ملفات وتقارير

هكذا استغلت الإمارات "كورونا" بتعزيز التطبيع مع الاحتلال

قال وزير فلسطيني إن "الإمارات تمعن في التطبيع مع إسرائيل"- وام

تحاول دولة الإمارات استثمار جائحة فيروس كورونا لزيادة وتيرة تطبيعها مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية، التي تمر في مرحلة هي الأصعب في تاريخها منذ نكبة عام 1948.


وخلال الأسابيع الماضية، حطت طائرتان إماراتيتان في مطار "بن غوريون" بمدينة تل أبيب، بزعم نقلهما مساعدات للفلسطينيين، إلا أن السلطة الفلسطينية رفضت تلقيها لعدم التنسيق معها مسبقا.


وقالت قناة "كان" العبرية الرسمية، إن إحدى الطائرتين حطت، الثلاثاء، في المطار الإسرائيلي، وكانت تحمل لأول مرة الشعار الرسمي لدولة الإمارات.


والثلاثاء، قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، إن دولة الإمارات، لم تُنسق مع حكومته، بشأن أي مساعدات محتملة، تحملها طائرة إماراتية، مضيفا أنه "لا علم لنا بالمساعدات الإماراتية، وقد سمعنا عنها من وسائل الإعلام، ولم ينسق معنا بشأنها".


وتابع: "نُرحب بأي مساعدات دولية مقدمة لنا، لكن بعد التنسيق والحديث معنا مباشرة"، في إشارة إلى أن التنسيق يجب أن يكون مع فلسطين وليس مع الاحتلال الإسرائيلي.


استغلال كورونا للتطبيع


وحول ذلك، قال وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني، أحمد المجدلاني، للأناضول، إن "الإمارات تمعن في التطبيع مع إسرائيل، في الوقت الذي يدعو العالم لمقاطعة الأخيرة وينتقدها، ويهددها باتخاذ عقوبات في حال تنفيذ مخططها بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة لسيادتها".


وأضاف المجدلاني: "أرسلت الإمارات الطائرة الأولى قبل أسابيع دون تنسيق معنا، أو مع سفير فلسطين في أبو ظبي، تحت شعار مساعدات وقد رفضنا استقبالها".


وذهب المجدلاني، وهو أحد أبرز القيادات المقربة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، للقول إن "الإمارات تستخدم جائحة كورونا كجسر وقنطرة للتطبيع مع الاحتلال، وحكومته تحت شعار المساعدات"، مشددا على أن "من يقدم مساعدات لأي بلد ينسق مع قيادته ومن يمثلهم، وهذا ما لم تقم به الإمارات".

 

اقرأ أيضا: ردود غاضبة من مقال وزير إماراتي بصحيفة إسرائيلية (شاهد)


ورحب الوزير الفلسطيني بأي مساعدات دولية لبلاده، لكنه قال: "أما بهذا الشكل والطريقة لن نقبل بها، ولن نكون مطية لأحد للوصول لأهدافه الخاصة".


من جانبه، وصف الناطق باسم حركة "فتح" في الضفة الغربية، حسين حمايل، هبوط طائرة إماراتية محملة بمساعدات لفلسطين، في إسرائيل، بالأمر "المشبوه".


وفي تصريح للأناضول، أضاف حمايل: "الإمارات تحاول التطبيع مع الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تمر به القضية الفلسطينية بأصعب مراحلها إثر مخطط إسرائيل بضم أجزاء من الضفة"، معتبرا أن الهدف من المساعدات "غير سليم ومؤلم".


وقال: "في الوقت الذي تقتل إسرائيل فيه الفلسطينيين وتحاصرهم، تهبط طائرة عربية في مطار الاحتلال".

 

علاقات خاصة


في السياق ذاته، رأى الخبير السياسي الفلسطيني، عبد المجيد سويلم، أن "الحكومة الإسرائيلية تستثمر التقارب مع الإمارات لتسويق مشروعها بضم أجزاء من الضفة الغربية".


وأضاف سويلم، في حديثه لمراسل الأناضول: "هذا النوع من العلاقات ربما تعمل إسرائيل على استغلاله كما تريد، وتسويقه بأن العالم العربي مع مخطط الضم، ما سيشجعها على الإقدام عليه".


ومضى قائلا: "ليس من الواضح أسباب هذا التقارب، باستثناء أن الإمارات تحاول أن تقيم علاقات خاصة أمنية أو رياضية أو غير ذلك مع إسرائيل"، معتقدا أن هناك علاقات أمنية خاصة بين الإمارات وإسرائيل، وهذا التقارب ليس بجديد، بل بدأ قبل عامين.


وأشار سويلم إلى أن أبو ظبي لا ترى أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل يمكن أن يؤثر على القضية الفلسطينية.


الإمارات تستعجل "الضم"


الوزير الفلسطيني السابق شوقي العيسة، انتقد أيضا التطبيع الإماراتي مع إسرائيل، قائلا عبر حسابه بموقع "فيسبوك": "يبدو أن الإمارات تستعجل ضم الضفة لإسرائيل".


وأضاف العيسة: "في المرة الأولى أرسلت طائراتها إلى إسرائيل بحجة إيصال معونات طبية للسلطة، دون إخبار السلطة أو التنسيق معها"، لافتا إلى أن هبوط الطائرة الثانية، جاء بعد تنسيق الإمارات مع منسق الإدارة المدنية الإسرائيلية بالأراضي المحتلة، لتوزيعها بالتعاون مع الأمم المتحدة".


وتابع: هذا "يعني أن الإمارات اعتبرتنا مضمومين (لإسرائيل) قبل ما (بنيامين) نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) يضم (أجزاء من الضفة)".

 

اقرأ أيضا: وزير إماراتي يتحدث عن تأثير الضم الإسرائيلي على "التطبيع"


ولا تُقيم الإمارات علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، رغم التقارير العديدة عن وجود اتصالات غير معلنة بين البلدين.


والأربعاء، عبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في كلمة أمام اجتماع منظمة التعاون الإسلامي الافتراضي، عن رفض القيادة الفلسطينية "الحلول المنحازة والمجحفة ومحاولات الالتفاف على الحقوق الفلسطينية، بما فيها التطبيع".


وقال المالكي: "من يطبع خارج الإجماع العربي والإسلامي، يطبع مع حكومة عنصرية إسرائيلية تفصح علنا عن عدائها لنا، لحقوق الشعب الفلسطيني، وهذا واجب الرفض والإدانة".


وزادت وتيرة التطبيع، خلال الفترة الأخيرة بأشكال متعددة بين الإسرائيليين والعرب، عبر مشاركات إسرائيلية في نشاطات رياضية وثقافية تقيمها دول عربية.


ويأتي ذلك فيما تعتزم إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة (غور الأردن والمستوطنات) إلى سيادتها، مطلع تموز/يوليو المقبل، بحسب تصريحات سابقة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.


وردا على ذلك، أعلنت القيادة الفلسطينية، الشهر الماضي، أن منظمة التحرير الفلسطينية في حلّ من الاتفاقيات مع إسرائيل والولايات المتحدة.