سياسة عربية

"الانتقالي" يسيطر على مقار رسمية بسقطرى.. وتوعد حكومي

الانتقالي اليمني مدعوم من الإمارات ويقاتل ضد الحكومة الشرعية ويسعى للانفصال- جيتي

أعلنت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن، سيطرتها على مديرية أمن سقطرى، بعد تحذيرات مصادر تحدثت لـ"عربي21"، عن وجود تحركات مدعومة إماراتيا في الجزيرة التي تشهد تمردا ضد الحكومة الشرعية.

 

كما سيطرت القوات ودخلت مبنى محافظة سقطرى دون مقاومة، بعد انسحاب قوات الحكومة الشرعية من المبنى .

 

ونقلت صحيفة "المشهد اليمني" عن مصدر حكومي، أن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرت على مديرية أمن سقطرى، عقب اشتباكات مع القوات الحكومية في الجزيرة.

وأضاف أن إدارة أمن حديبو عاصمة محافظة أرخبيل سقطرى، أصبحت تحت سيطرة القوات التابعة للمجلس الانتقالي.

 

موقف الحكومة

من جهتها قالت الحكومة اليمنية المعترف بها، إن ما يقوم به ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" ( المدعوم من الإمارات) في محافظة أرخبيل سقطرى، يعد "تمردا وانقلابا واضحا على السلطة الشرعية".

جاء ذلك في بيان صادر عن الحكومة من مقر إقامتها في العاصمة السعودية الرياض، عقب سيطرة قوات الانتقالي المدعومة من أبوظبي، على مبنى مديرية الأمن ومقر السلطة المحلية في مدينة حديبو، عاصمة سقطرى، نشرته وكالة الأنباء الحكومية "سبأ".

واعتبرت أن ما ينفذه ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي من سيطرة على مؤسسات الدولة في محافظة أرخبيل سقطرى وقصف المدنيين هو "اعتداء غاشم على أبناء الأرخبيل وتمرد وانقلاب واضح على السلطة الشرعية"، مؤكدة أنه "لن يتم القبول بها أو التهاون معها".

وقالت إن هذا الهجوم المسلح والاعتداء الغاشم على المواطنين يمثل الرد الفعلي العدواني والمستهتر لما يسمى بالمجلس الانتقالي على الجهود الحثيثة التي تبذلها السعودية لاستعادة مسار تنفيذ اتفاق الرياض، وتوحيد الجهود لمواجهة مليشيا الحوثي الانقلابية، مشيرة إلى أن "ذلك يكشف حقيقة موقف هذه القوى المتمردة والطرف الداعم لها"، في إشارة إلى دولة الإمارات

وتابع البيان: في الوقت الذي تتعامل الحكومة فيه بمسؤولية مع  جهود الأشقاء في المملكة للضغط على ما يسمى المجلس الانتقالي وداعميه، للتراجع عن إعلانهم الإنقلابي في العاصمة المؤقتة عدن المسمى بـ"الإدارة الذاتية" والذي أدى إلى تعطيل عمل مؤسسات الدولة وتعميق معاناة المواطنين، وانتظار ما ستسفر عنه هذه الجهود، كان الرد واضحا في قيادة تمرد وانقلاب أخر في سقطرى، واستمرار تصعيدهم العسكري في أبين".

وطالب البيان "قيادة تحالف دعم الشرعية ممثلا في الأشقاء بالمملكة العربية السعودية وبحكم وجود قواتهم العسكرية في أرخبيل سقطرى بتحمل مسؤولياتهم والتحرك العاجل والجاد لوقف هذا الصلف".

 

وأشارت إلى أن "إصرار المجلس الانتقالي والجهة الداعمة له، أي حكومة أبوظبي، على انتهاج هذا المسار الانقلابي المدان والمرفوض لن يقود إلا إلى مفاقمة الأوضاع وزيادة المشكلات والمعاناة للوطن والمواطنين".

 

اقرأ أيضا: قوات تدعمها أبوظبي تتجهز لاقتحام عاصمة سقطرى اليمنية

 

وسبق أن أفاد مصدر يمني مسؤول، مساء الخميس، لـ"عربي21"، بأن الوضع في أرخبيل سقطرى معقد جدا، والتوتر سيد الموقف، بعد تصعيد مليشيات المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي، ومساعيه إسقاط مدينة حديبو، عاصمة الأرخبيل.

وأضاف المصدر لـ"عربي21"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "مليشيات الانتقالي مسنودة بمجاميع عسكرية متمردة انتشرت في مداخل مدينة حديبو، في مسعى لاجتياح المدينة مجددا، بعد انقلابها على اتفاق رعته القوات السعودية مساء الأربعاء".

وتابع بأن "المجاميع التابعة للانتقالي تتمركز حاليا في منطقة حيبق، بالقرب من حديبو، بعدما عبرت حاجزا تابعا للتحالف الذي تنتشر فيه قوات سعودية، دون أن يتم إيقافها"، مؤكدا أن "مدرعات وأطقم المليشيات مرت من النقطة التابعة للقوات السعودية، دون أي اعتراض من قبل الأخيرة، في موقف مؤسف خيب آمالنا في دورها". 

ووفقا للمصدر المسؤول، فإنه منذ ثلاثة أيام والانفصاليون يحشدون قواتهم؛ تحضيرا لدخول مدينة حديبو، مشيرا إلى أن قوات الجيش والأمن رفعت حالة التأهب، وسترد بقوة على أي محاولة لدخول العاصمة حديبو.

وحول موقف قائد القوات السعودية المتمركزة في سقطرى منذ منتصف عام 2018، أكد المصدر الحكومي أن قائد القوات السعودية غير موجود في سقطرى، بينما نائبه ما زال ينتهج موقفا ضعيفا جدا من هذه التحركات، التي تعد انقلابا واضحا على الاتفاق الذي وقع عليه الطرفان أمس.

 

اقرأ أيضا: "الحوثي" تتحدث عن "تواطؤ إماراتي إريتري" على جزيرة يمنية

وينص الاتفاق، الذي اطلعت "عربي21" على نسخة منه، على "تطبيق الأوضاع الأمنية، ومنع خروج السلاح والعربات العسكرية خارج الوحدات، إلا بعد التنسيق مع التحالف".

ويسود التوتر في سقطرى، كبرى جزر أرخبيل يحمل الاسم ذاته، مكون من 6 جزر، وتحتل موقعا استراتيجيا في المحيط الهندي قبالة القرن الأفريقي، بين القوات الحكومية ومليشيات مدعومة إماراتيا، مسنودة بمتمردين عسكريين منذ أشهر.

ومطلع أيار/ مايو الجاري، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية من جهة، ومتمردين ومسلحين تابعين للمجلس الانتقالي من جهة أخرى، حاولوا اقتحام مدينة حديبو.

وتمكنت القوات الحكومية في حينه من إفشال المحاولة، التي كانت تعد الثانية خلال يومين.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، تصاعدت حدة التوتر والاحتقان بين القوات الحكومية في سقطرى والمجلس الانفصالي، لا سيما عقب سيطرة مسلحين يتبعون الأخير، وقوات عسكرية موالية له، على قيادة اللواء أول مشاة بحري، ومحاولتها السيطرة على مدينة حديبو.