صحافة دولية

"تايم" تعلن قائمة الـ100 الأكثر تأثيرا في 2020.. بينهم عرب

المخرجة السورية وعد الخطيب كانت ضمن الـ100 شخصية الأكثر تأثيرا بحسب مجلة تايم- جيتي

نشرت مجلة "تايم" الأمريكية تقريرا حول الشخصيات المئة الأكثر تأثيرا في العالم، لسنة 2020.

 

التقرير أوضح أن كلا من السورية وعد الخطيب (اسم مستعار لمخرجة أفلام)، ومواطنها المنشق "قيصر"، والصحفية المصرية لينا عطا الله، وسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، كانوا ضمن هذه القائمة.

 

وتم نشر القائمة التي تقوم المجلة بتجميعها منذ عام 1999 مساء الثلاثاء وتضمنت شخصيات تحت خمسة تصنيفات: الرواد والفنانون والقيادات والجبابرة والرموز.


ونالت قائمة هذا العام – التي تضمنت شخصيات أمثال مؤسسات حركة حياة السود مهمة: باتريس كالورز وأليشيا غارزا وأوبال توميتي، والناشطة الهندية ضد الإسلاموفوبيا بلقيس والتي تبلغ من العمر 82 عاما، والمدافع عن حقوق الأويغور نوري تيركل – إشادة كبيرة لتنوعها وتقديرها للناشطين في العالم.


ومن بين شخصيات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أدرجت الخطيب تحت تصنيف الرواد، وعطا الله تحت تصنيف الرموز والعتيبة وقيصر تحت تصنيف القادة.


وعد الخطيب
وبالنسبة لمخرجة الأفلام الخطيب، كانت السنة الماضية مليئة بالتقدير والجوائز، إذ فاز فيلمها "لأجل سما"، الذي تم تصويره بكاميرا يدوية على مدى 5 سنوات من الانتفاضة في مدينة حلب السورية بأربعة جوائز أفلام بريطانية BIFA بالإضافة لجائزة أفضل وثائقي في مهرجان كان السينمائي.


ويوثق الفيلم الشخصي قصة حب الخطيب وزواجها من حمزة وولادتها لابنتهما سما، كل ذلك في أجواء الموت والدمار الذي مزق مدينتها. 

 

وقالت الخطيب لصحيفة "ميدل إيست آي" العام الماضي إن الفيلم يدور حول ابنتها ولكن القصة التي يرويها هي قصة أوسع: "يدور الفيلم كله حول سما. سما ليست ابنتي فقط ولكنها كل أطفال سوريا".


وفي كانون ثاني/ يناير، أصبح الفيلم أحد أشهر الأفلام الوثائقية في تاريخ الأكاديمية البريطانية للأفلام والتلفزيون BAFTA حيث تم ترشيحه تحت أربعة تصنيفات. وفاز بجائزة أفضل وثائقي.


وقالت الخطيب للمشاهدين في كلمة قبول الجائزة: "في أحد المراحل بحثنا مع القناة الرابعة أين يمكننا دفن التسجيلات كي لا تضيع في حالة عدم نجاتنا".


كما تم ترشيح الوثائقي لجائزة أوسكار، فوصلت المخرجة إلى هوليود وهي ترتدي فستاناً طرزت عليه عبارة: "تجرأنا على الحلم ولن نندم على الكرامة" بالخط العربي، وهو موضوع الفيلم المركزي.


وكتب الممثل ومغني الراب، ريز أحمد، المقدمة حول الخطيب في قائمة تايم حيث قال: "لقد روت قصة أبطالها هم الناس العاديون الذين يخاطرون بكل شيء ليعيشوا أحرارا من الاستبداد: أطباء يعملون تحت النار لإنقاذ حياة الآخرين ومدرسون يعلمون الأطفال في صفوف تحت الأرض بينما تنهال القنابل في الخارج. قصة وحشية شديدة، ولكن مع أمل لا نهاية له". 


وفي إشارة إلى الفستان الذي لبسته الخطيب لجائزة أوسكار، قال أحمد إنه "يحترم رفضها التخلي عن ذلك الحلم".


لينا عطا الله
احتجزت الشرطة عطا الله قبل أربعة أشهر فقط بعد أن قامت بمقابلة أم ناشط معتقل في سجن طرة للموقع الإخباري مدى مصر، والذي تعرض العاملون فيه لحملة اعتقالات ومداهمات وحظر.


عطا الله هي مؤسسة ورئيسة تحرير مدى مصر والذي يوصف أحيانا "آخر قلاع الحرية الإعلامية" في مصر بسبب تقاريره وتحقيقاته المهمة في أفعال الحكومة. والموقع الإخباري ممنوع داخل مصر.


وكتبت الصحافية الاستقصائية ماريا ريسا في تعريفها للتايم: "بينما تقوم مجموعات الأخبار الأخرى في مصر بفرض رقابة ذاتية، يختار موقع مدى مصر تحت رئاسة تحرير لينا عطا الله أن ينشر تقارير يعلمون أنها ستجلب لهم 'مشاكل جيدة' – وقد حصل".


