سياسة دولية

ترامب الصغير مؤيد شرس لوالده.. هاجم بايدن بشدة

كان ترامب الابن مثار جدل بسبب لقاء في نيويورك جمعه بمحامية روسية على صلة بالكرملين عام 2016- جيتي

يعد دونالد ترامب جونيور الابن الأكبر للرئيس الأمريكي مدافعا شرسا عن والده، ويتصدر حملته الدعائية للانتخابات المقبلة، وكان خطابه في الليلة الأولى من مؤتمر الحزب الجمهوري لافتا للانتباه في الأوساط الأمريكية.

 

وهاجم ترامب الابن، منافس والده المرشح الديمقراطي جو بايدن، قائلا "سياسات بايدن اليسارية المتطرفة ستوقف انتعاشنا الاقتصادي بصورة مفاجئة"، وحذر المحافظين من أن الديمقراطيين يمكنهم تدمير المكاسب الاقتصادية التي حققها الناس في ظل وجود أبيه في البيت الأبيض.

وأضاف ترامب الابن "وعد بايدن بأن يأخذ المال من جيوبكم ويضعه في المستنقع. ولا عجب في ذلك لأن جو بايدن هو وحش المستنقع. فهو مستقر فيه على مدى النصف قرن الماضي".

وتزخر خطاباته بهجمات عنيفة على الليبراليين، وعلى هانتر بايدن نجل جو بايدن وعلى وسائل الإعلام.

 

اقرأ أيضا: هل يؤثر تأييد قادة جمهوريين لبايدن على حظوظ ترامب؟

وتركز استراتيجية الحزب الجمهوري على تنشيط القاعدة الجماهيرية للرئيس، إذ إنهم يعتبرون ترامب الابن الورقة الرابحة في هذه المعركة.

 

ويقول مايكل كاكلمان رئيس الحزب الجمهوري في ولاية كنساس والذي يحضر حاليا مؤتمر الحزب إنهم يحبون نموذجه "الواقعي".


ويؤيد الكثير من أنصار الرئيس مواقف ترامب الابن حتى عندما يذهب أحيانا لأبعد من والده. مثل دعمه لجهود صناعة الأسلحة في رفع القيود المفروضة على كواتم الصوت.


وخلال العام الماضي، ظهر في مسيرة نظمتها جماعة We Build the Wall (نحن نبني الجدار) لجمع تبرعات لإقامة الجدار بين الولايات المتحدة والمكسيك. وقد واجه مؤسسو الجماعة مؤخرا اتهامات بالاحتيال على المتبرعين.


ويلقى ترامب الابن معاملة نجوم الروك داخل محافل المحافظين. يقول لورنس ليفي عميد المعهد الوطني لدراسات الضواحي بجامعة هوفسترا الأمريكية إن ترامب الابن مناصر فعال لوالده في مسيرة الحملة الانتخابية بصورة ملحوظة، وهذا ربما يكون مقدمة لدور أكثر بروزا.


ويضيف ليفي "إن أبناء الشخصيات النافذة يتعلمون ألا يعيشوا فقط بل أن يزدهروا في ظل آبائهم، الذين سيختفون يوما ما، لكنهم وقتها سيصبحون هم رأس العائلة"، وفقا لما نقلته "بي بي سي".


وفي الوقت الحالي، يشبه ترامب الابن والده في جوانب عدة، ويبدو مثيرا للانقسام مثله.


وفيما يثير البهجة والحماس لدى أنصار الرئيس، ينزعج منه الليبراليون.


"إنه خير مثال على المحسوبية"، هكذا تصفه كريستينا غرير أستاذة العلوم السياسية المساعدة في جامعة فوردام.

 

اقرأ أيضا: طلب قضائي للحصول على شهادة نجل ترامب بقضية العقارات

بينما يرى جون راينيش المخطط الاستراتيجي الديمقراطي في نيويورك أنه يستغل جوانب مظلمة في فترة الرئاسة الحالية، واصفاه إياه بأنه " نسخة مصغرة، ولكن أكثر صراخا من أبيه".


ويضيف "دونالد جونيور بمثابة البنزين على النار".


بلحيته وشعره القصير، يرتدي ترامب الابن قمصانا مفتوحة الياقة، ويحرك يديه أثناء كلامه. وفي خطاباته يقفز على قدميه كما لو كان ملاكما داخل حلبة "إنه ينشط ويشعل الأجواء"، كما يقول جاك أوليفر أحد جامعي التبرعات للحزب الجمهوري.

 

وبحسب "بي بي سي" فقد أمضى ترامب الابن العطلات الصيفية في طفولته في تشيكوسلوفاكيا السابقة يمارس هواية الصيد مع جده لأبيه، كما أنه كان شابا مشاكسا. ففي أوائل العشرينيات من عمره احتجز في نيو أورلينز بتهمه السكر في الطريق العام وأودع السجن.

 

وكان ترامب الابن مثار جدل بسبب لقاء في نيويورك جمعه بمحامية روسية على صلة بالكرملين عام 2016. وقد تم النظر في هذا اللقاء ضمن التحقيق الذي أجراه المحقق الخاص روبرت مولر بشأن مزاعم وجود صلات بين حملة ترامب وروسيا خلال صيف ذلك العام، غير أن مولر خلص في النهاية إلى عدم وجود أدلة كافية تدعم وجود شبهة جنائية. 

 

ووفقا للورنس ليفي الأستاذ بجامعة هوفسترا فإن حظوظ الرجل الصغير قد تعززها النتائج يوم الانتخابات.

 

ويضيف "إنه يستعد لأن يكون الوريث المالي والسياسي لعلامة ترامب التجارية، وقراره بشأن ما سيفعله يتوقف على مدى نجاح حملته".


ويقول ليفي إن ترامب الابن قد يذهب لأبعد من ذلك، مضيفا "تبدو القاعدة الجماهيرية مثيرة بالنسبة له. إنه يتمتع بشعبية كبيرة في الولايات الحمر. إذا ما أراد لسبب ما أن يصبح عضوا بالكونغرس، فيمكنه أن يحقق نجاحا كبيرا، لكن أعتقد أن طموحاته أبعد من ذلك".