حول العالم

بعد 26 عاما.. القبض على أحد أبرز "مجرمي الحرب" برواندا

كابوغا كان يعيش في ضاحية قرب باريس بهوية مزورة- جيتي

ألقت السلطات الفرنسية، على أحد أبرز المطلوبين بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في مجزرة رواندا الشهيرة، وذلك بعد ملاحقة استمرت 26 عاما.

 

والمطلوب يدعى فيلسيان كابوغا، وكان يعيش في ضاحية قرب باريس بهوية مزورة، منذ ملاحقته دوليا بسبب الإبادة الجماعية في وراندا.


جاء ذلك وفق ما أعلنته وزارة العدل الفرنسية، أمس السبت، حسب ما أكدته "بي بي سي".

 

واحتجزت قوات الدرك، كابوغا، البالغ من العمر 84 عاما، في منطقة أسنيير سور سين بالقرب من العاصمة باريس، حيث كان يعيش بهوية مزورة.

 

وقال المدعي العام للآلية الدولية لتصريف الأعمال للمحكمتين الجنائيتين في لاهاي، وهي الآلية التي ما زالت تعمل على قضايا جرائم الحرب العالقة لرواندا ويوغوسلافيا السابقة، إن الشرطة الفرنسية اعتقلت كابوغا "في عملية معقدة ومنسقة مع عمليات بحث متزامنة عبر عدد من المواقع"، وجاء ذلك نتيجة تحقيق مشترك.

وقال سيرج براميرتز: "اعتقال فليسيان كابوغا تذكير بأنه يمكن محاسبة المسؤولين عن الإبادة الجماعية حتى بعد مرور 26 عاما على جرائمهم".

وأضاف: "بالنسبة للعدالة الدولية، يُظهر اعتقال كابوغا أنه يمكننا أن ننجح عندما نحصل على دعم المجتمع الدولي".

وأعرب براميرتز عن تقديره لفرنسا، لكنه قال إن هناك "مساهمات أساسية في العملية من جانب رواندا وبلجيكا وبريطانيا وألمانيا وهولندا والنمسا ولوكسمبورغ وسويسرا والولايات المتحدة ويوروبول والإنتربول".

 

وبعد الانتهاء من الإجراءات المناسبة بموجب القانون الفرنسي، من المتوقع نقل كابوغا إلى حجز يتبع الآلية الدولية لإنهاء الأعمال المتبقية للمحاكمات الجنائية، التي أنشأها مجلس الأمن، حيث سيُحاكم.

 

ما دوره بالمجزرة؟


وسبق أن وجهت المحكمة الجنائية الدولية لرواندا التهم للمسؤول السابق بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

 

وزُعم بأن كابوغا كان الممول الرئيس لمتطرفين من الهوتو، ارتكبوا جرائم وذبحوا حوالي 800 ألف شخص في عام 1994، عندما دار صراع دموي في رواندا اعتدى خلاله أغلبية الهوتو على أقلية التوتسي، خصومهم السياسيين في البلاد.

 

إذ أكدت واشنطن سابقا أن كابوغا كان مؤسسا مشاركا ورئيسا لصندوق الدفاع الوطني (FDN)، الذي يُزعم أنه قدمت من خلاله أموال للحكومة الرواندية المؤقتة لأغراض تنفيذ الإبادة الجماعية.

 

ويقال إنه قدم دعما لوجستيا لرجال الميليشيات الذين قاموا بالذبح من خلال منحهم أسلحة وأزياء رسمية وتوفير وسائل نقل لهم.

وكانت أمريكا قد أعلنت عن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار، مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال كابوغا.

ووجهت المحكمة سبع اتهامات لكابوغا في عام 1997، تتعلق بالإبادة الجماعية والتحريض المباشر والعلني على ارتكابها ومحاولة ارتكابها والتآمر لارتكابها، فضلا عن الاضطهاد والقتل الجماعي.

 


كابوغا كان يعيش في ضاحية قرب باريس بهوية مزورة منذ ملاحقته دوليا