ملفات وتقارير

شخصيات أردنية تعلق على تفاهمات أبوظبي بخصوص القدس

محللون وصفوا الاتفاق والتفاهم بأنه وعد بلفور جديد- ميدل إيست أي

انتقدت شخصيات أردنية في حديث لـ"عربي21"، ما نشره مركز "القدس الدنيوية" من نتائج بالغة الخطورة لاتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، والمتعلقة بواقع ومستقبل مدينة القدس المحتلة.

 

وقال تقرير المركز إن الاتفاق سينتهي إلى تغير غير مسبوق في واقع المدينة والمقدسات وحقوق المسلمين في الحرم القدسي الشريف.


وفي هذا الصدد قال رئيس لجنة فلسطين برابطة الكتاب الأردنيين، والعضو السابق في المجلسين الوطني الفلسطيني والثوري لحركة فتـح، ربحي حلّوم، إن ما جاء بالاتفاق حول المدينة المقدسة يعدّ فعليا "وعد بلفور جديدا".

وقال حلوم لـ"عربي21": "هذا انقلاب خياني على التاريخ والدين، والقيم والعروبة، وقدسية الأماكن المقدسة، وانقلاب على الوصاية الأردنية على المقدسات وعلى الموقف العربي برمته، واختراق مباشر في العدوان على حق الشعب الفلسطيني في فلسطين والمقدسات".

واعتبر أن ابن زايد يعيد استنساخ جريمة وعد بلفور وصفقة ترامب؛ "إنه يتصرف بشأن لا يملك فيه حقا ليهبه للصهاينة محتلي فلسطين وأعداء الأمتين العربية والإسلامية، وهذا انقلاب على إرث والده زايد آل نهيان الذي رحل وهو يردد (خسئ أولاد خيبر)، إذ يسعى ابن زايد لوضع المقدسات تحت وصاية ابن سلمان، بإشراف الكيان الصهيوني".

السلطات الأردنية، التزمت الصمت حيال ما نشره مركز "القدس الدنيوية" الذي قال إن "البند الوحيد الذي تم إعلانه عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي ربما يكون الأكثر خطورة في الاتفاق، وينطوي على تغيير مهم في وضعية المدينة المقدسة لصالح الإسرائيليين وبما ينسف أي أمل في المستقبل لأن تصبح مدينة القدس عاصمة الفلسطينيين".

ويشرح التقرير أنه "لأول مرة يتم اختصار حق المسلمين في المسجد الأقصى فقط" بدلاً من الحرم الشريف والذي يعتبر المسلمون أن كل ما في الحرم الشريف هو المسجد الأقصى وليس البناء وحده فيما يعتبر الإسرائيليون أن المسجد الأقصى هو البناء داخل الحرم، ويُسمون كل ما هو داخل أسوار الحرم باسم "جبل الهيكل"، وهو الأمر الذي يعني أن إسرائيل تريد إدخال تغيير جديد على واقع المدينة المقدسة وبموافقة وإقرار من دولة عربية وهي الإمارات، حيث إن "حق المسلمين في الصلاة يقتصر على المسجد الأقصى وليس كل الحرم الشريف".


اقرأ أيضا: أمير أردني يثير الجدل بتغريدة عن الإمارات.. واتصالات لتفادي أزمة


وزير الأوقاف الأردني الأسبق هايل الداود، قال بدوره لـ"عربي21": "لا أعلم ما إذا كانت هناك وعود تتعلق بوضع القدس في الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، واستبعد ذلك كون الإمارات تعلم أنها لا تملك شيئا في القدس، وأن المعنيين بالقدس هما الشعب الفلسطيني أولا الأردن ثانيا بحكم الوصاية الهاشمية". 


وأضاف: "أستبعد أن يكون هنالك وعد بهذا الخصوص؛ لأنه إعطاء حق ممن لا يملك لمن لا يستحق، كما أن العلاقة السياسية بين الأردن والإمارات تمنع المساس بالحقوق الأردنية والوصاية الهاشمية، ولو افترضنا جدلا أن هذا البند موجود فهو لا قيمة له؛ كون المسألة متعلقة بالفلسطينيين أولا ثم بالأردن صاحب الوصاية".

وقال إن "الملك عبد الله الثاني في عام 2013 حصل على تفويض من السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، بالوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية حتى تعود تلك الأماكن للسيادة الفلسطينية، لكن إسرائيل تحرص دائما على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى وهي متضايقة جدا من الوصاية الأردنية الهاشمية وتعتبر أن هذه الوصاية تحول بينه وبين مخططاتها في المسجد الأقصى".

