ملفات وتقارير

ماذا وراء زيارة الجربا "المثيرة للجدل" إلى موسكو؟

صحفي مطلع أكد أن وفد "جبهة السلام والحرية" بحث مع الأمريكيين الزيارة قبل التوجه إلى موسكو- فيسبوك

أثارت زيارة رئيس "تيار الغد"، الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، أحمد الجربا، رفقة وفد من "جبهة السلام والحرية"، إلى العاصمة الروسية موسكو، تساؤلات عديدة، خصوصا إزاء تزامنها مع زيادة التنافس الأمريكي- الروسي على النفوذ في منطقة شرق الفرات.

و"جبهة السلام والحرية"، التي تضم كيانات سياسية ناشطة في محافظة الحسكة، أكدت أنها ناقشت خلال الزيارة، التي جاءت تلبية لدعوة من موسكو، تطورات الوضع في سوريا، وآخر المستجدات المتعلقة بالحل السياسي.

وأضافت في بيان، وصل لـ"عربي21"، أنها طالبت خلال اجتماعها بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونائبه ميخائيل بوغدانوف، الجمعة، بممارسة دور فاعل في سبيل إطلاق سراح المعتقلين، والكشف عن مصير المخطوفين والمغيبين لدى النظام، وبقية أطراف الصراع، وضمان عودة طوعية وكريمة للاجئين إلى مناطقهم، مؤكدة أنها عبرت عن رفضها عمليات التغيير الديمغرافي في جميع المناطق السورية.

وتأتي الزيارة بعد أنباء عن انزعاج موسكو من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بسبب عدم تنسيقها مع تحركات القوات الروسية شرق الفرات، وكذلك بعد النشاط الواضح للولايات المتحدة في المنطقة، الذي تجلى بزيارة المبعوث الخاص الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري، للحسكة قبل أيام.

عن ماذا تبحث موسكو؟

وفي حديث لـ"عربي21"، قال المحلل السياسي، المختص بالشأن الروسي، بسام البني، إن موسكو "لا تبحث من خلال استقبالها الوفود السورية المعارضة عن هدف محدد، بقدر ما تكرّس سياستها الاستراتيجية في الملف السوري".

واستدرك بقوله: "غير أن الواضح من توقيت الزيارة أن موسكو ترد على التحركات الأمريكية الحثيثة شرق الفرات، والعمل الأمريكي المعطل لأي حل سوري- سوري".

وأضاف أن موسكو تحاول جمع الأطراف السورية للبدء بحوار سوري- سوري، وكذلك للتقدم بإنجاز حل سياسي وفق القرار 2254.

وبحسب البني، فإن ما تريده روسيا هو حل سياسي، ينهي التواجد الأجنبي على الأراضي السورية.

 

اقرأ أيضا: فصائل سورية لـ"عربي21": لا قرار رسميا بإرسال مقاتلين لأذربيجان

خلق حالة من التوازن

ومن الأهداف الأخرى لتوجيه الدعوة لـ"جبهة السلام والحرية"، وفق البني، سعي موسكو لخلق نوع من التوازن مع الدور الأمريكي في شرق الفرات، موضحا بقوله: "الجبهة تتكون من كيانات وازنة".

وربطت مصادر "عربي21" بين الزيارة وبين الأنباء عن رغبة روسية بتقليص وجودها العسكري في شرق الفرات، معتبرة أن استضافة الجربا، بما يمثله من ثقل عشائري في الحسكة، تؤكد أن روسيا ماضية في ابتزاز "قسد"، وتهديدها بالانسحاب من المنطقة، وتركها عرضة للتهديدات التركية.

التماهي مع توجهات أمريكا

وفي قراءة مختلفة للزيارة، رجح الصحفي محمد الحسين، من الحسكة، أن يكون الغرض من الزيارة هو محاولة إقناع الروس بالمشروع الأمريكي، حول إنشاء منطقة حكم ذاتي في شرق الفرات.

وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد أن وفد "جبهة السلام والحرية" بحث مع الأمريكيين الزيارة قبل التوجه إلى موسكو.

وما يؤكد ذلك، من وجهة نظره، أن الولايات المتحدة هي التي قادت مكونات "جبهة السلام والحرية" إلى التقارب فيما بينها، تمهيدا لإنشاء إقليم "حكم ذاتي" شرق الفرات.

وفي تموز/ يوليو الماضي، أعلنت أربعة كيانات سياسية سورية، وهي "تيار الغد السوري"، و"المجلس الوطني الكردي"، و"المنظمة الآثورية الديمقراطية"، و"المجلس العربي في الجزيرة والفرات"، عن تأسيس "جبهة السلام والحرية". 

وجاء في بيان الإعلان، أن "جبهة السلام والحرية" هي "إطار لتحالف سياسي بين عدد من القوى السياسية السورية التي تسعى إلى بناء نظام ديمقراطي تعددي لا مركزي يصون كرامة السوريين وحريتهم، لا مكان فيه للإرهاب والتطرف والإقصاء بكل أشكاله وتجلياته، تعمل وفقا للمبادئ والأهداف التي تم تضمينها في الرؤية السياسية".

وأضاف أن "الجبهة تدعم الحل السياسي في سوريا، وفق قرارات الشرعية الدولية، وأهمها قرار مجلس الأمن 2254، وبيان جنيف1، بما يحقّق تطلعات شعبنا في تحقيق الانتقال الديمقراطي إلى نظام يحترم حقوق الإنسان، ويضمن سيادة القانون، والتداول السلمي للسلطة، مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية".