفكر فيها قادة الحزب تتراوح من أن مرض الرئيس سيساعده إلى أن الحزب يقف على حافة الكارثة. ويقف غراهام المتفائل مع المعسكر الأول.

وقال: "هذه فرصة له، بصراحة ولكي يتحدث عن الجانب الإنساني لهذا ويقول: هذا صعب وقاس ما نمر به" و"لو استطاع الخروج منه وظهر بمظهر المتواضع وركز على تسريع اللقاح وفتح البلد ولكن بطريقة آمنة، أعتقد أن هذا سيكون جيدا".

وفي شريط فيديو بث نهاية الأسبوع حاول ترامب تقديم نفسه بناء على النصائح التي اقترحها غراهام "سنهزم فيروس كورونا، أو مهما أطلقتم عليه وسنهزمه بطريقة حازمة". وأشار إلى الأدوية التي يتلقاها وستخرج قريبا "مثل المعجزات".

وهناك من الجمهوريين من يعوم فكرة استفادة ترامب من المرض، وزيادة التعاطف معه. وقال جمهوري مقرب من الرئيس "لو خرج وعاد إلى البيت الأبيض وقد تعافى بشكل كامل بعد 10 أيام من الآن وعاد للمناظرة فسيكون هذا شيء إيجابي". و"أعتقد أن هذا سيكون إنسانيا ويمكن أن يتعاطف مع 7 ملايين أصيبوا به".

 

اقرأ أيضا: WSJ: ترامب تكتم عن إصابته بكورونا وانتظر نتائج الفحص الثاني


وأضاف: "كما أن فكرة أخرى لهزيمة الفيروس مرتبطة برجولته". وقال رودي كريستوفر، صديق الرئيس ومدير نيوماكس: "أعتقد أن أقوى صفة في الرئيس هي صلابته"، وحتى لو اختلف الناس معه "فهم يحبون قوته وأرى أنه يظهر الصلابة خلال كوفيد".

 

وهناك عدد من الجمهوريين يعتقدون بقدرة الرئيس على الخروج من المشاكل الصعبة مثلما فعل مع أشرطة فيديو هوليوود الفاضحة والمحاكمة. وقال مسؤول في البيت الأبيض "شاهدنا هذا مرة بعد الأخرى" و"لا أعرف إن كانت هذه المرة مختلفة ولكننا سنرى".

 وعلى الجانب الآخر يقول جمهوريون إن الطريقة المتهورة التي تنقل بها، وعقد تجمعات انتخابية وتشجيع أنصاره على عدم ارتداء القناع كانت كارثية. وقال استراتيجي جمهوري مخضرم "أشعر اليوم وكأن الانتحابات قد انتهت" و"انخفضت الاستطلاعات الأسبوع الماضي وهناك شعور بأن النهاية اقتربت ولا أعرف كيف سيعيدون المسار للأحسن".

وقالت المجلة إن هناك عدة سيناريوهات، لمن يعتقدون أنه كان متهورا وبدأت عندما سيس فيروس كورونا وبدأت في نيسان/أبريل وأيار/مايو ووصلت للذروة الآن.

وتحدث مسؤول في الكونغرس أن التعامل مع الوضع خلال الأيام الماضية مثير للقلق، ولا يعرف إن كان هذا سيؤثر على أهداف الحملة: مثل إعادة انتخاب ترامب والمصادقة على باريت، والسيطرة على مجلس الشيوخ. وتساءل: "هل يتعاطف الناس معه لأنه مريض ويكافح المرض؟" وسيقولون: "أنت الرئيس ولو اتخذت كل الاحتياطات لما مرضت" ولو ظهر "أنك متهور فسيكون هذا مجازا عن تهوره" وعندها "فسنواجه تسونامي، ولكن من الباكر الحديث".

وهناك سيناريو آخر قد يدمر الحزب الجمهوري، وهو أن كذب البيت الأبيض حول تتابع الأحداث وأن الرئيس كان يعاني من كوفيد "فأعتقد أن هذا سيكون الأمر الأكبر الذي سيتردد بين الناس العاديين، الذين سيرون كم كان متهورا ووضع حياة الناس في خطر" مما يعني "دوامة الموت".