تحذيرات من تغيير الوضع القائم

 

في المقابل صرح مصدر مسؤول لـ"عربي21"، بأن "المساس بالوضع التاريخي القائم للمسجد الأقصى سيكون له عواقب وخيمة"، مستشهدا بحوادث تاريخية كانت محطة لانطلاق صراع؛ مثل: اقتحام المسجد الأقصى والتجول في ساحاته عام 2000، وحادثة النفق عام 1990، وحادثة حرق المنبر والمسجد الأقصى عام 1969، وأحداث البراق عام 1929... وكلها محاولات دفعت الفلسطينيين عامة والمقدسيين خاصة للانتفاض ونصرة المسجد.


وتعليقا على ما نشره مركز "القدس الدنيوية" يقول المصدر: "هو تفسير للاتفاق من بيوت الخبرة الإسرائيلية، إذ لا توجد أمامنا بنود اتفاق معلنة، مركز الدراسات فسر ما أعلنه الرئيس الأمريكي ترامب سابقا بالسماح للمسلمين والمؤمنين بالصلاة في المسجد بأنه تغيير الوضع القائم لأن هناك أطرافا إسلامية أو عربية لا توجد لديها مشكلة بتغيير الوضع القائم من خلال التسامح مع صلاة اليهود في الأقصى، هذا التفسير ربما يكون صحيحا وربما تكون الإمارات العربية لا تأخذه بالحسبان".

 

اقرأ أيضا: عريقات: اتفاق الإمارات يضع القدس تحت السيادة الاسرائيلية


وشدد على أنه "تاريخيا وقانونيا، صاحب الوصاية على المقدسات هو جلالة الملك عبدالله الثاني، التي ورثها عن جده الشريف حسين، وجددت هذه البيعة عندما وقع الملك والرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفاقية في 2013 تعطي للأردن حق الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية لحين عودتها للسيادة الفلسطينية، والموقف الأردني واضح بالنسبة للمسجد الأقصى والمساس بالوضع القائم هو خط أحمر".

ونصت الاتفاقية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على المبادئ التاريخية المتفق عليها أردنيا وفلسطينيا حول القدس، التي تمكّن الأردن وفلسطين "من بذل جميع الجهود بشكل مشترك لحماية القدس والأماكن المقدّسة من محاولات التهويد الإسرائيلية".

وتعود الأصول التاريخية لسيادة الأردن على المقدسات في القدس منذ العام 1924، عندما بويع الشريف حسين، مطلق الثورة العربية الكبرى، وصيا على القدس، مرورا بسيادة الأردن على ما يطلق عليه القدس الشرقية عامي 1948 و1967، وحتى بعد فك الارتباط بين الضفتين عام 1988، فإنه لم يتخل الأردن عن السيادة على المقدسات.

 

وانفردت "عربي21" بنشر الترجمة الكاملة للتقرير الإسرائيلي الصادر عن مركز "القدس الدنيوية" والذي يكشف كيف وافقت الإمارات لأول مرة على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، بما يسمح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي الشريف ويختصر حق المسلمين في المسجد الأقصى، أي أحد الأبنية الموجودة داخل الحرم وليس الحرم بأكمله. 

 

اقرأ أيضا: اعتقال رسام كاريكاتير أردني بعد رسم سخر به من ابن زايد (شاهد)


وقالت الدراسة إن البيان الثلاثي المشترك الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الثالث عشر من آب/ أغسطس الجاري بشأن اتفاقية سلام بين الاحتلال الإسرائيلي والإمارات، يعبث بأهم قضية تشغل بال العرب والمسلمين، وهي قضية القدس والمسجد الأقصى.

وتحذر الدراسة التي نشرها مركز "القدس الدنيوية"، وهو مركز إسرائيلي مستقل ومتخصص بمراقبة التحولات والتطورات التي تشهدها مدينة القدس، من خطورة أن تعاد صياغة ما ورد في الإعلان بشأن القدس في اتفاقية السلام المزمع توقيعها بين تل أبيب وأبوظبي.

وفي التقرير الذي أعده المحلل السياسي والناشط الإسرائيلي دانييل سيدمان، وحصلت عليه "عربي21" وتنشره كاملا مترجما، يتبين أن البند الوحيد الذي تم إعلانه عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي ربما يكون الأكثر خطورة في الاتفاق، وينطوي على تغيير مهم في وضعية المدينة المقدسة لصالح الإسرائيليين وبما ينسف أي أمل في المستقبل لأن تصبح مدينة القدس عاصمة الفلسطينيين.

 

اقرأ أيضا : تقرير يكشف كيف وافقت الامارات على تغيير الوضع بالأقصى (نص)