طب وصحة

إيكونوميست: العراق يعاني من أزمة كورونا حادة وأطباؤه في خطر

ستزداد مخاطر انتقال العدوى مع تدفق مئات الألاف على مدينة كربلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر المقبل- جيتي

تناولت مجلة "إيكونوميست" في عددها الجديد تقريرا عن حالة "كوفيد في العراق"، وقالت فيه إن البلد الأكثر إصابة بالفيروس بين الدول العربية، محطم بدرجة لا يستطيع حماية نفسه منه. 


وقالت في التقرير الذي ترجمته "عربي21": "أشفقوا على أطباء العراق، فهناك آلاف منهم أصيبوا بكوفيد-19 ولو لم يصل المرض إليهم فقد كان ليصل إلى أبناء العشائر". 


وتنقل الصحيفة عن طارق الشيباني، مدير إحدى المستشفيات في جنوب العراق: "في كل مرة يموت فيها مريض نحبس أنفاسنا".

 

وقبل شهر توفي في المستشفى الذي يديره هو، رجل شاب من قبيلة الحسناوي بعد إصابته بكوفيد-19. وفي الليلة التي توفي فيها الرجل اعتدى 20 رجلا من أقاربه على الدكتور الشيباني وتركوه فاقدا للوعي.

 

ويحاول الدكتور تقديم دعوى ضد المهاجمين الذين التقطت هجومهم كاميرات المستشفى إلا أن المسؤولين أخبروا عائلته أنه من الأفضل عدم فعل هذا.

 

وتقول المجلة إن العراق تخلى عن عملية الإغلاق العام منذ وقت طويل. وتبدو الحكومة عاجزة عن فرض التباعد الإجتماعي أو ارتداء الأقنعة (وبعض الرجال يعتبر ارتداء القناع إهانة لرجولتهم).

 

وليس لدى العراق المال الكافي للإنفاق على الخدمات الصحية التي انتُزعت أحشاؤها بسبب الحرب والفساد.

 

وفي الوقت نفسه يواصل رجال الدين عقد التجمعات الدينية الجماهيرية. وبحسب الأرقام الرسمية أصيب 350.000 شخص ومات 9.000 شخص، وهذه ليست الأرقام الحقيقية.

 

ولكن الرقم الرسمي يجعل العراق أعلى الدول العربية من ناحية الإصابات. ومثل شيوخ العشائر يقرر آيات الله قواعدهم الخاصة، فهم يواصلون الإحتفاء بأربعينية الحسين والحج إلى كربلاء.

 

وبدأ آلاف الشيعة مسيرة 500 كيلومتر من البصرة يأكلون وينامون معا في الأكواخ المنتشرة على الطريق.

 

وستزداد مخاطر انتقال العدوى مع تدفق مئات الآلاف على مدينة كربلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وتعتبر الحالات المسجلة في المحافظة القريبة الأعلى من بين محافظات العراق.

 

وربما كان هذا بسبب الزيارات التي تمت في آب/أغسطس. وحاولت الحكومة الحد من زيارات الأجانب وأغلقت الحدود وحدت من الرحلات الجوية القادمة من إيران.

 

ولكن هذا ما يمكنها عمله. وقال مستشار صحي سابق للحكومة: "يعتقد الناس أن زيارة قبر الحسين في كربلاء تشفي من كوفيد- 19". 

 

وقاد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الحملة لبقاء القبر مفتوحا للزيارة وتحدى المنع من إقامة صلاة الجمعة.

 

اقرأ أيضا : خبراء: سيناريو خطير ينتظر العراق بمغادرة البعثات الدبلوماسية

 

ويقوم العراقيون بحفر القبور التي دفن فيها المصابون بكوفيد- 19 على عجل ولدفنهم بطريقة رسمية. ولو توفرت العناية الطبية لساعدت العراق الذي ينفق على الصحة نصف ما تنفقه الدول الجارة للشخص الواحد، مثل الأردن.

 

وتم تبذير الكثير من المال أو سرقته. ويدير وزارة الصحة تكنوقراط لكنها تحت السيطرة الكاملة لرجال الصدر الذين يقفون في وجه الإصلاح.

 

واضطر وزير الصحة علاء علوان للاستقالة العام الماضي بعد حديثه عن الضغوط من داخل الوزارة، مع أنه حاول تنظيف الوزارة، وأقنعه مسؤول بالبقاء في منصبه ليستقيل بعد أشهر بسبب الفساد والإبتزاز وتشويه سمعته.

 

واليوم هناك أسِرة وأطباء أقل في مستشفيات العراق مما كان عليه الوضع قبل الغزو الأمريكي عام 2003. وتقول نقابة الأطباء العراقيين إن حوالي 200.000 طبيب خرجوا من البلاد. 

 

وأعلن الذين ظلوا في داخل البلاد عن إضراب بسبب ظروف العمل الفقيرة وعدم توفر الأقنعة وأبسط أنواع الحماية لهم.

 

وبسبب قلة الأطباء في المستشفيات يمقت مدراؤها فكرة الطلب من الأطباء المصابين الذهاب للحجر الصحي.

 

وبسبب تراجع موارد النفط نظرا لانهيار أسعاره ونقص الطلب عليه لن تتمكن الحكومة من توظيف المتخرجين الجدد.

 

ويقترح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تطوعهم لكن أقل ما يمكن أن تفعله حكومته هو حمايتهم من أبناء العشائر الغاضبين.