وقام أفراد من قوات الأمن المصريون بزي مدني بمداهمة مكاتب مدى مصر في تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي في القاهرة واعتقلوا ثلاثة صحافيين كبار بعد أن احتجزوا العاملين داخل المكاتب لساعات.


وقامت قوات الأمن بمصادرة كمبيوترات اللابتوب التابعة لموظفي الموقع وطلبت من بعضهم فتح أجهزتهم.


وقالت ريسا: "عندما تعيش هكذا، تحتاج كل يوم إلى قياس الحرارة وتجري حسابا ذهنيا.. أي التقارير ستتعامل معها؟ وما هو المدى الذي يمكنك الذهاب إليه؟".


وأضافت: "ولن تعرف إن ذهبت بعيدا حتى تفعل، كما حصل عندما اعتقلت لينا وفريقها وتم تقييدهم معا داخل شاحنة للشرطة، وقاموا بإمساك أيدي بعضهم البعض بينما بدأوا يفكرون بأثر ذلك على حياتهم وذكروا بعضهم البعض: 'نحن هنا بخيارنا'".

 

ومنذ قدومه للسلطة بعد انقلاب عسكري في 2013، قمع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي بشراسة أصوات المعارضة، واعتقل عشرات آلاف الأشخاص، كثير منهم منتقدون وكتاب وصحافيون ومدافعون عن حقوق الإنسان ومتظاهرون سلميون.


وأشاد المغردون على تويتر بتقدير مجلة تايم لعطا الله حيث أثنوا على "شجاعتها" و"عملها الرائع".


يوسف العتيبة

قد يكون التوقيت لعب دورا مهما في تقدير مجلة تايم للعتيبة الذي أدرج في القائمة بعد أسابيع من تطبيع الإمارات لعلاقاتها مع إسرائيل في صفقة تمت بوساطة من الرئيس دونالد ترامب.


وكتبت مراسلة تايم، فيفيان والت: "يوسف العتيبة قضى سنوات طويلة في رعاية لاعبين رئيسيين من خلال مأدبات باذخة وتبرعات خيرية سخية – ضئيلة بمقاييس الدولة الخليجية الثرية، ولكنها عملة قيمة في العاصمة الأمريكية".


وليس العتيبة الذي شغل منصب سفير الإمارات في واشنطن منذ عام 2008 غريبا عن إثارة الجدل. 


وكان موقع ميدل إيست آي قد كشف قبل عامين بأن المقربين من ترامب كانوا مستعدين لمشاركة العتيبة معلومات داخلية ورتبوا له مقابلة مع ترامب بينما كان لا يزال مرشحا رئاسيا.


وفي تقدير عمل العتيبة لم تتردد مجلة تايم بالإشارة في مختصرها في ذكر العناصر المثيرة للجدل في تأثيره.

 

وقالت والت: "منذ عام 2016 ساعد العتيبة حلف الإمارات، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في بناء علاقة جيدة مع إدارة ترامب بالرغم من سجل السعودية السيء في مجال حقوق الإنسان".


وقالت: "نجح في حث الولايات المتحدة على دعم حرب الحلفاء الخليجيين في حرب اليمن التي خلفت 100000 قتيل وتسببت بمجاعة ستقتل آلافا آخرى".


وفي رسالة كتبها في حزيران/ يونيو، حذر العتيبة إسرائيل من خططها لضم أجزاء من الضفة الغربية، ولكنه ذهب ليصف إسرائيل على أنها "فرصة وليست عدوا".


وكجزء من اتفاقية التطبيع مع الإمارات قالت إسرائيل ابتداء إنها وافقت على تعليق الضم ولكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال لاحقا إنه لا يزال ملتزما بالضم.


قيصر
كما تضمنت القائمة اسم "قيصر"، وهو الاسم الرمزي للمنشق العسكري السوري الذي هرب أكثر من 50 ألف صورة من سوريا أظهرت التعذيب والتجويع الذي تعرض له آلاف المعارضين في سجون الرئيس بشار الأسد.


وأظهرت الصور الأجساد العارية أحيانا والممزقة بوحشية، للمتعقلين منذ 2011 بسبب مشاركتهم في المظاهرات المعارضة للحكومة. 

 

وكتبت الصحافية لينزي أداريو: "تنبع شجاعته غير العادية في المحصلة من نزاهته وإيمانه بقوة التصوير كدليل. صور قيصر هي أكثر دليل ملموس على الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نظام الأسد حتى الآن".


وقالت: "لقد ساعدت شجاعة قيصر وعدم أنانيته المجتمع الدولي على اتخاذ خطوة ضرورية للغاية نحو محاسبة نظام الأسد على قتل شعبه والإفلات من العقاب".


وقام الكونغرس بالتصويت على قانون سمي قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا، باسم المنشق، في حزيران – حيث شمل مجموعة من العقوبات على البلد والأشخاص والكيانات التي تقدم دعما للنظام السوري. 

 

وانتقد بعض المراقبين هذه السياسة حيث حذروا من أنها ستدمر حياة السوريين العاديين الذين يحاولون إعادة بناء حياتهم بعد تسع سنوات من الحرب الأهلية.