صحافة إسرائيلية

مستشرق إسرائيلي: هذا ما ينتظره ابن سلمان قبل المضي بالتطبيع

ابن سلمان يمارس ضغوطا على عباس لاستئناف التفاوض بما يسمح للرياض بالمضي نحو التطبيع- جيتي

قال مستشرق إسرائيلي إن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، ينتظر عودة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى مسار التفاوض، قبل المضي نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

 

وأوضح "إيهود يعاري"، وثيق الصلة بأجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي، في مقاله على القناة 12 العبرية، أن "ابن سلمان يطلب من الأمريكيين التأكد من استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، رغم إدراكه بأنه ليس من فرصة للاتفاق، لكنه يسعى لإظهار شكل من الحوار، ليواصل المضي قدما باتجاه إسرائيل".

 

وأضاف "يعاري"، في مقاله الذي ترجمته "عربي21": "ولذلك طلب (ابن سلمان) من السلطة الفلسطينية عدم التمترس خلف عزل الإمارات، وحدث انخفاض واضح لحدة التصريحات في الأيام الأخيرة، فالتهديد السعودي الصامت يعني أن استمرار رفض أبو مازن (محمود عباس) سيفرض حظرا غير معلن عليه".

 

واعتبر الكاتب أن ابن سلمان، رغم عدم إدانته لمضي الإمارات نحو التطبيع، وسماحه لطيران الاحتلال بعبور أجواء المملكة، غير سعيد تماما بخطوة "منافسيه" في أبو ظبي.

 

وتابع بأن ابن سلمان "قرر الآن أن يهدئ الجميع، بمن في ذلك أتباعه، الجنرالان (عبد الفتاح) البرهان و(محمد حمدان) حميدتي في السودان.. وكذلك ملك البحرين (حمد آل خليفة).. كل هؤلاء سوف ينتظرون أوامر MBS".

 

اقرأ أيضا: كشف إسرائيلي عن ترتيبات إقليمية دولية للتطبيع منذ 2016 

 

وقال: "الاقتراح المطروح على الطاولة قدمه لرئيس السلطة الفلسطينية وزيرا خارجية الأردن ومصر، والنقطة الرئيسية هي العودة للمفاوضات تحت رعاية الرباعية الإضافية، أي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا، بجانب عدة دول عربية وسعودية في القلب منها، مثل هذه الآلية تمنح أبو مازن فرصة للانسحاب بأناقة من مقاطعته لإدارة ترامب دون قبول صفقة القرن كأساس للمناقشات".

 

واستدرك بالقول إن "مصادره في رام الله تؤكد أن أبو مازن كان قد قرر، بالفعل، بعد إلغاء الضم، استئناف التنسيق الأمني مع إسرائيل، ومنظومة العلاقات المدنية معها، إذ إنه يحتاج للسماح بتدفق الأموال من إسرائيل لخزائنه الفارغة، لكن الاتفاق مع الإمارات دفعه لتأجيل تنفيذ القرار، لأنه لا يريد الظهور منضما لاحتفال التطبيع، ويقول مساعدوه إنه قد ينتظر نتائج الانتخابات الأمريكية".


وأشار يعاري إلى أن "عباس لديه وعد سعودي في جيبه بالالتزام بمبادرة السلام العربية لعام 2002 التي تطالب بدولة فلسطينية قبل التطبيع، لكن الفلسطينيين ليسوا ساذجين لدرجة الاعتقاد بأنه التزام ملموس، لأنه يمكن فهم ما يفكر به ولي العهد السعودي تجاه القيادة الفلسطينية، وفق ما ينشر في الصحافة الرسمية بالمملكة، من توجيه اتهامات للسلطة بأنها ترفض أي اقتراح للتسوية، وتحصد مبالغ ضخمة من المساعدات العربية والأوروبية".


وتابع بأن ابن سلمان، إلى حين تحقق ما ينتظره من جانب الفلسطينيين والأمريكيين، يستغل الوقت لمعالجة قضايا أخرى، قبل أن يقرر كيفية تمثيل السعودية في حفل توقيع الاتفاقية بين الإمارات والاحتلال، لا سيما أزمته في اليمن.